شركة فاسدة، وإصرار عجيب، وتحذيرات نيابية تضرب عرض الحائط، وإرضاء جهات دولية، حكومة تصريف الاعمال تطلق النار في جسد محافظة البصرة شبه المتوفية نتيجة الأزمات التي "لا تعد ولا تحصى"، وتمنع التوقيع مع شركات رصينة في ملف ابسط ما يقال عنه "شريان الحياة" اي تحليه المياه؛ لتمضي بإلغاء الاتفاق والتوقيع مع شركة "مفلسة"، والأسباب قد تكون واضحة كـ"وضوح الشمس".
*تفاصيل وإصرار عجيب!
محافظة "المعاناة المستمرة" دائما ما تبحث عن حلول تخدم أبناءها ولو بالأمور الأساسية لاسيما التي تتعلق بالخدمات ومقومات العيش، وقد يعد ملف "مياه الشرب" على رأسها، ألا أن تدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال لمنع التعاقد مع شركة تقدم مياه تحليه وطاقة كهربائية في آن واحد، والإصرار على شركة بريطانية فاسدة يثير الإعجاب، حسب النائب عن محافظة البصرة علي عبد الستار.
ويقول عبد الستار في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "شركة باي واتر بالأصل هي شركة بريطانية قدمت مقترحاً بإنشاء محطة لتصفية المياه وتحليتها فقط، والملف موجود منذ 7 سبع سنوات ويدور في أروقة وزارة الموارد المائية".
ويشير إلى أن "الشركة الصينية أكدت استعدادها لإنتاج مليوني متر مكعب اي مضاعف ما تنتجه الشركة البريطانية بطاقة إنتاج مليون وربع متر مكعب باليوم الواحد، بالإضافة الى نصب محطة كهربائية بطاقة استيعابية تقدر بـ 3000 ميكا واط، وبسعر يعادل نصف سعر الشركة البريطانية".
ويبين، أن "حسب المنطق والأمور الفنية وكمحافظة على مال العراق من الهدر العام، كمحافظة البصرة او حكومة محلية او نواب او حتى مواطنين يفهم يفكرون بالذهاب مع شركة شنغهاي، باعتبار وجود الكثير من الجوانب السلبية والخاطئة والفساد الموجود في شركة باي وتر".
ويتبع حديثه، قائلا: "الغريب بالموضوع تدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال ومنع التعاقد مع الشرطة الصينية وهذا دليل واضح وينبغي على الجميع أن يعلم ما الغاية الأساسية منه".
*تحذيرات نيابية
حكومة الكاظمي وخلال عامين انتهكت كل القوانين والمواد الدستورية، وضربت أراء النواب وخبراء القانون والاقتصاد عرض الحائط، ومضت على توقيع عقود مع جهات "فاسدة ومفلسة" خارج صلاحياتها التي حددها المجلس الداخلي لمجلس النواب، رغم تحذيرات أعضاء مجلس النواب.
وبهذا الصدد حذرت النائبة عالية نصيف من تمرير عقد إنشاء محطة (كهربائية مائية) لصالح شركة باي ووتر البريطانية المفلسة بضغوط من جهات بريطانية وبمباركة حكومية.
وقالت نصيف في بيان لها :" سبق وحذرنا منذ أكثر من سنة من محاولات شركة باي ووتر المفلسة لإبرام عقود لمشاريع وهمية (من بينها تحلية ماء البصرة) ثم الهرب بحجة سوء الأوضاع الأمنية، ودور الجهات الحكومية البريطانية في الضغط بهذا الاتجاه كدور السفير ستيفن هيكي والبارونة إيما نكلسون، ثم اتضح مؤخراً أن صاحب هذه الشركة هو والد الوزير البريطاني ناظم الزهاوي ".
وبينت نصيف، أن "شخصاً مهماً جداً في الحكومة العراقية عقد جلسة أمس لتوقيع انشاء محطة طاقة كهربائية، وقد اتصل الشخص المهم بمحافظ البصرة ومنعه من توقيع العقد مع شركة شنغهاي الصينية إرضاءً لبريطانيا ".
وأكدت نصيف، أن "حكومة تصريف الأعمال لايحق لها التعاقد على المشاريع، وعلى الجهات الرقابية الإسراع في منعها من تمرير العقد قبل فوات الأوان لأن هناك جهات في الحكومة الحالية تتسابق مع الزمن بهدف إبرام العقود لأسباب (مالية وسياسية) ".
*اتهام وعرقلة
حكومة تصريف الأعمال لم تقدم أي منجز خلال مدتها بقائها على رأس السلطة التنفيذية، ووقف عائقا بجميع الملفات المهمة التي تهم المجتمع، وعملت على كبحها بمختلف الصور والطرق؛ لغايات قد لا تخرج عن كونها اما "سياسية أو تخاذلية".
من جانبه، يتهم النائب عن محافظة البصرة عدي عواد، حكومة تصريف الاعمال بكبحها جميع المشاريع التي تخدم البصرة ، مشيرا الى انها عرقلت مشروع تحلية المياه في المحافظة.
ويؤكد عواد في حديث لـ /المعلومة/،أن "حكومة تصريف الأعمال الحالية تكبح جميع المشاريع والتعاقدات التي تخدم محافظة البصرة"، مضيفا أن "البصرة تشكل جزءا أساسياً في رفد الخزينة المركزية والاقتصاد العراقي من خلال تصدير النفط والغاز".
ويلفت إلى أن "الحكومة الحالية دائما نظرتها قاصرة تجاه البصرة في التعامل مع الأمور التي يستفيد منها المواطن في المحافظة".
استمرار حكومة تصريف الأعمال في "قمع" المشاريع الخدمية، قد يجعلها في مرمى الشعب العراقي، والمطالبة بإبعادها حتى قبل موعد خروجها من رئاسة الوزراء، فليس من المعقول الإصرار على توقيع مشاريع مخالفة خدمة لهذه الجهة وتلك، وتدفن مصلحة الشعب في "مقابر الموتى"
https://telegram.me/buratha