ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الاردن وعدد من الدول العربية والاسلامية بأنباء العملية الامنية الواسعة التي نفذتها السلطات الاردنية وشملت اعتقال عدد من كبار المسؤولين في البلاد واعتقال بعض من افراد الاسرة المالكة، وتسريبات عن وجود مؤامرة "انقلاب" تضم زعماء قبائل ومسؤولين في اجهزة امنية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" انه تم "إحباط محاولة انقلاب فاشلة قادها الأمير حمزة بن الحسين ضد أخيه غير الشقيق الملك عبد الله الثاني"، موضحة "إنّه تمّ اكتشاف مؤامرة انقلاب معقدة قائمة منذ فترة طويلة ضد الملك عبد الله الثاني وفق مسؤولين اردنيين بحسب الصحيفة، كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول مخابرات اردني قوله "إن خطة الانقلاب على الملك عبد الله الثاني كانت "منظمة تنظيمًا جيدًا"، وإن المتأمرين لديهم علاقات خارجية".
كما قالت الصحيفة "إنّه تمّ وضع الأمير حمزة بن الحسين تحت الاقامة الجبرية في قصره في عمان، وسط تحقيق بشأن مؤامرة انقلاب مزعومة للاطاحة باخيه غير الشقيق الملك عبد الله الثاني". وذكرت الصحيفة "انّه تم اعتقال الأمير حمزة بن الحسين إلى جانب 20 مسؤولاً في المملكة "هددوا استقرار الاردن". على حد وصفها.
وفجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مفاجأة من العيار الثقيل بزعمها تورط السعودية وولي العهد محمد بن سلمان تحديدا، في محاولة الانقلاب الفاشلة بالأردن ونسبت ذلك لمصادر وصفتها بـ"المصادر الكبيرة جداً في الأردن"، وفي تقريرها الذي نشرته اليوم الأحد، ذكرت الصحيفة العبرية أن شخصيات عربية تقف خلف محاولة الانقلاب في الأردن. وأنّ السعودية وإحدى إمارات الخليجة كانتا متورطتين في الأمر من وراء الكواليس، موضحة أنّ باسم عوض الله، الذي كان وزير المالية ومعروف بقربه من الملك عبد الله، تحوّل إلى حلقة الوصل بين. العائلة المالكة السعوديّة وبين الأمراء في الأردن.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كان على علم بالأحداث الجارية من وراء الكواليس. في الأردن، في الأيام الماضية، حيث قالت محللة الشؤون العربية في “يديعوت أحرونوت”، سمدار بيري، “يتضح الآن بما لا يقبل الشك أن نتنياهو، وليس هو فقط. كان على اطلاع واسع على ما يُشغل الملك عبد الله في الأسابيع الأخيرة، مضيفة “بكلمات بسيطة، حتى لو سارعوا في الموساد وبعثة شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى إبلاغ نتنياهو. بما يجري وراء الكواليس في المملكة أثناء حدوثه، فإن عبد الله لم يعد يثق بأي أحد، لا على رئيس الحكومة الإسرائيلية. ولا على جيرانه في الدول العربية، ويتضح أيضا، لا على أشقائه في العائلة المالكة”.
وتابعت بيري:”لماذا، على سبيل المثال، كان مهما له (للملك عبد الله) أن يمنع نقل رئيس حكومة إسرائيل جوا إلى الإمارات –. وهذا ليس نتنياهو فقط الذي يتحاسب معه الملك. إنما بالأساس، كما يتضح الآن، يتحاسب مع حاكم أبو ظبي (محمد بن زايد) الذي تعاون مع الذين حاولوا التآمر ضده”، مضيفة أن “عَمان، بأوضح الكلمات، تشتبه بنتنياهو، الذي كان سيسعده التخلص من عبد الله ’الملك الأخير’ وأن يرى مكانه. حاكم أردني آخر. كما أنه ليس مؤكدا أن نتنياهو يوجّه مخططاته إلى شخص من العائلة المالكة. ومن الجائز جدا أن يكون عسكريا رفيعا أيضا”.
الكثير من الدول اصدرت بيانات بشأن الاحداث في الاردن بدوره علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الأحد، على هذه التطورات قائلا ان بصمات الكيان الصهيوني تشاهد دائماً في كل فتنة في الدول الإسلامية.
واشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة، تطورات الاحداث الاخيرة التي شهدها الاردن مؤكدا اهمية السلام والاستقرار في هذا البلد، معتبرا ان اي توتر وعدم استقرار داخلي في منطقة غرب آسيا يصب في صالح الكيان الاسرائيلي ، وقال: نرى دوماً بصمة هذا الكيان في اي فتنة تشهدها العالم الاسلامي.
ونوه خطيب زادة الى العلاقات الطيبة التي تربط ايران والاردن، واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترفض اي تدخل خارجي وتعارض اي توتر يؤدي الى زعزعة الاستقرار الداخلي في الاردن، وتؤمن بضرورة متابعة تسوية القضايا الداخلية للدول في اطارها القانوني.
وبعد تصدر اسم "باسم عوض الله" لمحركات البحث، أكد عدد من النشطاء والسياسيين أنه كان صديقا مقربا لولي العهد السعودي. محمد بن سلمان، وكذلك الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وكتب "علي التواتي القرشي" في تغريدة على حسابه الخاص "باسم عوض الله الاردني الفلسطيني الذي تم اعتقاله في الاردن الى جانب اخرين هو الرئيس التنفيذي لـ"شركة طموح" في دبي.. شغل من المناصب ما لم يشغله عربي قبله، وقرب من زعامة الاردن وبعض الزعامات الخليجية كما لم بقدم غيره..وترعاه بريطانيا بعينها وبكل ما لديها..ذهب مع الريح".
وعلق الناشط والسياسي اليمني البارز "عباس الضالعي"، على محاولة الانقلاب الفاشلة في الأردن والمتهم فيها الأمير "حمزة بن الحسين"، مشيرا بأصابع الاتهام للإمارات وكتب في تغريدة له بتويتر، حيث نشر صورة ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" وعلق عليها بما نصه:”هنا كلمة السر للمحاولة الانقلابية الفاشلة في الاردن”.
من جانبه غرد الكاتب السعودي "تركي الشلهوب" قائلا، "رئيس الديوان الملكي الأردني السابق “باسم عوض الله”. الذي اعتقل بتهمة “محاولة انقلاب” على الملك عبدالله، هو صديق مقرب لمحمد بن سلمان".
وفور انتشار الاخبار في الاردن "أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا للتعليق على أحداث الأردن، وأكد وقوف المملكة إلى جانبه، وذلك بعد أقل من ساعة على إصدار الجيش الأردني بيانه الرسمي الأول للتعليق على أنباء اعتقال الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني "عبد الله بن الحسين". وكان البيان السعودي هو البيان الأول حول هذه الأحداث، حيث لم تصدر قبله أي تصريحات إقليمية أو دولية، وقد أكد البيان أن المملكة تقف إلى جانب الأردن، وتدعم أمنه واستقراره. وأثار صدور البيان السعودي بهذه السرعة تساؤلات وتعليقات، بسبب علاقة المملكة بأهم اثنين من المعتقلين على خلفية الأحداث، وهما باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.
وغرد "PEACELOVER" قائلا "هذا يوم حزين في تاريخ #الأردن والأسرة الهاشمية الكريمة #حمزة_بن_الحسين".
وقال "فارس آل سعود" في تغريدة له "يؤكد المصدر أن إقحام إسم الأمير #حمزة_بن_الحسين في محاولة الإنقلاب جاء بموجب توصيات للملك #عبدالله_بن_الحسين من #محمد_بن_زايد وبعض ضباط الموساد... وأن التسريبات التي وصلتنا ووصلت بعض وسائل الإعلام ليل أمس هي لتضخيم الأمر إعلامياً بما يناسب حجم الأمير حمزة وشعبيته في الشارع".
ونشر حساب "الوطن باقي" تغريدة جاء فيها "وضع الامير #حمزة_بن_الحسين في الحبس المنزلي واعتقال العشرات في #الاردن جاء في اطار "الكشف" عن مخطط ( ليس انقلابا ولا محاولة انقلاب) منابعه من الخارج وتم بناؤه على الغليان من الاداء الحكومي المتدني عموما. #الملك_الاردني #عمّان #الملك_عبدالله #الملك_حسين #الامير_حسن #الملكة_نور".
وكتبت "نشمية" مغردة "الأمير #حمزة_بن_الحسين: لست جزءا من أي مؤامرة أو تحالف وما يهمني هو مصلحة وطني، ولست سببا للخراب والدمار الذي مس المؤسسات #الاردن".
ورأى "مكرم خوري - مخول" في تغريدة له "وقد اتسم اسلوب #حمزة_بن_الحسين بالجرأة والهدؤ والاتزان والادب رغم وصفه للاحوال السياسية والاجتماعية في #الاردن بأقسى العبارات. #الملك_الأردني #الملك_عبدالله".
وقال "Rajeh A. AlHarithi" في تغريدة له "سامحك الله يا #حمزة_بن_الحسين.. شخصيا لم اتوقع ان تأتي هذه الطعنه منك.. ولكن ماعسانا أن نقول.. مغرر به؟ ما كان لمثلك أن يغرر به.. كان الاولى بك ان تقف مع الملك ودولته.. في كل موقف.. مهما كان رأيك او الحال.. هذا ليس من شأنك.. شأنك ان تقف في صف الملك فقط.".
ونختم الهاشتاغ مع تغريدة "المستشار قاسم حدرج" والتي قال فيها "باسم عوض الله، الموقوف في الاردن، هو رجل محمد بن سلمان. يده ورجله وعينه وأذنه".
https://telegram.me/buratha