عبدالجبار الغراب ||
هكذا دائما هي كامل الأحداث التى أعدها وصنعها الأمريكان, والتى دبروها حسب العديد من الدراسات , ليستغلوا الترتيب والإفتعال لحدث بارز كبير ليدخلوا على أثره أهدافهم بحسب مخططات تمت إعدادها من قبل لوبيات صهيونية, لكنها ومع مرور عشرات السنوات من التدابير والولوج الى التنفيذ لتحقيق الهدف اختلفت كامل الوقائع والتى إبرزت شواهد ومتغيرات عكس أماني وأحلام الأمريكان, وأخرجت حقيقتها الظاهرة وصورتها الفعلية الحالية, وآثارها السلبية المعتادة دائما على كل من خلق الأحداث والأكاذيب والمغالطات وأعدها للتنفيذ, وها هي الآن ومن أفغانستان أظهرت شواهد فعلية حقيقية عرت المجرم الجبان ومن أرتكب القتل والتدمير بحق شعب أفغانستان وقدراته وممتلكاته, لتتقزم حجمها وصورتها العالمية , وفي أفغانستان كان العار والخزي لأمريكا وحلفائها الذين شنوا حربا كبيرة جاعلين من افتعالهم لحدث رتبه ودبره ونفذه اللوبي الصهيوني في تفجير برجي التجارة العالمية في أمريكا عام 2001 ذريعة وآمال للانتقال في تنفيذ أجندة الصهاينة في الامتداد والتوسع والانتشار والتحكم في القرارات والاستيلاء على الثروات, لتنقلب مجريات الأحداث وتخرج لمواجهة ما تم إعداده من مخططات وترتيبات لأمريكا وإسرائيل وكل مساعيهم للتفرد والنفوذ في أفغانستان لجعلها منطلق وقاعدة لممارسة المزيد من الضغوطات ومحاولاتها التفرد عالميا ووضع الخطط والتأمرات ضد دول محور المقاومة الإسلامية وبالخصوص الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وما كان ليتشكيل هذا الحدث الكبير والذي عصف بأمريكا وإسرائيل والذي نتج عنه هزيمة مدوية للأمريكان وطردهم من أفغانستان: الا بفعل كامل دلائل ظاهرة وحقائق متوالية أفرزتها مواجهات قوية, تنوعت في اساليبها وأشكالها العديدة لد دول محور المقاومة الإسلامية والتى قلصت أدوار وممارسات قوى الشر والإستكبار في المنطقة ,واستخدمت مختلف الوسائل التى تجعل من الأمريكان بعيدون كل البعد عن ما كانوا يتحكمون به سابقا في المنطقه من أدوات وتصغير حجمهم الذي تواصل وباستمرار , وبفعل التصاعد الكبير والالتحام والاصطفاف لد دول محور المقاومة والذي أولد لد الأمريكان الرعب والمخاوف , لتزادد مخاوف الأمريكان وتتراجع مخططاتهم وتتلاشى تدريجيا لأسباب حصاد الانتصارات وارتفاعها في عديد دول محور المقاومة الإسلامية وهزيمة أمريكا وإسرائيل وكل ادواتهم في المنطقة وحلفائهم من الأعراب الانذال الذين أعلنوا التطبيع مع الكيان الصهيوني والذين تلقوا هزائم عسكرية وضربات قوية سياسية واقتصادية في كلا من اليمن وسوريا والعراق وإيران ولبنان وفلسطين.
فمصير الأمريكان في المنطقة باتت كل معالمها تتوضح تدريجيا, وتمتد في أخذها للعديد من الحسابات المدروسة من وجهة النظر الأمريكية المبنية على وقائع ومتغيرات وموازين جديدة قلبت المعادلات. واوجدت التوازنات والتى اظهرتها تنامي دول وصعودها عسكريا وتقدمها تكنولوجيا وتفوقها وتطورها ونهوضها السريع, والتى كانت رادعه لأمريكا وإسرائيل في المنطقة وهي دول محور المقاومة الإسلامية , وبالخروج والإذلال الذي حدث للأمريكان واعوانهم من الغرب من أفغانستان, ها هم يفكرون بالمخارج من بعض تدخلاتهم في المنطقة عسكريا ومشاركتهم في الحروب ضد دول محور المقاومة وذلك لتلافى المزيد من الخسائر التى تتلقاها القوات الأمريكية في أماكن وجودها في العراق وأدواتهم ومساعدتهم لتحالف العدوان في اليمن وكيانهم الغاضب في فلسطين وفي لبنان وتلقي الصهاينة ردود صاروخية لبنانيه نفذتها القوة الصاروخيه لسلاح حزب الله اللبناني كرد جاهز واكيد ومتفوق على كل محاولات المساس بأراضي الجمهورية اللبنانية.
ومن هنا يصح القول للتساؤل هل يعي الأمريكان ما حدث لهم في أفغانستان ويجعلوه درسا أخيرا لتلافي العديد من الدروس القاسية التى تتوالى ظهورها في كل مناطق و دول وجدوا فيها او شاركوا في تدميرها او دعموا وناصروا قوى تتبعهم كأدوات لتنفيذ مخططات الصهاينة بالذات او أفتعلوا المشاكل واغتالوا قيادات المقاومة الإسلامية والعلماء النوويين , أو سيكون عليهم مواجهة ذلك الارتباط والوفاق والمصير المشترك الذي بناءها قادة دول محور المقاومة لجعل المعادلة والمصير واحد والمواجهة مشتركه للدفاع والتصدي لكل المؤمرات التى تستهدف دول محور المقاومه وتوحيد الكلمة والوقوف ضد كل محاولات قصدها النيل من المقدسات الإسلامية وجعل الدفاع وحمايتها مسؤولية إسلامية وليست مسؤولية شعب واحد او فصيل او حزب, وإنما هي معركة مقدسه تستوحي النظر لجعلها معركة إقليمية اذا ما ظن الصهاينة والأمريكان اعادتهم للاعتداء على الاقصى الشريف, فمحور المقاومة الإسلامية اخرج وقائع شافها الأمريكان وأحداث لقادم شهور ان لم تكن أسابيع وأيام لمصير أكيد لمغادرة أمريكا من العراق ورحيلها من المنطقة, لتسحب معها أذيال الهزيمة والعار ويلاحقها الخزي والهوان جراء ما حدث لهم من خسائر وإذلالال في يمن الإيمان وما حدث لابنتهم المدللة إسرائيل في معركة سيف القدس الأخيرة الا لاقرار كامل لمغادرتهم ومعهم ابنتهم إسرائيل المنطقة عموما وفلسطين على وجه الخصوص.
ومن المنطلق الواضح الحالي والنظرة والقراءة الجديدة لكل الأحداث الأخيرة: فقد أظهرت الأحداث التى أعدها الأمريكان انكشافها لكل جوانب الترهلات في المواقف والتخبطات في اتخاذ القرارات, واوجدت ضعف وهشاشه عسكرية رغم امتلاكهم لأحدث تكنولوجيا الأسلحة العالمية المتطورة والعتاد العسكري الفريد والنوعي, الا ان هذه الأحداث جعلت الامريكان في أحراج عالمي شديد , وابعدتهم عن صورتهم الأولى كقوة عالمية عظمى , فقد صورتهم أحداثهم المفتعله بكل وقائعها الظاهرة ودلائلها الثابته وبراهينها المتتالية وحقائقها الصادمة بالعديد من الصور الموضحه تباعا, والمشاهده يوميا, والمنقوله عبر وسائل الاعلام المختلفة بالتقزم والضعف الحقيقي بفعل كامل نتائج الأحداث العسكرية المباشرة في افغانستان وخسارتهم على يد حركه طالبان الذين شنت عليهم امريكا الحرب قبل عشرين عام , ليكون لحقيقه الجحود والإستكبار والاستعلاء والغطرسة الأمريكية خلقها للعديد من المعضلات الكارثيه التى اثقلت كاهل الأمريكان, لتزادد المعضلات في توسعها وامتدادها في عديد مناطق العالم.
فلا نجحت مع الأمريكان التقلبات في المواقف ولا الخروج عن نصوص المعاهدات والاتفاقيات, ولا محاولاتهم لإعادة رسم سياسيات جديدة وبدائل قد تساعدهم لتحقيق انجازات ومقاصد كإيقاف البرنامج النووي السلمي لجمهوريه إيران الإسلامية او في السيطرة والتحكم بسوريا والعراق اول في تحقيق الأهداف والانتصار في يمن الإيمان, لتظهر في فشلها المستمر ليصبحوا في وضع لا يحسد عليه ,وعلىالرغم كل الخسائر المتتالية والانكسارات المتلاحقة والتراجعات الواضحة التى تعرضوا لها , استمروا في محاولاتهم العديدة لخلق أوراق جديده أخذين من الشعب اليمني وحصارهم الجائر عليه كورقة استغلال ومقايضه لتحقيق انتصار بديل لكل هزائمهم العسكرية الذين تلقوها على مد سبع سنوات من تاريخ بداياتهم لشن عدوانهم على اليمن واليمنيين, وقانون قصير في سوريا كبديل لتحقيق فشلهم المتراكم هنالك والذي اخمده الشعب السوري ومجاهديه الأبطال, لتتواصل المساعي العديدة والتى كان لإختيارها توقيتات مناسبة وأحداث مستمرة عسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية لتحرير ما تبقى من مناطق ومدن ما زالت قابعه تحت سيطرة قوى العدوان ومرتزقته المنافقين من اليمنيين, لتحقيق جزء من هدف كان لمخططاتهم وخروجهم نهائيا عن حلمهم المعد والمخطط سابقا لتحقيق أهداف وضعوها في حساباتهم لأغراض السيطرة والاستفراد باليمن وسيادتها وقرارها التى حدثت لقوى تحالف العدوان الأمريكي السعودي على مد سبعة أعوام من شنهم لعدوان بربري ظالم على اليمن واليمنيين تعمدت قوى تحالف العدوان المشى قدما نحو المزيد من ارتكاب الجرائم الانتهاكات بحق ابناء الشعب اليمني, فلا هذا ولا ذاك تحقق للصهاينه والأمريكان لتصبح دول محور المقاومة الإسلامية طليعة في الوجود الدائم لترسيخ مبادئ القيم وغرسها كأساس ثابت ومنطلق لمواصلة الجهاد لطرد الأمريكان من باقي اراضي العرب والمسلمين ولله الملك وحده وهو الباقي ودينه الإسلام وعلى الباغي تدور الدوائر.
والله اكبر وما النصر الا من عندالله
https://telegram.me/buratha