هناك رغبة دولية في انهاء الصراع في أوكرانيا والذي طال كثيرا، وأثر بشكل سلبي على الأوضاع الاقتصادية بكل دول العالم، لذلك باتت عملية إيقاف الحرب ضرورة انسانية، ولتجنيب العالم خطر وقوع حرب نووية جميع البشرية بغنى عنها.
مؤتمر جدة لمناقشة إيجاد طرق لوقف الحرب الأوكرانية، لم يكن عقد الاجتماع رغبة سعودية، بل هناك رغبة دولية لإيقاف الحرب، السعوديين واجبهم دفع فواتير حروب الناتو الساخنة والباردة، وبروح رياضية، لكن مؤتمر جدة الحالي يبحث به المجتمعون وهم يمثلون غالبية الدول الغربية المؤثرة، هناك جدية لإيقاف الحرب، ولابأس تدفع السعودية أموال لاعمار جزء من اضرار الحرب، وهذا عمل انساني، انا شخصيا ابارك ذلك، شعوب أوروبا تستحق حياة سعيدة، المؤتمر الحالي الذي عقد في جده، سبقه مؤتمر عقد قبل شهرين تقريباً، وهو اجتماع كوبنهاغن الذي بحث مناقشة الحرب في أوكرانيا.
بعد انتفاء اهمية البترول السعودي إلى أمريكا، وأصبحت أمريكا المصدر الأول بالعالم للبترول والغاز، السعودية لم يبقى لها سوق لبيع بترولها سوى الصين والهند، الصين علاقتها جيدة مع روسيا، لذلك من مصلحة السعودية تستضيف اجتماع جدة، لأن السعودية، ليست طرفاً في الحرب، ولديهم علاقات مع روسيا ومع اوكرانيا، السعودية مهيأة ان تكون طرف ينقل وجهة النظر للدول الغربية للسلام في أوكرانيا، حضر المؤتمر حلفاء روسيا، والمؤيدين لموقفها، الصين والهند.
المعارك بين روسيا واوكرانيا محصورة ضمن الجغرافيا الاوكرانية، رغم أن هناك دعم من الناتو تسليح وتمويل لكن لم يصل إلى المواجهة المباشرة، لأن المواجهة المباشرة يعني تكون فرصة كبيرة إلى استخدام أسلحة نووية تفتك بالعديد من شعوب العالم.
طبول الحرب تقرع، يوميا هجمات متبادلة، منع تصدير الحبوب، قصف سفن وناقلات هجمات بالمسيرات، يوميا نسمع في دخول سلاح مسير جديد في المعارك، نسمع تهديدات نووية، حرب غواصات في البحر الأسود.
العالم في غالبيته يحتاج القمح الأوكراني والروسي، بل انقطاع الحبوب من روسيا واوكرانيا تحول إلى أزمة عالمية في الغذاء، وخطره على شعوب العالم لايقل عن خطر سلاح المستعمل لقتل البشر في المعركة الدائرة في جبهات القتال بين أوكرانيا وروسيا.
حوار جدة هو تجسيد حقيقي أن الجانبين، الروسي والغربي، لديهم رغبة وقناعة، أكثر من فترة الحرب السابقة، بأن الحرب العسكرية لاتجدي نفعا والمطلوب البحث عن حل لإيقاف الحرب وانقاذ البشرية من كوارث الحرب المباشرة والتقليل من أعباء الازمات الاقتصادية التي ضربت معظم دول العالم بسبب الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا.
سبق إلى المفكر السياسي الامريكي هنري كيسنجر قال ابحثوا عن حل يعطي للروس بعض مايريدونه والوصول إلى حل سلمي مابين روسيا وأوكرانيا، روسيا ضمت أراضي إلى أراضيها وتم ضمها إلى الدولة الروسية وتصويت البرلمان الروسي، الوضع ليس بالامر السهل، اكيد يكون البحث عن حلول مقبولة من الطرفين الروسي والاوكراني
قوات «فاغنر» الروسية عملت أحداث في روسيا وانتقلت إلى دولة بيلاروسيا، ولازال قائد فاغنر يتحدث عن انتصار روسيا في المعركة مع أوكرانيا والغرب، بولونيا أعلنت أن قوات من فاغنر بالقرب من حدودها في بلاروسيا، بلا شك يبحثون عن حل يحفظ للفرقاء شيئاً من المكاسب.
تبقى الحرب الروسية الأوكرانية على رأس الأولويات الدولية، لأنها الأخطر والأسخن، ولأنها يمكن أن تتطوّر باتجاهاتٍ مدمرةٍ لا يرغب فيها أحدٌ، وقد استنزفت الأطراف الفاعلة في تلك الحرب خياراتها عبر أكثر من عامٍ ونيفٍ، والحرب مستمرةٌ، وقد أعلنت أوكرانيا بالأمس استهدافها ناقلة نفطٍ روسية بطائراتٍ مسيرةٍ، والجبهة بين الطرفين تشهد شداً وجذباً دائمين، ودون حلولٍ خلاقةٍ تقودها دولٌ أخرى، قد تستمر هذه الحرب طويلاً، لأن الجميع خسرانين، لذلك وقف الحرب بات خيار مهم لكل شعوب العالم.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
10/8/2023
https://telegram.me/buratha