إنتصار الماهود ||
· قصص عن التسول.
· ماعلاقة التسول بالمخدرات وتجارة البشر؟.
· أسبابه وماهي طرق معالجة ظاهرة التسول.
1. قصص عن التسول.
”خالة انطيني ربع، عمو امسح لك الجام، بنيتي يستر على شبابج عندي أيتام وما عندي مصرف،صينية داطلي بالكاع وطفل يمها يبجي ويكول شلون أرجع لاهلي بلا مصرف وهالمشهد تكرر بنفس المكان أكثر من يوم “.
تلك الجمل وغيرها تعتبر من الجمل الشائعة والتي تتردد على مسامعنا كل يوم حين نمر بشوارع العاصمة بغداد.
حيث نرى المتسولون يجوبون الطرقات و إشارات المرور بحثا عمن يعطيهم المال.
التسول تلك الآفة الخطرة، التي تحولت من حاجة للبعض بسبب الفقر المدقع، الى عمل مدر للأرباح، فمعظم من يتسول في شوارع بغداد لم تدفعه الحاجة والعوز، بقدر ما يدفعه الكسب السريع للمال، على حساب الكرامة وعزة النفس، و هؤلاء المتسولون منتظمين بمجاميع تحميهم عصابات ومافيات، تضمن وجودهم في أماكن مخصصة، و تقسم مناطق النفوذ فيما بينها لا تستغرب، فهذا ما تحدث لي عنه المراهق (س)، والذي يبلغ من العمر 13 عاما حيث يعمل بمهنة التسول منذ أربع سنوات، وهو يعرف معظم شوارع بغداد، وأين يقف ومتى يكون وقت الذروة للربح، و أين يهرب حين تتم مطاردتهم ، ويعود كالعادة كل يوم لمأواهم والذي أخبرني أين، لكن اشترط الا أذكره خوفا على حياته ، يستطرد س ” خالة اني بديت اول مرة عمي بطلني من المدرسة، وشغلني وي واحد يجي ياخذني بسيارته الصبح، أفتر أمسح جام لو ابيع علج بالتقاطعات، والناس تنقهر علي وتنطيني فلوس، وبالليل يجي علينا يلمنا، ويرجعنا لبيتنا آني يتيم وأمي عايشة، وي بيت عمي بالتجاوز، خالة كلما يكون عمرنا صغير أحسن، يجيب هواي فلوس خو هاي مرية بمنطقتنا، تأجر ولدها الصغار واحد منهم، عمره شهور تنطيه دوا يبقى نايم، خطية ويفترون بيه،خالة إحنا مو بكيفنا بأي تقاطع نطلع، ومو كل الي نحصله إلنا مرات، أحصل أكثر من 50 الف، ينطون لعمي بس 10تالاف، والباقي للي مشغلنا هذا هو يحمينا وحتى ميخلينا ننلزم ، ولو وين مجنا يطلعونا “. أخذ الفتى س المال من يدي كما وعدته، واختفى بين السيارات، بعد ما أحس أن هنالك من يتبعه بنظرات مريبة .
أما ليلى تلك الفتاة السورية، التي تستجدي بطفلتها تارة وتارة أراها مع والدتها لن تتوقعوا في أي منطقة تتسول؟! في منطقة التاجي أطراف بغداد، وهم قدموا بعد الأحداث السورية الى الموصل، ومنها إستقروا نهاية العام 2019 هنا، و بسبب فيروس كورونا توقف زوجها عن العمل فلم تجد مانعا من التسول.
لم يقتصر التسول على العراقيين أو العرب، بل تعداه الى جنسيات أخرى كالهنود والباكستانيين، والذين يأتون للبلد بتأشيرة سياحية أو دينية،ومن ثم يبقون هنا لأطول فترة ممكنة، ممتهنين التسول يستغلون عدم معرفة أحد لهم، هنا وضعف المحاسبة القانونية لهم .
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha