حازم أحمد فضالة ||
(العناصر الإستراتيجية الثلاثة لقوة أميركا العظمى)
كُلِّفَ المهندس محمد شياع السوداني (رئيسًا للوزراء) في: 13-تشرين الأول-2022، وهو الآن إزاء مَهَمَّة إدارة الدولة إدارة ناجحة، ومن أجل أن تنجح الإدارة، نرى أنَّ من أُسس النجاح هي رسم السياسية الخارجية للبلد رسمًا دقيقًا: السياسة، التجارة، الاقتصاد، النظام المالي… ورسم السياسة الخارجية يعتمد على القراءة المفصلة لمتغيرات العالم في المرحلة، ولأنَّ العالم اليوم يتغيَّر، وأهم عنصر في مسرح التغيير هو (حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني - شباط 2022)، من أجل ذلك، كتبنا سلسلة دراسات من ثلاثة أجزاء، لتكون على مكتب السيد رئيس الوزراء، حتى نفهم هل نستطيع تحديد وجهة الاقتصاد العراقي، ونظامه المالي، وتجارته، ومصادر طاقته (النفط والغاز)، ومستقبله التكنولوجي… إلى الغرب (أميركا وأوروبا)، أم هل أنه في الاتجاه الآخر، وهل (يمكن) أن يتجه إلى أميركا وأوروبا، أم هل أنَّ هذا (الإمكان) لم يعد موجودًا؟
هذا ما نعرضه في قراءتنا وتحليلنا في دراسة من ثلاثة أجزاء، نكتب بعدها التوصيات. الجزء الأول:
العناصر الإستراتيجية الثلاثة لقوة أميركا العظمى
لماذا حثَّت أميركا بقوة، على بدء الحرب الغربية على روسيا، في المسرح الأوكراني؟
إجابة عن ذلك نقول، علمتْ أميركا يقينًا، أنها خسرت (ثلاثة عناصر إستراتيجية) من قوتها العظمى، وهي العناصر الآتية:
1- القطبية الأحادية.
2- العملة العالمية (الدولار).
3- النظام المصرِفي العالمي (سويفت: جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف)
(The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications)
تفصيل عناصر الخسارة الأميركية:
1- عنصر القطبية الأحادية:
هذا العنصر خسرته أميركا عمليًا الآن، والعالم اليوم لا تقوده أميركا، بل هناك قادة جُدد أمسكوا مِقْوَد العالم باتجاه مغاير للهيمنة الأميركية، وحروب الوكالة والاستنزاف، هذه الأقطاب حتى الآن هي:
أولًا: (منظمة شنغهاي للتعاون - Shanghai Cooperation Organisation [Z]).
ثانيًا: (دول بريكس - BRICS).
إذ تضم شنغهاي (9) أعضاء، وبريكس (5) أعضاء، أما الدول الأعضاء في المنظمتين فهي: روسيا، الصين، إيران، الهند، باكستان، طاجيكستان، أوزبكستان، قيرغيزستان، كازاخستان، البرازيل، جنوب إفريقيا.
لا توجد أي دولة غربية ضمن هاتين المنظمتين، ومجلس الأمن الدولي اليوم بات (مُنقَسِمًا)، ولا يستطيع اتخاذ قرار (غربي) لتقييد روسيا، بل ذهب لتوسيط إيران!
2- عنصر العملة العالمية (الدولار):
أعلن الرئيس الروسي بوتِن في مؤتمر (بريكس - BRICS)، الذي عُقِدَ في حزيران (2022) قال: «العمل جار على إنشاء عملة احتياط دولية على أساس سلة عملات بريكس».
هذا يعني -بالضرورة- إنشاء نظام مصرفي عالمي، أو اعتماد النظام الروسي (SPFS) بعد تطويره، وبدأت الدول الأعضاء فعلًا تتخلى عن الدولار في معاملاتها المالية والمصرفية، وتتعامل بالعملات الوطنية. تركت الحرب أثرها في اليورو (عملة الاتحاد الأوروبي)؛ إذ كانت قيمة اليورو قبل الحرب (1.15) من الدولار، لكنه انخفض الآن متذبذبًا إلى (0.9) من الدولار؛ لأول مرة منذ عشرين سنةً، وانتعش سعر الروبل الروسي، إزاء الدولار الأميركي أكثر من (50%) عن سعره قبل الحرب.
3- عنصر النظام المالي العالمي (SWIFT):
أولًا: شُكِّلت هذه الجمعية سنة (1973) في بلجيكا، وبدأت العمل سنة (1977)، عدد الدول المشاركة بها بلغ (200) دولة، وعدد المؤسسات المالية والمصرفية المشاركة بها بلغت (11507) حتى سنة (2020)، وسجَّل عدد الرسائل المتبادلة بين المشاركين (2.4) مليار حتى سنة (2020)، ونسبة نمو (16%)، وتبادل رسائل يومي سجل أعلى عدد (43) مليون رسالة في شباط (2020).
ثانيًا: أميركا هي البلد الأول في نظام (سويفت)، وهي المسيطرة عليه بحكم حجم مؤسساتها وعددها ودعمها المالي، فهي البلد الذي يطبع العملة العالمية (الدولار).
ثالثًا: روسيا هي البلد الثاني كُبرًا بعد الأول، في منظمة (سويفت)، إذ لديها (300) مؤسسة مالية ومصرفية فيها، لكن روسيا لديها نظامها المالي المحلي، ونظام (SPFS)
للتحويلات المالية والمصرفية المُكافئ لنظام (سويفت)، وكذلك نظام (Mir) لمدفوعات البطاقات عِوضًا عن أنظمة (Visa، Mastercard) الغربيين. أنشأت روسيا نظام (SPFS) عام (2014)؛ بعد تهديد أميركا بفصل روسيا عن نظام (سويفت) العالمي، وقال الرئيس الروسي بوتِن في مؤتمر (بريكس) الذي عُقِدَ في حزيران (2022): «نظام المراسلة المالية الروسي [SPFS] مفتوح للربط بين مصارف دول بريكس». كيف نثق بالغرب؟
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha