عبدالجبار الغراب||
حقائقها الواسعة وإنعكاساتها المتلاحقة!!
كانت لسياسات الإفتعال مقاصدها المتواصلة, ولتدابير الأحداث سلوكها المكشوف , ولتكوينها للتنظيمات والجماعات الإرهابية منهاجها التام وأساليبها المعروفة, فتم اختيار المصطلحات المناسبة للتسمية والتعريف, فمن القاعدة وداعش وتنظيم الدولة الاسلاميه تسميات أسماها الأمريكان وألصقوها بالدين الإسلامي والمسلمين, وتم إنشاء لهم المعسكرات وتجميعهم من مختلف الجنسيات , وتدريبهم واختيار الأماكن المناسبة لتواجدهم وتوفير مختلف العتاد العسكري وتسليحهم : كلها مسارات ومسالك ومساعي لمخططات مرسومه قامت عليها السياسات الأمريكية خلال إدارتها المتعاقبة السابقة والحالية, فمن افتعالها وتدبيرها لمخطط القصف. بالطائرات والتدمير لأبراج مبنى التجارة العالمية في الحادى عشر من سبتمبر 2001 وإلصاق التهم للقاعدة وتنظيمها المصنوع والموضوع منها في افغانستان الى فرضها الحرب على دول في عديد منطقه الشرق الأوسط , ليتم البدء من أفغانستان بحسب ما هو معد ومخطط من قبل الصهاينة و الأمريكان , لتدخل أمريكافي معتركات ومعضلات كثيرة ومتعددة وضعتها لنفسها و مأزق كبيرة ومنعطفات خطيرة, جعلتها متقزمه وذات حجم صغير أسقطت هيبتها ومسماها كدولة عظمى , وتاهت في تشعبات ومستنقعات جبال طورا بورا الشاهقة لتخسر معركتها العسكرية في أفغانستان, وترتب لنفسها مخارج تحت عدة عناوين قادتها دوله قطر لوضع سيناريوهات ونقاط تقود الى إيجاد مفاوضات مابين الأمريكان وحركة طالبان الأفغانية, وهذا ما تم فعله الان لتظهر أحداث ومتغيرات رسمت لقادم وقائع ستعصف بالامريكان من بعد خسارتهم الحرب في أفغانستان وستكون لها انعكاسات متلاحقة اثرت على نتائج هزيمة الأمريكان في أفغانستان في عديد دول ما زال الاحتلال الأمريكي موجود فيها كالعراق والذي بانت مؤشرات مغادرة أمريكا من العراق تظهر تباعا بفعل كل الضربات التى تتلقاها القوات الأمريكية التى مازالت موجودة في الأراضي العراقية.
فقد توالت الأحداث الأفغانية الأخيرة في خروجها السريع , وتتابعت وقائعها في فرضها لحدثها المشاهد والملحوظ , وظهرت مختلف النواحي والدلائل الشاهدة لأحقية الجهاد والدفاع في مواجهة الاعداء , وبانت شواهد وبرزت الكثير من المعالم لإدخاله كمتغير جديد وثابت, وتحددت معالم واضحة وضرورة حتمية لوضع جديد لا بد على الأمريكان واعوانهم التعامل معه كأمر واقعى فرضته الأحداث واوجدته معالم ومنحنيات عديدة حددته وصنعته المتغيرات المحاطه به من كل الجوانب , وجعلته موجود كلاعب فعلي بفعل نتائج وعوامل سابقه حاليه تصاعدت في رسمها وجعلت منها فرض تأكيد لواقع انتصار حققه الافغان في مقاومتهم للأمريكان حتى حققوا الانتصار ليتم طرد الأمريكان ومن معهم من الدول المتحالفة من اراضي أفغانستان: لتكون لسرعة الانقضاض على السلطة شكلها العجيب من قبل حركة طالبان, ولهذا
فقد حملت الأحداث الأفغانية الأخيرة عناوينها الموضوعه سابقا والمنفذة حاليآ لاجل اكتمال ما رسمته الوقائع منذ بداية العدوان الأمريكي على أفغانستان , وفرضها كأساس للبدايه في أعادة تموضع البوصله وتحديد أماكن نشرها حسب معطيات المخطط الأمريكي البديل في المنطقه خصوصا مع تزايد الظهور لأحداث فرضت نفسها كمتغير ثابت على حساب التواجد الأمريكي القديم وتمركزه في كثير دول منطقه الشرق الأوسط بالذات, هذا المتغير الثابت كان بفعل التنامي المتصاعد للتنين الصيني والعملاق الروسي والتطور والنهوض الإيراني الذي غير كامل حسابات الأمريكان ووضعهم في تخبطات كبيرة ومحاولات عديدة لغرض إيجاد بدائل وحلول قد تعيد لهم بعض الحسابات وتجعلهم لاعبين لهم دورهم الهام في رسم معالم المنطقه من جديد.
فالأمريكان خسروا معركة أفغانستان التى اشعلوها منذ عشرين عام , لتشهد على كل أحداثها حقائقها الواسعة في التوضيح والتدليل لافتعال وممارسات أمريكا وإسرائيل لايجادها الأسباب لجعلها منطلقات لشن الحروب على الدول وعلى قاعدة الأقدام للانتقام كرده فعل اوجدها الأمريكان بأحداث الحادى عشر من سبتمبر ارتكب الأمريكان جرائم وانتهاكات ليخرجوا منهارين حاملين أذيال الهزيمة والانكسار ليظهروا بمواقف احراج وتقزم وانحباط , لتتوضح كامل الأقوال عندما كان لخوضها أحاديث نادت أمريكا وكل من تحالف معها لتتراجع عن كل مغامراتهم ومقامراتهم في ايجادهم للأسباب والذارئع لشن حروب ظالمه على كل بلدان العرب والمسلمين, والتى كلها أوردت حقائق واسعة شامله لكل الدلائل والتوضيحات لما افتعلته أمريكا وإسرائيل من مبررات وأحداث لجعلها أسباب لاحتلال هذا البلد او ذاك, فلا بافتعالها الحرب ولمدة عشرين عام حققت أمريكا الانتصار بل انكسرت وخسرت ليتم ويحين وقت طردها من أفغانستان بشكل معيب ومهين, ومن هذا الأساس ينبغي على الأمريكان دراسة الأوضاع الحالية وأفعالهم المستمرة في ارتكابهم للمجازر والجرائم في عديد بلدان عربية وما اليمن الا نموذج لاستمرار حقارة الأمريكان في مواصلة حربهم رغم انكسارهم وخسارتهم في كل جبهات القتال, لكن مازال لفرضه الحصار والخناق على كامل الشعب اليمني أسلوب جبان تمارسه أمريكا وأدواتهم السعوديين والاماراتيين لجعلها ورقة ابتزاز قد تحقق لهم مكاسب او تعيد لهم بعضا من ماء الوجه , وهذا ما لم يتحقق لهم رغم عديد المحاولات وخلقهم للأسباب والحيل والمغالطات, ويجب عليهم التفكير وأعاده مراجعه الحسابات والإسراع والعجله في اتخاذهم لقرار المغادرة والخروج السريع من ما تبقى من ارض ما زالوا موجودين بها باليمن السعيد ,ويجعلوا من اذلالهم واهانتهم وخسارتهم في أفغانستان نموذج للنجاة بجلودهم من اليمن.
فالانعكاسات والتأثيرات الأخيرة لوقائع وأحداث أفغانستان الحاليه تلاحقت في الظهور وبرزت معطياتها بوضوح سلبي على الجانب الأمريكي, لتتصاعد حدة الانتقادات داخل مجلس الشيوخ الأمريكي واصفين طردهم المخزي من أفغانستان عار كبير وطريقه مذله ومهانه للجيش الأمريكي وسيجلب العديد من الأحداث القادمة التى قد تعصف بالأمريكان وتخرجهم عن هيبتهم العالمية وتحد من نفوذهم السابق وتقلص من تواجدهم في منطقه الشرق بالذات خصوصا مع اقتراب مؤشرات مغادرة الأمريكان من العراق وخسارتهم حرب اليمن وفشل كل محاولاتهم المتكررة في إحداث قلاقل ونعرات في سوريا وازمتهم المتصاعده مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وما القادم المنتظر حتى اكتمال خروج أمريكا من أفغانستان حسب ما هو متفق مع حركه طالبان يوم 31 من شهر أغسطس الا لبيان ما قد تسفر مناويل لبرامج اعداد مكشوفه او لأهداف كان وراءها لاعبين كبار لصناعة أحداث ومتغيرات جديدة, او خفايا وأسرار وراء سيطرة حركه طالبان وبهذه السرعة والذهول ووجود كبار قادتها في دوله قطر بالذات وتركيا الداعم منذ زمان ليخرج أسرارها الأمريكا من جديد من بوابات مختلفة وصناعات لإرهاب قادم محطاتها إخراج عشرات الآلاف من الافغانيين بطائرات أمريكا وبريطانيا وحتى الإمارات أخرجت خمسة الف أفغاني للمساعدة والإنقاذ تحت بند اجلاء من يريدون مغادرة أفغانستان وتمكينهم من العيش والإقامة في الإمارات وفي كل الاماكن والدول المحددة لهم, والانتظار ليس بالطويل لكي يعرف الجميع خفايا وأسرار ما يدور من تسارع في الأحداث ويكشف الغطاء عن كل مخفي يحاول الأمريكان واعوانهم اخفائه عن الجميع.
والعاقبه للمتقين.