د.أمل الأسدي ||
وأخيرا تبين السبب الحقيقي من حرق القرآن الكريم مع العلم العراقي وأمام السفارة العراقية، بيّنه لنا مشكورا الأمين العام للأمم المتحدة في رده علی رسالة المرجع الأعلی السيد السيستاني(دام ظله) إذ كرر في رده رفض الكراهية الدينية، كررها في خطابه القصير أربع مرات!! وكرر كلمة العنف والتمييز ثلاث مرات(١)
إن المبرر الرئيس لاختلاق الديانة الإبراهيمة؛ مواجهة الكراهية الدينية ومحاربة العنف، والسعي الی تحقيق ما يسمی بـ" السلام الديني" وبحسب متبنياتهم الجديدة أنه حان الوقت الذي يجب أن يُنزل فيه أبناء إسحاق وإسماعيل السيوف، ومثلما كان الدين جزءا من المشكلة، يجب أن يكون جزءا من الحل!! إلی متی يستمر العنف والقتل؟ نحن أبناء إبراهيم نؤمن بذلك حرفيا، فأيهما أكثر قداسة الحياة البشرية أم الجماد؟(٢).
إذن، استعدوا لمزيد من الفتن والتصعيد في المنطقة، وسينتقل الأمر الی إيران وكل دولة رفضت التطبيع ورفضت الانـضمام الی اتفاقيات ابراهام، ولاسيما العراق البلد الذي يشكل المسلمون أغلبيته، فضلا عن منظومته العقدية والقيمية المركبة من المنطلقات الحضارية والإسلامية، فالعراق الآن يُطهی علی نارٍ هادئة... دور عبادة إبراهيمية تُشيد بهدوء في الجنوب، ومحاولات قائمة علی قدم وساق تعمل علی زعزعة الاستقرار واختلاق الأزمات، وكل هذا... وهم يريدون مزيدا من الفتن والحروب الطائفية والقومية في العراق والمنطقة، إنها حرب الموارد الطبيعية التي يحمون بها أنفسهم، ويرممون بها جسد الغرب المنهزم!!
ومن ضمن متبنياتهم أيضا، أن تكون قيادة الأرض الأبراهيمية لأصحاب التكنولوجيا، فهم من يستطيع إدارة هذه الموارد والاستفادة منها، بالمقابل لابد من إظهار فشل من يدير هذه المناطق الثرية بأموالها ورصيدها الحضاري، إظهار فشلهم وفسادهم، وإبراز نقمة السكان عليهم، لذلك لاتستغرب من سماع شعارات جديدة تنادي بـ "لا يهمنا الدين، فليحكمنا من يحكم من الديانات" ناهيك عن عملية شراء الأراضي في منطلق المسار الإبراهيمي(أور)...فإما أن نبقی نتفرج، وإما نطفئ نيرانهم المشتعلة!
إن الماكنة الغربية المفلسة، أعلنت الحرب علی دين الله ، دين محمد بن عبد الله، هذا ما يجب فهمه، وردنا الأمثل يجب أن يكون قائما علی الوعي بما يدور حولنا، وأن نغادر العزلة التي خلقتها لنا أمريكا عبر محاصرتنا بإعلامها الذي تقوده وبرامجها التي تديرها!
يا سادة، حادثة حرق القرآن ليست تصرفا فرديا، أو عملا استفزازيا من السويد أو الدنمارك؛ بل هي خطوة من خطوات تطبيق الإبراهيمية!
ونحن هنا نتحدث من منطلق القوة، فنحن أصحاب الأرض، ونحن أصحاب الدين، ونحن أصحاب الهوية الإسلامية، ونحن أمة محمد، ونحن أمة علي، ونحن ـ بإذن الله- البدريون الحسينيون!
ولن تنطلي علينا مصطلحات الكراهية الدينية، والعنف الديني، والسلام الديني!!
إنها حرب الموارد الطبيعية!!
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha