متابعة ـ ياسر الربيعي ||
تسمعون كثيراً بجمعيات المجتمع المدني، اوما يُعبر عنه بـ " Non-Governmental Organization"، وتعني منظمات غير حكومية، وبطبيعة الحال فإني، وفي هذه العجالة، استهدف الجمعيات مشبوهة التمويل والدور، لا مطلق الجمعيات
نشأت الفكرة عندما واجهت الشركة-قراطية (حكم الشركات الاميركية والاوروبية العابرة للقارات) صعوبات في احتلال البلدان عسكرياً أوامنياً، علماً ان جيوش هذه البلدان هم في خدمة هذا النوع من الحكم، فكانت هذه المنظمات اوالجمعيات، الفكرة البديلة لإحداث التغيير المجتمعي من الداخل عبر اللعب على التناقضات، واستغلال نقاط ضعف المجتمع، وتهشيم الثقافة المحلية، وضرب نقاط القوة المجتمعية عبر استخدام الوسائل المخدرة والناعمة، يترافق هذا مع دعمٍ مالي كبير يهدف الى رشوة اكبر عدد ممكن من افراد هذا المجتمع، يستتبع الامر تشكيل تكتلات اجتماعية تدين بالولاء لقوى الاستعمار وتتحدث باسمه، وتتعاون معه، عن قصد اوعن غباء، لضرب بلدانها واوطانها، والنماذج كثيرة، ومن يريد الاطلاع والتوسع فليراجع بعض الكتب لجون بيركنز ونعوم تشومسكي ونعومي كلاين وغيرهم
دعونا نلقي الضوء على بعض المهام القذرة التي تقوم بها هذه الجمعيات، مع الاعتذار على كلمة قذرة لأنني لم اجد مصطلحاً أدق للدلالة على الدور التدميري لهذه الضباع المتوارية وراء لبوس نسج من مصطلحات الانسان والحقوق والحرية وو، ولأنني اعرفهم جيداً وأفهمهم اقول بأنهم يقومون بما يلي:
1- إفساد الناس عبر ضرب قيمهم المجتمعية بالمطرقة الناعمة، فمثلاً: يعالجون ويقدمون مصطلح الحرية بطريقة معكوسة هجينة، وكل الهدف منه ليس التحرر من الظلم ومواجهة المحتلين، بقدر ما هوالخروج من الفضاء الاخلاقي الى عالم الرذيلة على الطريقة السارترية (مدعي الفلسفة سارتر الذي اباح الانحراف والشذوذ والتهتك تحت عنوان الحرية)، اما الحرية السياسية فهي وفق اجندتهم، التبرؤ من اي شكل من اشكال المقاومة للاستعمار، والعيش بسلام معه على قاعدة المحبة والتسامح وتقبل الاخر، فلا بأس ان احتلنا ونهبنا، فالمحبة والتسامح وتقبل الاخر فوق كل اعتبار
ويمر في برامجهم بطريقة غير مباشرة، حرية الشاذين، وليس المثليين (المثليين كلمة تخفيفية للشذوذ، على اساس ان الزواج يحصل بين اثنين مثل بعضهما لناحية الجنس)، وقد حصل ان فتكت هذه الجمعيات اوالمنظمات ببعض التكتلات الاجتماعية، حتى وصل الامر مثلاً ببغداد العراق الى رفع العلم متعدد الالوان شعار الشاذين والمنحرفين
2- يُركز هؤلاء على قضية تمكين المرأة، وتصوير انها مضطهدة ومظلومة ومهمشة وامية، وانا سأطلب منكم مراجعة الاحصاءات من وزارة التربية لتروا ان النسبة الاكبر من المتعلمين في مجتمعنا اصبحت من النساء، وان المرأة في بلدنا تعيش حياتها وحقوقها، رغم بعض المشاكل، بشكلٍ افضلمن المرأة الاميركية، ويكفي للتأكد من هذا الامر الاطلاع على كتاب اميركا الحزينة لميشال فلوكيه، وبطريقكم ستتعرفون الى الازمات الاجتماعية الكبيرة التي تعاني منها درة النيوليبرالية، عامودياً وأفقياً ولكن التركيز على هذا الامر يهدف الى اخراجها من القيم وتحويلها الى آلة اجتماعية تدميرية مفسدة للاجيال والشباب بهدف القضاء على اي فرصة تحشيد للقوى الشبابية، الركن الاساس في نيل الاقتصاد الهويتي والسياسي والاقتصادي وغيره
3- تسعى هذه الجمعيات اوالمنظمات الى ارساء فكرة ان التراث العقائدي والفكري والاخلاقي للمجتمع لا يتبنى اي نظرية حقوق، وان الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، هي بوصلة حقوق الانسان، ويعملون بشكلٍ ممنهج على تدمير الوعي والارتباط العقدي مع هذا التراث وتوهينه، علماً أننا نمتلك منظومة حقوق اين منها كل تشريعات دول الاستعمار الحقوقية
4- ان الاشخاص الاساسيون في هذه المنظمات هم من المجندين استخبارياً، ويضطلعون بدور امني كبير، يحركهم ضباط استخبارات موجودون في السفارات الاميركية والاوروبية، هذه السفارات تمثل قواعد متقدمة لدول الهيمنة والاحتلال بكل انواعه، ويعمل فيها الالاف اوالمئات بالحد الادنى، وكأن العلاقات الدبلوماسية والقنصلية تحتاج الى هذا الجيش من الموظفين ممن يمتلكون الحصانات المساعدة في إتمام هذا الدور
يتبع
🖊️ علي ع رباح
https://telegram.me/buratha