سامي التميمي ||
رئيس الدولة أو قائدها أو حاكمها أو ملكها أو أميرها أو سلطانها .( Head of State) هو السلطة التي تمثل الدولة أو المملكة أو الأمارة أوالسلطنة أمام نظيراتها في العالم. وقد يمثل بذاته ، أو من خلال ممثلين عنه في المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات الدولية، ، ويعيّن وينصب المسؤولين ويلتقي الوفود الرسمية وغير الرسمية والدبلوماسية.
ألكسندر فان دير بيلين (Alexander Van der Bellen مواليد 1944 النمسا- فيينا)، عالم اقتصادٍ ورجل دولة ورئيس النمسا الثاني عشر المنتخب، وتولى سلطاته الدستورية في 26 يناير 2017، وأعيد انتخابه لدورة رئاسية ثانية في انتخابات 9 أكتوبر 2022 الرئاسية التي فاز فيها بأغلبية 65.69% من الأصوات في الجولة الأولى .
يذهب يوميا الى عمله في مقر الرئاسة مشياً على الأقدام مصطحبا ً كلبه معه وفي العادةأغلب الأوروبيين يجنون في بيوتهم الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب . ويحتاجون الى وقت وجهد وميزانية خاصة للطعام والعلاج والترفيه .
المهم أن الرئيس النمساوي يضع في حساباته تلك الأمور . وهناك أمر لابد أن تعرفوه أن في طريق النزهة أو الرحلة للعمل ، لابد من مواجهة خصوم أو أصدقاء للكلب وليس للرئيس . لأنه أغلب الشعب ليس مهتما ً أو يعرف من هو الرئيس أو الوزير أو عضو البرلمان ، لأن الأعداد والتنظيم والتشريع للقوانين والحقوق والواجبات والأمن مدروس ومقر ومنفذ وبشكل رائع .
المهم في أثناء رحلة الرئيس الى عمله ، يضطر الى التوقف قليلاً مع أصدقاءه وأصدقاء الكلب وألقاء التحية وأضهار المودة والأحترام أو الأبتعاد كثيرا ً عن خصوم الكلب من الكلاب الأخرى لأنه يسبب توتر ونباح وحركات لايحمد عقباها .
وطبعا ً أثناء تلك التوقفات يقوم الكلب بالتبول أو التغوط الذي يدفع الرئيس ويكون حاضراً ويحمل معه أكياس خاصه لرفع براز الكلب ، لأنه القوانين صارمة ولاتسمح .
وعندما يعبر الشارع يكون عبوره ضمن المارة وينتظر أشارة المرور الضوئية .
الرئيس النمساوي ليس له حمايات مدججة بالسلاح ولا عشرات السيارات المعروفة بضد الرصاص ترافقه . وليس هناك حرس شرف يدق له الطبول ويعزف الأبواق والأناشيد ، ليس هناك من يفتح له الأبواب ويقدم له الكرسي ويفتح له الكومبيوتر أو يقدم له المشروبات مثل القهوة وغيرذلك . يعمل ذلك كله بنفسه .
وهكذا الحال في كل الدول الأوروبية المتقدمة ، ليس هناك مكاتب وسيارات فارهة وحشم وخدم ، الجميع تعلم ذلك منذ الطفولة في رياض الأطفال والمدارس والجامعات ، أن يقوم بعمله بنفسه وأن لايكون هناك من يخدمه طوال الوقت . نعم قديحتاج للمساعدة أذا وقع في مشكلة أو أمر اً لم يتعلمه من قبل .
أدارة الدولة هي تكليف وليس تشريف ، هي خدمة للناس وقضاء حاجاتهم و متطلباتهم ، هي أيجاد الأفكار والخطط والبرامج المبدعة والمتطورة للنهوض بالبلد ، وليس تحقيق غايات ومنافع شخصية وعائلية وحزبية و سياسية .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha