نداء حرب *||
إعلامية سورية
يبدو أن المشهد السياسي في ليبيا لن ينعم بالإستقرار طالما تسعى العديد من الدول لبسط سيطرتها على مقدرات البلاد من النفط وهو ما جعل البلاد تعيش حالة من التخبط السياسي والوضع الإقتصادي المُزري والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وكل ذلك بسبب تدخل بعض الدول في الشأن الداخلي لليبيا.
وبعد غياب طويل تعود دولة الامارات العربية المتحدة للساحة الليبية من جديد لتستغل الخلافات القائمة بين الأطراف السياسية في البلاد بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الاستقرار المُكلف من مجلس النواب في سرت، فتحي باشاغا، وتقرر أن تجمع الدبيبة والقائد الأعلى للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، إلى طاولة الحوار بهدف إقصاء باشاغا من المشهد السياسي في المقام الثاني.
أمام في المقام الأول فإن تدخلات الإمارات هدفها ليس تحسين الأوضاع في ليبيا والوصول لحل سياسي يُرضي جميع الأطراف، بل إنها تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية وعلى رأسها السيطرة على النفط الليبي لتقوية مكانتها ونفوذها. والدليل على ذلك هو احتضانها للقاء جمع بين إبراهيم الدبيبة إبن أخ عبد الحميد الدبيبة، وصدام حفتر، نجل خليفة حفتر، بحضور مُستشارين إماراتيين.
وبحسب التقارير فإن اللقاء تمحور حول أربع نقاط وهي صرف ميزانية لقوات حفتر تقدر بـ13 مليار دينار ليبي وإجراء تغيير وزاري في حكومة الدبيبة مع تعيين وزراء تابعين لحفتر والإطاحة بحكومة باشاغا والتعهد بإجراء انتخابات في نهاية العام الحالي.
وبالفعل تم تنفيذ أحد بنود هذا الاتفاق عبر إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، وتعيين محافظ مصرف ليبيا في عهد القذافي، فرحات بن قدارة خلفاً له. وبعدها تم الإعلان عن رفع حالة القوة القاهرة عن عدد من حقول النفط في ليبيا وإعادة الإنتاج والتصدير.
هذا القرار كشف حقيقة تواطؤ الدبيبة مع الإمارات، حيث كشف مصطفى صنع الله أن الدبيبة تآمر مع الإمارات بهدف التفريط في 600 مليون دولار سنوياً لصالح الإمارات، وتعيين فرحات بن قدراة المُقرب من الإمارات وحفتر الهدف منه تمكينها من عائدات النفط الليبي، وهو ما لا يخدم مطالب الشعب ولن يُساهم في تحسين الأوضاع الإقتصادية في البلاد، بل على العكس ستزداد الأوضاع سوءاً.
الجدير بالذكر أنه وبعد أيام من تحركات الإمارات في ليبيا، وقعت شركة "توتال إنيرجي" الفرنسية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اتفاقية شراكة إستراتيجية تهدف إلى تطوير مشاريع النفط والغاز في دولة الإمارات العربية المتحدة لضمان إمدادات الطاقة المستدامة للأسواق والمساهمة في أمن الطاقة العالمي، وتوريد الديزل من الإمارات إلى فرنسا.
توقيع هذه الاتفاقية بعد أيام قليلة من الكشف عن تحركات أبو ظبي في ليبيا دليل على مساعي الإمارات لنهب ثروات الشعب الليبي من الذهب الأسود لدعم إقتصاد بلادها وتصديره لفرنسا تاركين الشعب يعيش في الفوضى والفساد والجوع والفقر بسبب خيانة بعض الأطراف في الداخل الليبي للمسؤوليات التي أُسندت إليهم من الشعب.