التقارير

إيران سعودية؛ تقارب تباعد..تباعد تقارب..!


محمد فخري المولى ||

 

العالم انشغل بخبر اللقاء التاريخي المهم الذي جمع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع المملكة العربية السعودية بظل رعاية الصين.

لنركز ولندقق العلاقة بين إيران والسعودية علاقة تمتد مبدئيا لقرن من الزمان بالعصر الحديث ، تخللتها فترات تقارب بها الطرفان وأخرى تباعد بها الطرفان ثم العكس صحيح ،

أصل العلاقة بين الطرفين تنشطر لجزئين

الأول ديني عقائدي

الثاني سياسي

وهناك شطر ثالث وهو

الشطر الاجتماعي للطرفين الذي بقي محافظ على مسافة من السياسة وكذلك الدين ضمنت له التأثر البسيط بهما فكانت النتيجة سلم مجتمعي برغم التنوع المذهبي لسكان المملكة وكذلك الجمهورية ،

فالطيف المجتمعي للبلدين متعايش سنة وشيعة بغض النظر عن النسب والأقلية والأكثرية ،

المملكة ذات الأكثرية السنية والأقلية الشيعية يقابلها الجمهورية ذات الأكثرية الشيعية والأقلية السنية بكلا الطرفين التعايش المجتمعي جيد إلا ببعض الأوقات التي القت السياسة بظلها الثقيل على طيف من المجتمع.

السياسة الطرف الآخر من معادلة العلاقات بين الطرفين له بفترات سابقة علاقة باستقرار الشأن الداخلي فالتدخل والتداخل بين الطرفين واضح والأحداث كثيرة ، وهو أساس التباعد أو التقارب منذ قرن من الزمان.

لكن وما أدراك ما لكن

كل ما تحدثنا به هو معادلة سياسة دينية محلية ترتبط بشأن داخلي لكلا الطرفين بتلك الفترات السابقة،

أما اليوم هنا مستجدات سياسية وتمحور ديني طائفي له أثر وتأثير يجب بل يوجب التدقيق والتمعن بتفاصيله.

الجمهورية الآن طرف إقليمي للهلال الشيعي وطرف مهم ببعض الأحيان لمعادلة دولية، هنا لابد من الاشاره الى محور جديد تقوده الصين الطرف الجديد بالمعادلة الاقتصادية السياسية المتزامن بعودة روسيا وأنفاس الاتحاد السوفيتي السابق للعودة كقطب مؤثر وفاعل كل هذه الفواعل والمؤثرات هي ضد أمريكا التي تعتقد أن قطبيتها الوحيدة للعالم وتفردها سيطول نتيجة عدم وجود منافس وانحسار دور الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو الاقتصادية لتأثره بالسياسة الداخلية لكل طرف من الاتحاد الأوروبي مما سمح بظهور مخالب التنين الصيني والوجه الاخر للدب القطبي الروسي .

إذن الاتفاق الحالي بين الجمهورية والمملكة اليوم ليس اتفاق ثنائي بل نواة واتفاق لأطراف إقليمية، فالجمهورية اليوم أصبحت ممثل عن كل الأطراف الشيعية بالمنطقة والعالم وكذلك المملكة الآن هي ممثل عن كل الأطرف السنية بالمنطقة والعالم وهذا جوهر الاتفاق الحالي ولو أضفنا رعاية الصين للاتفاق سننظر أفق جديد ورؤى حديثة للمنطقة ومرحلة إعادة توازن وتقسيم أدوار بمسمى السلم للمنطقة وهو أصل القضية.

هذا المخطط هو ما سيسمح لكل الأطراف والجهات المحلية والإقليمية المنضوية تحت مظلة أي طرف من الأطراف بالتدخل أو فرض شروط أو قواعد لاستمرار وإنجاح الاتفاق بين الطرفين الأصل ولا ننسى الكيان الغاصب الذي له اجندات واضحة وبعيده المدى يطمح لتحقيقها .

هذه خارطة المستقبل والتي سترسمها الأحداث والمواقف القادمة.

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك