التقارير

تطورات الحرب في أوكرانيا/كيف ستنتهي الحرب الروسية - الاوكرانية ؟


متابعة وترجمة/ فهدالجوري ||

 

نشرت مجلة ناشونال انتريست الخميس ٢٨ ابريل / نيسان مقالة حول الحرب الروسية -الأوكرانية تضمنت اهم السيناريوهات المتوقعة لنهاية هذه الحرب التي بدأت في الرابع والعشرين من شهر فبراير / شباط الماضي .

وجاء في المقالة التي كتبها ستيف كيمبالا و لورانس جي كورب " قد يبدو ان الدبلوماسية هي خيار صعب لحل الحرب في أوكرانيا ، لكن البديل - استمرار الحرب مع احتمالية توسع نطاقها الجغرافي و / الفتك المتزايد ، هو الأسوأ " .

" اذا يخبرنا التاريخ بأي شئ ، فهو أن انهاء الحروب هو أصعب كثيرا من بدايتها . وهذا بلا شك ينطبق على حرب روسيا الجارية في أوكرانيا ، والتي بدأت في شباط الماضي ٢٠٢٢.  وبعد أكثر من شهرين من القتال الذي لم يسفر عن نتيجة ، فإن المقاتلين ينظمون أنفسهم من جديد لشن هجمات روسية كبيرة في اقليم دونباس " . ويتوقع أن يكون القتال هناك ضاريا ، وشديدا ، وطويلا ، ومكلفا للطرفين " .

وتقول المقالة " أن من أهدف حرب روسيا في أوكرانيا هو ايجاد جسر أرضي الى جزيرة القرم ، وتحرير منطقتي لوهانسك و دونتيسيك من السيطرة الاوكرانية ، وفي مقابل ذلك ، تسعى أوكرانيا الى المحافظة على نظامها والسيطرة على كامل أراضيها ومنها تلك التي تقطنها أغلبية ناطقة باللغة الروسية " .

ويطرح الكاتبان السؤال التالي : كيف يمكن ان تنتهي هذه الحرب ؟

ويقولان : هناك أربعة بدائل من الممكن ان تكون ذات تاثير إما من قبل القادة الروس والأوكرانيين ، أو من قبل المجتمع الدولي . وهي ١- أن يفرض احد الطرفين هزيمة عسكرية ساحقة على الطرف الآخر ويملي اتفاقية ما بعد الحرب تدعم مصالحه . و ٢- ان تتطور الحرب وتصل الى حرب مطولة لا تصور لنهايتها . و ٣- التصعيد يغير من مسار الحرب بشكل دراماتيكي - إما تصعيد أفقي ( تتوسع الحرب لتشمل بلدانا اخرى ) أو تصعيد عمودي ( وهو استخدام أسلحة الدمار الشامل ) أو ٤- تندلع أزمة في الوقت ذاته في مكان اخر من العالم ، تنطوي على مصلحة حيوية للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ( على سبيل المثال ، تقوم الصين بتهديد وشيك ، أو هجوم حقيقي ، على تايوان ) ".

وفي تفصيل الخيارات الأربعة يقول الكاتبان ؛ بالنسبة للخيار الأول - وهو تحقيق نصر حاسم من قبل طرف على الطرف الآخر - يبدو غير محتمل في هذا الوقت . حلف الناتو يمكن ان يواصل ضخ الأسلحة الى أوكرانيا لفترة غير محددة ، وإن عزلة روسيا الدبلوماسية تمنحها القليل في الحصول على الدعم الخارجي . وأن صلابة وتماسك المقاتلين الأوكرانيين ومهاراتهم القتالية قد يتوقع لها التحسن مع اكتساب الخبرة ، ومع ذلك ، فليس من المحتمل ان تكون أوكرانيا قادرة على فرض نصر حاسم على روسيا يتضمن طرد القوات العسكرية النظامية الروسية من جميع الأراضي الاوكرانية . وأن قرب روسيا من شرق أوكرانيا سوف يضمن لها الاستمرار في ابقاء المنطقة في حالة اضطراب فيما لو اختارت ان تستمر في دفع كلفة الحرب .

ولذلك ، فإن الخيار الثاني - وهو حرب طويلة يتبعها وقف لإطلاق النار ، وتسوية سلمية ، يبدو اكثر ترجيحا من خيار النصر او هزيمة احد الأطراف . ومع ذلك ، اذا اريد لهذا الخيار أن يكون واقعيا ، لابد من اتباع خيار  دبلوماسية القانون ليدخل به على قدم المساواة حلف الناتو ، وروسيا ، واوكرانيا ، ووسطاء دوليون فاعلون . ولكن هذا الخيار  حتى الان بعيد المنال حيث ما تزال الدبلوماسية في  موقع متاخر عن خيار الحرب ، على الرغم من أن تكاليف الحرب قد اغضبت المراقبين الدوليين ، وأوجدت عواصف نارية من الفظائع . ومع ذلك ، مالم يتخذ المجتمع الدولي طريق الدبلوماسية على نحو جدي ، فإن القتال سوف يستمر ويتواصل . وهذا المجمتع الدولي الأوسع يجب ان يضم مندوبين من الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوروبي ، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، وقوى رئيسية منتخبة من خارج أوروبا .

والهدف الأول للتبادلات الدبلوماسية بين أوكرانيا ، وروسيا ، وحلف الناتو ووسطاء مناسبون ينبغي أن يكون التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار . ومع ذلك في هذه المرحلة ليس ضروريا ان يكون هذا الاتفاق هو الحل النهائي لتموضع القوات المقاتلة ، ولكن ما يسمى بهدنة مؤقتة قد تكون فعالة في منع حصول مجازر فورية . وهذه الهدنة المؤقتة يجب أن يتبعها قوالب متفق عليها لعقد مؤتمرات دبلوماسية مهنية يحضرها ممثلون من أوكرانيا وروسيا والناتو وبقية الأطراف التي تحظى بمقبولية عند جميع الجهات .

والهدف الثاني للدبلوماسية هو التوصل الى اتفاق حول الجوانب السياسية والعسكرية يكون مقبولا عند الناتو وروسيا واوكرانيا . وهناك نموذجان يمكن ان يوفرا نقطة البداية للمباحثات  . الأول هو صيغة اتفاق مينسك الثاني ، الذي يسمح بمنح حكم ذاتي محدود لمنطقتي لوهانسك ودونيتسك ضمن السيادة الاوكرانية ، والثاني هو معاهدة الدولة النمساوية لعام ١٩٥٥ ، التي نصت على حيادية الدولة خلال حقبة الحرب الباردة .

والخيار الثالث سوف يأتي اذا ما اختار اي طرف تصعيد الحرب من خلال توسيع القتال ليشمل بلدانا اكثر ، او من خلال استخدام أسلحة الدمار الشامل في المعركة . اي هجوم روسي على بلد اخر مثل مولدافا ، او دولة عضو في الناتو ، سوف يجبر حلف الناتو للرد . وعندها تصبح الحرب صراعا بين الناتو وروسيا ، ويكون الوضع في أوكرانيا عندها جزءا منه . التحدي أمام الناتو سيكون هو المحافظة في ظل هذا الوضع على وحدته السياسية ، والاتفاق الجماعي  على ستراتيجية عسكرية في وجه قتال موسع تستخدم به الأسلحة التقليدية بعيدة المدى . ويضاف الى ذلك ايضا احتمالية لجوء روسيا الى تفويض الاستخدام الأول للأسلحة النووية ، حتى لو كان ذلك سلاحا منخفض القوة وعندها سوف تكون التأثيرات السياسة والنفسية كبيرة جدا على أوكرانيا والناتو والمجتمع الدولي .ولكن كيف سيرد الناتو على استخدام محدود للسلاح النووي من قبل روسيا ؟ نظريا هناك ثلاث خيارات متوفرة : ١- رد عسكري واسع النطاق على أهداف في روسيا فقط بالأسلحة التقليدية ، يرافقه حملة دبلوماسية عالمية لوصم روسيا بالدولة المارقة والعدوانية ، وكذلك مع تحذير من أن اي استخدم جديد للسلاح النووي من قبل روسيا سوف يستفز الناتو للرد النووي .

و٢- رد نووي متناسب ضد أهداف روسية مشابه للأهداف التي دمرت في الضربة الروسية النووية الأولى .

و٣- رد نووي غير متناسب ضد روسيا يشمل حزمة كبيرة من الأهداف العسكرية الروسية وغيرها من الأهداف .

واذا افترضنا ان الخيار الثالث بالإمكان تفاديه ، فان الخيار الرابع يعرض تعطيلا محتملا آخر لجهود انهاء الحرب في أوكرانيا وفق شروط تكون مقبولة عند روسيا واوكرانيا . اي تحرك صيني ضد تايوان مع احتمالية فرض تغيير النظام سوف تخلق أزمة رئيسية ثانية لصناع القرار في الولايات المتحدة ولمستشاريهم العسكريين . وواضح ، ان القدرات العسكرية الأمريكية تسمح بإدارة اكثر من تحدي عسكري إقليمي في الوقت ذاته ، لكن المدى الذي سوف يركز فيه صناع القرار الأمريكيين انتباههم على ردع الصين او هزيمتها ، فيما يقود الناتو الجهود لحماية أوكرانيا من روسيا ، يعتمد على مدى جاهزية الصين وروسيا للذهاب قدما في حملاتهما العسكرية .

الوضع الذي تقوم به الصين بمهاجمة تايوان ، وفيما تكون روسيا منهمكة في تصعيد أفقي وعمودي في أوروبا ، سوف يضغط على ادارة امريكا للازمة وعلى قدراتها العسكرية الى أقصى حد .

وفي النتيجة ، يبدو ان الدبلوماسية  ليس لها ما يجعلها هي الحل للحرب في أوكرانيا ، ولكن البديل - استمرار القتال مع إمكانية التوسع الجغرافي للحرب ، والزيادة في حجم الخسائر البشرية - هو الأسوأ . واذا ما حصل عدوان روسي وصيني في نفس الوقت فسوف تسقط كل الرهانات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك