التقارير

سقوط بغداد بيد المغول 656هـ 1258م.


محمد البدر ||

      

في يوم الجمعة (10صفر656هـ) الموافق (15شباط1258م) وافق الخليفة العباسي المستعصم بالله على إستسلام مدينة بغداد للقائد المغولي هولاكو.

الهجوم كان قد بدأ يوم 6 شباط، واجتاحوا المدينة يوم 10 شباط، ثم جاء الإستسلام يوم 15 شباط، وبذلك زالت من الوجود الدولة العباسية التي استمرت 500 عام.

كان المستعصم بالله مهووس بتربية الحمام ومشغول بالشرب والنساء وكان قائد جيشه مجاهد الدين إيبك قد أشار عليه -قبل إنطلاق حملة المغول- بحل الجيش بحجة عدم الحاجة إليه!!.

وكان الوزير محمد بن أحمد الأسدي  المشهور بإبن العلقمي قد عارض قرار حل الجيش ودعا لإعادة بناءه لمواجهة خطر المغول قبل إقترابهم من بغداد.

كان من ضمن حاشية هولاكو القاضي فخر الدين عبد الله الملقب بالقاضي المحدث، وكان يتولى إخراج الفقهاء البغداديين ليقتلهم الجيش المغولي.

وكان الذي طلب من ملك المغول حينها منكو خان التوجه مباشرة نحو البلاد الإسلامية هو شمس الدين القزويني قاضي قضاة المسلمين وقتها لغرض تدمير قلاع الإسماعيليين بحجة كفرهم وخطرهم!!.

ومن العجائب التاريخية هو قوله للخان المغولي

(إنهم ليسوا وثنيين مثلكم لذا الأصلح قتالهم).

وعندما استولى المغول على قلاع الإسماعيليين عمت الفرحة مختلف البلدان الإسلامية وقتها!!.

في الحقيقة لم يكن المغول بحاجة لمن يغريهم بإحتلال العالم الإسلامي والتوجه غرباً، فهم قد تخلصوا من ممالك الصين شرقاً، ثم توجهوا شمالاً نحو روسيا، وغرباً نحو العالم الإسلامي والغربي المسيحي، وكانوا يعتقدون إن الله يريد منهم حكم العالم وتخليصه من الحكام من غير القبيلة الذهبية وهي قبيلة مؤسس دولتهم جنكيزخان.

حملة هولاكو كانت قد انطلقت من مدينة (قراقروم) عاصمتهم في منغوليا الحالية، وكانت مهمة الحملة دخول بغداد، وقد استغرقت الحملة حتى وصولها لبغداد أكثر من أربعة اعوام.

المناطق الاسلامية الواقعة شرق العراق كانت قد سقطت بيد المغول منذ سنوات، وقبل سقوط بغداد بسنوات طويلة كانت كتائب المغول تغير على أطراف بغداد وتنهب المدن مثل اربيل والموصل وديالى وسامراء وخانقين و وصلوا في غاراتهم حتى بلاد الشام ومدن الفرات.

وفيما كانت الدولة الخوارزمية تحت الحصار المغولي،وبعد سيطرة المغول عليها وتوجههم نحو العراق في غارات سريعة للسلب والنهب، كان الخلفاء العباسيون يرسلون الهدايا والوفود للخان المغولي!.

علماً إن سقوط الدولة الخوارزمية سبق سقوط بغداد بأكثر من 30 عام.

وكان قد تحالف مع هولاكو قبل دخول بغداد وساعدوه في تلبية الإحتياجات لجيشه وقاتلوا معه مجموعة من السلاطين والملوك و الأمراء المسلمين منهم.

• بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل.

• الناصر يوسف أمير دمشق.

• المغيث عمر ملك الكرك.

• الأشرف موسى أمير حمص.

• ركن الدين مسعود سلطان السلاجقة. 

• سعد بن الأتابك مظفر الدين أمير خراسان.

• كيكاوس الثاني سلطان سلجوقي.

• قلج أرسلان الرابع أمير شمال أنطاكيا.

• الملك السعيد الأيوبي.

• أمير خراسان واذربيجان.

• أمير ديار بكر.

كل هؤلاء الملوك والسلاطين والأمراء والفقهاء وغيرهم ساعدوا المغول في اجتياحهم للبلدان الإسلامية وسقوط بغداد، وقاتل في صفوف الجيش المغولي الآلاف من المقاتلين المسلمين.

وكانت المنجنيقات التي دكت أسوار بغداد حينها مقدمة لمساعدة هولاكو من أمير الموصل بدر الدين لؤلؤ.

يُنسى كل ما سبق، ويتم التغاضي عنه، والسكوت وعدم اثارته، وترمى تهمة إسقاط بغداد على الفيلسوف نصير الدين الطوسي والوزير محمد بن أحمد الأسدي الملقب ابن العلقمي، فقط لأنهم شيعـ،ـة!.

المصادر

1- تاريخ السيوطي/ص 460-465.

2-السلوك للمقريزي/499/1.

3-جامع التواريخ للهمداني/ تاريخ هولاكو.

4-التاريخ المختصر لإن العبري/255.

5-البداية والنهاية لأبن كثير/أحداث سنة 656 هجرية.

6-الفخري لأبن الطقطقي/ص333.

7- سقوط الدولة العباسية ودور الشيعـ،ـة للدكتور سعد بن محمد الغامدي.

 

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك