اسامة القاضي ||
كاتب سياسي يمني
نظرة عابرة على أداء وسيلتين اعلاميتين سعوديتين في التركيز العدائي على قضايا إيران واعمال الشغب الاخيرة وجهودها بشكل خاص لحرف الرأي العام الدولي عن همجية وسفك دماء ولي العهد ورئيس وزراء هذا النظام، للمعارضين السعوديون وحصارة وقتله الوحشي للشعب اليمني الشقيق على مدى ثمان سنوات دون ان يرف لهم جفن حتى وإن لم يكن غريبا على نظام ال سعود، إلا أنه مثير للدهشة.
في ظل التوجه المنسق بين وسائل الإعلام الغربية والعبرية مع الإعلام السعودي، يمكن القول بثقة أن الإعلام السعودي، وخاصة قناتي العربية و الحدث، وبالطبع قناة إيران اينترنشنال، هو راس حربة القسم العربي للمحور الغربي العبري العربي، بل انه في عدائه لايران ليس لا يقل عن المحور الآخر، بل يتفوق ويتقدم عليها في هذه الضغينة.
بينما تتحدث قناة إيران إنترنشنال السعودية بزعهما عن الانتفاضة العالمية للإيرانيين فإن أخويها الأكبر، أي العربية والحدث، ومن دون أن يرف لهما أي رمش في ملفات حقوق الإنسان التي ينتهكها النظام السعودي، تحاول هذه الأيام متابعة مشروع تقسيم الإيرانيين إلى أقطاب، لذلك تتحدث تارة عن تعارض أتراك إيران مع النظام الإسلامي، وتارة عن تعارض أكراد إيران مع هذا النظام، و تارة عن تعارض الجيش مع نظام الجمهورية الإسلامية... إلخ.
هذا في حين أعلن وزير الداخلية الإيراني اليوم، أن عدد المتظاهرين في الشوارع وفي ذروة المظاهرات قارب 45 ألف شخصاً، وعلى ذلك من غير الواضح كيف استنتجت وسائل الإعلام هذه ومن هذا الرقم الرسمي وجود تعارض وتعدد للأقطاب لدى سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة بالطبع.
من الواضح أن الإعلام السعودي يصر على تضخيم ما جرى من أعمال شغب في إيران وكذلك على التضخيم في عدد القتلى بأعمال الشغب هذه، ليستغلها كذريعة لحرف الأنظار عن سجل ولي العهد السعودي -رئيس الوزراء تواً- وتبييض هذا السجل. وذلك من أجل استغلال ذلك حين تسمنه العرش السعودي لحرف الرأي العام الداخلي عن مقتل خاشقجي، وعن إعدام 81 معارضاً في يوم واحد، وعن الملفات الصغيرة والكبيرة لمعارضة النظام السعودي للمفكرين والمعارضين والنشطاء في البلاد... إلخ.
فلو حاول ولي العهد المترأس تواً على مجلس الوزراء في السعودية اليوم فك لغز هروب ناصر الغامدي ولجوءه إلى مكان آمن من منشار محمد بن سلمان.. أو إن حاول الحديث عن المصير المجهول لوالد ناصر وبقايا سجناء الفكر من السعوديين، و.. عندها يمكنه الادعاء بأن ماكنته الإعلامية الهائلة بنسختيها الفارسية والعربية تحظى بآذان صاغية في المنطقة والعالم.. رغم أن من المستحيل أصلاً توقع سلوك ديمقراطي من نظام قبلي.
وأخيرا ، ينبغي القول ان اللجوء إلى أكاذيب كهذه لا تدع مجالا للشك في أن الإصرار على المبالغة في اتهام القوى التي تحافظ على النظام في الجمهورية الإسلامية ومحاولة زعزعة الأمن في إيران له هدف أساسي واحد فقط وهو : تطهير ايدي ابن سلمان الملطخة بالدماء في جريمة الاغتيال الوحشي لجمال خاشقجي تزامنا مع مرور الذكرى السنوية لهذه الجريمة الوحشية.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha