نعيم الهاشمي الخفاجي ||
بعد سقوط مشروع الإخوان المسلمين بحقبة ماسمي في الربيع العربي، لابأس من نعيد الذاكرة للوراء ولو بشكل قليل، بعد الاطاحة في نظام حسني مبارك، وبعد أن أيقنت القوة الاخوانية أنهم هم من يحكمون مصر وبقية الدول العربية بالتنسيق مع مرجع الإخوان الرئيس التركي طيب أردوغان، شاهدنا وعبر قناة الجزيرة الناطقة في اسم منظمة الإخوان المسلمين العالمية الوهابية، الطائفي احمد منصور، استضاف محمد بديع الزعيم الاخواني، وكشف كل ماهو مخفي عبر قناة الجزيرة، وكيف كانوا يقفون خلف حركات الاحتجاجات الشعبية التي قام بها الشعب المصري، وكيف تم السيطرة على المشهد السياسي المصري، والوصول إلى المؤسسة العسكرية المصرية.
الإعلام الإخواني مدعوم من مؤسسات حكومية تركية ومن حزب طيب اردوغان، لذلك الإعلام الإخواني ومواقع التواصل الاجتماعي سلطت الضوء على زعيم اخواني اسمه محمد غنيم، تم تقديمه كناشط مصري في ثورة عام ٢٠١١، بعد عدة شهور من سقوط نظام مبارك، وفي تاريخ 12 مايو (أيار) 2011، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً قالت فيه إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكّد لأحد مساعديه أنه يرغب أن يصبح الناشط السياسي وعضو «ائتلاف الثورة» وائل غنيم «رئيس مصر القادم»، لافتةً إلى أن أوباما يأمل بأن يفوز «شباب الشارع» في المرحلة المقبلة في مصر.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها حينذاك لـ«تخّوف» أوباما من إحباط أحلام الشباب المصري، وعلى رأسهم غنيم «فتى غوغل»، على حدّ تعبيره، ودورهم في مرحلة الانتقال التدريجي نحو الديمقراطية في مصر.
وبعد سقوط حكم الاخوان، الناشط وائل غنيم هرب خارج مصر، واصابه مرض الحنين للوطن، بعد أن أصبح لديه يقين في كذب أصحاب الشعارات، لذلك فضل العودة إلى مصر والعيش مع أسرته، وترك منظمة الإخوان، وبعد عودته، قام بنشر الأحداث التي شاهدها في حقبة وصول الإخوان للسلطة في مصر، ذكر في كتاباته كيف تلاعب به قادة حركة الإخوان، والذين وصفهم حسب قوله، حركة الإخوان كانت تستهدف كل طوائف الشعب المصري.
بعد عودته إلى مصر اتبع أسلوب الكتابة الساخرة لفضح قيادات الإخوان ومنظمات مايسمى في المجتمع المدني المرتبطين مع سفارات دول استعمارية،
من منشوراته على حسابه بـ«تويتر» كتب التالي «قابلت ناس من كل صنف ولون، وجربت حاجات كتير ومشيت في طرق كتير واتصرفت غلط كتير وربنا شملني بعطفه وكرمه وفضله ومنه وأذن لي بالرجوع من طريق الغلط لطريق الصح».
شر البلية مايضحك، هذا هو الناشط والقيادي في مجلس قيادة شباب الثورة الذي نفخه الإعلام ووصل إلى مسامع الرئيس الأمريكي أوباما وتمنى أن يكون رئيس مصر المستقبلي، هاهو يفضح حقبة ما جرى في مسرحية الربيع العربي، رئيس مصر المستقبلي يكشف حقيقة خيانة مجلس الحثالات الذي كاد يسيطر على مصر لولا شجاعة الجنرال السيسي ونضال القوى الوطنية اليسارية والقومية والمكون المسيحي القطبي، لما سقط اخنس مصر مرسي والعتاة المتوهبين السيئين من حركة الإخوان الذين كادوا يسقطون غالبية الدول العربية ويبايعون الخليفة التركي أردوغان.
غنيم وفصيلته ماهم سوى مجاميع ظلامية، السياسة عندهم فن الانتهازية والتفنن في الولاء للحاكم الغالب بحكم القوة، لولا ثورة الشعب المصري بقيادة الجنرال السيسي لما غير غنيم ارائه وقناعاته التكفيرية وحلمه في إقامة دولة الخلافة العبثية لقطع رقاب وسبي وبيع أطفال ونساء كل مسلم لا يسير على دين ابن تيمية وابن عبدالوهاب.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
4/8/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
