انسحاب القوات الامريكية من العراق وطبيعة هذا الانسحاب، ما زالت هي القضية الاهم والشغل الشاغل للمراقبين للحوار الاستراتيجي بمرحلته الرابعة بين بغداد وواشنطن، ففي الوقت الذي اكد فيه برلماني على اهمية تحديد نموذج الانسحاب الامريكي من العراق، أشار آخر الى اهمية ان يكون هنالك تطبيق لاي تفاهمات تحصل في الحوار الاستراتيجي وان لا تكون كسابقاتها التي لم تتعدى كونها حبر على ورق.
انسحاب عسكري وفق نموذجين
عضو مجلس النواب محمد الشبكي، اكد على اهمية تحديد نموذج الانسحاب الامريكي من العراق وهل سيكون كنموذج الانسحاب من سوريا أم من افغانستان، فيما استبعد امكانية انسحاب جميع القوات الامريكية بل اعادة تدويرها وتوصيفها بين قاعدتي الحريري وعين الاسد.
وقال الشبكي في حديث للسومرية نيوز، إن "المفاوضات للكاظمي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ينبغي ان تتضمن ملف جدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق، اضافة الى الحوار الاستراتيجي بكافة جوانبه وطبيعة ورؤية الادارة الامريكية للعملية السياسية في العراق"، مبينا ان "قضية الانسحاب الامريكي ينبغي ان تكون في قمة السلم للاهتمام بالنسبة للمفاوض العراقي مع وضع جداول واضحة ومعلومة لهذا الانسحاب اضافة الى الاعداد الحقيقية التي ستبقى بالعراق وماهي واجباتها".
وأضاف الشبكي، ان "الاهم في قضية الانسحاب الأمريكي هو النموذج المتبع في الانسحاب فهل سيكون كما حصل في سوريا ام كآلية الانسحاب التي حصلت من افغانستان، على اعتبار ان قضية الانسحاب هي امر اساسي لكن النموذج المتبع هو المفصل الأساس في هذا الملف، لأن النموذج هل سيكون لصالح البلد وهل يؤدي الى نتائج سلبية ام إيجابية"، لافتا إلى ان "المشهد المتوقع وحسب تصريحات القيادات الامريكية انه لن يكون هناك انسحاب بل إعادة تدوير للقوات الامريكية بين قواعدها مع اعادة توصيف تلك القوات ضمن واجبات اخرى معلنة وتحصين القواعد، اضافة الى تحويل قاعدة الحريري في اربيل كقاعدة اساسية بدل قاعدة عين الاسد".
حوارات بحاجة الى نوايا صادقة
المتحدث باسم كتلة دولة القانون البرلمانية النائب بهاء الدين النوري، اشار الى اهمية ان يكون هنالك تطبيق لأي تفاهمات تحصل في الحوار الاستراتيجي وان لا تكون كسابقاتها التي لم تتعدى كونها حبر على ورق.
وقال النوري في حديث للسومرية نيوز، إن "جميع الحوارات التي حصلت خلال السنوات الثلاث الماضية لم ينفذ منها اي شيء على أرض الواقع، رغم وجود قرار برلماني مصوت عليه بخروج جميع القوات الاجنبية ومن بينها الامريكية"، مبينا ان "الحكومة لم تستطع تطبيق قرار البرلمان، بالتالي ذهبت الى خيار الحوار، الذي يحتاج إلى صدق بالنوايا من قبل واشنطن بعيدا عن التسويف والمماطلة".
واضاف النوري، ان "واشنطن ذهبت باتجاه المماطلة، بعد ان رفضت الانصياع لقرار مجلس النواب الممثل الشرعي للشعب العراقي بخروج قواتهم، ولم نجد منهم سواء بجولة الحوار الاولى او التي تبعتها اي تنفيذ لما تم الاتفاق عليه، او تم الخروج بمخرجات حقيقية، بالتالي فان جولة الحوار الجديدة لن تحقق شيئا طالما لم تتوفر النوايا الحسنة للتطبيق"، لافتا الى ان "الحوارات بحال خلت من الالتزام والتطبيق فهي امتداد للسياسات السابقة العقيمة، اما محاولة تحويل الجنود المقاتلين الى مستشارين او مدربين هو امر مرفوض ويجب احترام عقول الشعب العراقي وعلى الحكومة العراقية عدم السماح بهكذا حوارات لا تتعدى كونها حبر على ورق".
واكد ان "مدى نجاح المفاوضات تتوقف على مدى قوة المفاوض العراقي وعدم انصياعه للاملاءات الامريكية، خصوصا ان معركتنا اليوم مع داعش والارهاب هي معركة استخبارية ولا نحتاج فيها الجهد الأمريكي بعد الانتصارات التي تحققت على يد قواتنا الامنية وحشدنا الشعبي على تلك الزمر الارهابية".
https://telegram.me/buratha