التقارير

السفير العراقي في ايران : نتطلع إلى إقامة علاقات مع إيران وفق أسس صحيحة

3553 13:40:00 2008-06-01

عدّ السفير العراقي في طهران التدخل الاقليمي بالشأن العراقي مسؤولية يجب ان تضطلع بمنعه الحكومة العراقية من خلال ضبط حدودها، وان العلاقات مع ايران يجب أن تقوم على احترام سيادة البلدين  من دون التدخل في الشؤون الداخلية من كلا الجانبين.

وقال محمد مجيد الشيخ في حوار اجرته معه جريدة الصباح: " اننا لا نسمح أن تكون الساحة العراقية ساحة تصفية حسابات بين أطراف لا دخل للعراق بحساباتها، كذلك لا نسمح أن يكون العراق ضد أي دولة من دول الجوار ومنها إيران، مشددا على اهمية بناء العلاقات بين البلدين وفق أسس صحيحة. واضاف الشيخ ان "الملف النووي الإيراني لا يبتعد عن الملف السياسي لأنهما مرتبطان ببعضهما"، مستبعدا في الوقت نفسه ان تصل طهران الى صنع القنبلة النووية.

وفي ما يلي نص الحوار:* ما دور السفارة في رسم السياسة في هذا الوقت الخارج عن حدود حرب الثماني سنوات؟- هل يجب علينا أن نعيش في توتر ونحن نعيش في العراق الجديد..عراق الأخوّة...علينا بناء علاقة على أسس صحيحة...العراق وإيران خرجا من حرب طويلة...ماذا إستفدنا منها؟ وما استفادت إيران منها...أنا أنظر إلى العلاقة التي يجب أن تقوم على إحترام سيادة البلدين دون التدخل في الشؤون الداخلية من الجانبين...أما كيف نرسم سياسة هذا الوضع الجديد، فعلينا رسم سياسة معقولة يتولاها السياسي والإعلامي على حد سواء...أنا بصفتي سفير العراق في إيران تقع على عاتقي مهمة يستوجب عليّ أداؤها، وأنت كاعلامي عليك دور مهم في رسم هذه السياسة...وغيرنا كذلك...إذا اجتمعت الجهود والنيات على رسمها نستطيع رسم سياسة تقودنا إلى أن نخلق حالة جديدة نستطيع من خلالها رؤية عراق جديد.

مسألة العلاقات العراقية - الإيرانية، موضوع حساس، هناك مشكلات كبيرة أورثها النظام السابق والأنظمة السابقة له، كانت أغلب الأنظمة لا تريد ان تكون هناك علاقة بين البلدين الجارين، نحن نريد علاقة تقوم على أسس ثابتة وصحيحة.

نحن لا نسمح أن تكون الساحة العراقية ساحة تصفية حسابات بين أطراف لا دخل للعراق بحساباتها، كذلك لا نسمح أن يكون العراق ضد أي دولة من دول الجوار ومنها إيران...نريد عراق المحبّة والمصالح المشتركة، نحن حريصون على أن تكون العلاقات بين العراق وإيران على أعلى المستويات لكن بعلاقات سليمة وأسس مشتركة...حريصون على أن تكون هناك مشاريع مشتركة لأن هناك مشتركات ثقافية وتأريخية بين البلدين...إيران دولة كبيرة ويمكن الإفادة من طاقاتها...إيران لديها 30 سنة خبرة وتجربة بعد سقوط نظام الشاه، وهي بلد متطور نحاول أن نستفيد منها في الجانب الزراعي والصناعي والمجالات الأخرى.

* بصفتك رجلاً تسهم في رسم وتطبيق السياسة الخارجية للعراق...كيف تنظر إلى قضية الملف النووي الإيراني وتأثيره في الوضع العراقي الداخلي؟- الملف النووي الإيراني لا يبتعد عن الملف السياسي لأنهما مرتبطان ببعضهما..رأيي الشخصي أن إيران لاتصل إلى صنع القنبلة النووية لأن هناك تصريحاً وتأكيداً من المرشد الشرعي وجّهه إلى الرئيس الإيراني وضّح فيه أنه لايمكن لإيران أن تصنع قنبلة نووية لأنها مضرّة بالبشرية من الناحية الشرعية...هناك بين إيران وأميركا..منها الملف الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري... إن لم تحل جميعها لا يُحلُّ الملف النووي...وأنا على يقين أنه لايوجد طريق للنجاح سوى الحوار المباشر بين أميركا وإيران أوالحوار بواسطة طرف آخر وهي الخطة التي اتبعها العراق لحل مسألة الجانب الأمني، إذا لم يكن هناك لقاءات وحوارات بوساطة الاتحاد الأوروبي أو اية جهة أخرى ترشّح نفسها لتكون وسيطاً بين الطرفين لا يمكن أن تحل المشكلة النووية الإيرانية.

*كيف تنظر الى التدخل الإيراني في شأن العراق؟- أنا اقول لك أمراً...إن لم يكن لدينا قوات مسلّحة واستخبارات قوية وحرس حدود وأجهزة كاشفة فلا نستطيع أن نمنع كل دول الجوار التي تطمع بالتدخل بالعراق وليس إيران وحدها....من الطبيعي أن ترسل جميع الدول الإقليمية (ايران وتركيا والسعودية وسوريا) أجهزة مخابراتها الى العراق وليس أمام العراق سوى توفير ماذكرناه لنؤمّن بيتنا العراقي من الداخل، المسائل الأساسية تقع على عاتقنا وليس على عاتق دول الجوار، نعم على دول الجوار التي ذكرناها أن تدعم العراق الجديد وأن يتطابق القول الذي يطلقونه مع الفعل الذي نريد أن نراه نحن بأعيننا.

* هناك سؤال يطرح نفسه ان إيران تسير وفق نظام ولاية الفقيه في الحكم...هل تتصور أن هذا النظام بإمكانه أن يتماشى مع الوضع في العراق؟- هناك اختلاف في وجهات النظر بين مراجع الدين في العراق وإيران....نظام ولاية الفقيه الذي تعمل به إيران لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتماشى مع وضع العراق الداخلي....نفس الفقيه المرجع السيد السيستاني لا يتدخل في الشؤون الإدارية للدولة، إنما تنحصر مهمته بإعطاء التوجيه العام...وهذا هو نظام المرجعية في العراق...هناك اختلاف في وجهات النظر واختلاف في كيفية إدارة الحكم في العراق يحتم علينا القول ان ما يصلح لإيران لا يصلح للعراق...هناك بعض السياسيين لايفهمون هذا..أنا في إيران منذ مدة طويلة وأفهم مامعنى الولي الفقيه حينما يكون على رأس السلطة.

* كيف تنظر إلى الجالية العراقية وحجم العلاقة بينكم وبين العراقيين الموجودين على الأراضي الإيرانية؟- أولاً...أنا أعتبر أن كل عراقي له حق في هذا المكان الذي يمثّل سيادة الجمهورية العراقية، وكرامة العراقي هو جزء من سيادة الدولة العراقية الحديثة التي تحترم الإنسان كونه اللبنة الاساسية لخلق مجتمع عراقي ديمقراطي يؤمن بإنسانية الإنسان قبل كل شيء...لهذا أقول ان من حق كل مواطن عراقي أن يقول رأيه بصراحة فيما يخص الخدمات التي تقدمها السفارة للجالية العراقية، أما أن نعيد إنتاج منظومة الفكر البعثي وطريقة تحويل السفارة إلى أوكار مخابراتية فأتصور أن ذلك نسقا فكريا متخلفا لا نستطيع حتى مجرد التفكير به، فقد ذهب الزمان الذي كان مجرد التفكير في المرور أمام بناية السفارة العراقية له مخاطر كثيرة، الآن وضع عراقي مختلف بالكامل عن السابق...حتى المستخدم في السفارة يتجول في السفارة بكل حرية.

*لنعد إلى العراقيين في ايران...كم عدد المخيمات التي يسكن فيها العراقيون المهجّرون؟ وكم عدد الجالية العراقية في إيران؟ وأبرز المشاكل التي يتعرض اليها العراقي؟- هناك معسكر في(أزنه) وآخر في (جهرم) وآخر في الأهواز، وهناك عراقيون قليلون في (أروميا)، ومجموع العراقيين الموجودين في المخيمات يبلغ تقريبا(5 آلاف عراقي) بعد أن كانوا (80 ألفا)، لكن أكثرهم رجع إلى العراق، أما خارج هذا العدد الموجود في المخيمات فيبلغ (60 الف عراقي) متوزعين على المحافظات الإيرانية وأغلبهم في (طهران وأصفهان ومشهد والأهواز ويزد وقم)، وأغلب مشاكل العراقيين أن إيران لا تسمح للاجئين الأجانب بالتواجد على أراضيها لأن لديها لاجئين بعدد كبير من الأفغان والعراقيين...هناك مليون ونصف المليون افغاني في إيران، لذلك لاتوجد في إيران محفّزات لوجود لاجئين، فترى أن السلطات الايرانية المسؤولة تغرّم العراقي مبلغ 30 الف توماناً ( اي مايعادل 35 دولارا تقريبا) عن كل يوم تأخير ولا تسمح ببقائهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك