التقارير

باحثة سعودية: بن سلمان يستجدي السلام من حركة أنصار الله

2166 2021-03-26

 

متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||

 

·        بعد فشله في تحقيق نصر عسكري سريع : بن سلمان يستجدي السلام من حركة أنصار الله

 

نشر موقع ميدل ايست آي Middle East Eye  الأربعاء ٢٤ مارس ٢٠٢١ مقالة للباحثة السعودية المعارضة المقيمة في المنفى الدكتورة مضاوي الرشيد ، وهي بروفيسور زائر في معهد الشرق الأوسط التابع الى جامعة لندن للاقتصاد والسياسة

وفيما يلي ترجمة المقالة التي تتحدث عن حرب اليمن ، والفشل الذريع الذي منيت به السعودية في تحقيق نصر عسكري ، والكارثة الإنسانية التي حلت باليمن بسبب تلك الحرب المدمرة .

الآن وبعد فشله في تحقيق نصر عسكري سريع ، يجد ولي العهد السعودي نفسه وحيدا يستجدي من الحوثيين قبول السلام ، بعد ست سنوات من الحرب .

أعلنت السعودية هذا الأسبوع مبادرة لإنهاء حرب اليمن وتنفيذ وقف شامل لإطلاق النار ، وقد قوبل ذلك بالرفض من مجموعة أنصار الله التي تعرف بإسم الحوثيين ، وهم الأنصار الرئيسيين على الجبهة الأخرى من الصراع الذي مضى عليه ست سنوات .

إن هذا الاقتراح ، طبقا للحوثيين ، لم يتضمن وعدا برفع شامل للحصار المفروض من قبل السعوديين على مطار صنعاء وميناء الحديدة ، الذي يشكل مع ميناء سليف المكانين الأساسيين لدخول حوالي ٨٠٪ من واردات اليمن ومنها الوقود والمواد الغذائية .

الحوثيون الآن في وضع الهجوم ، وليس من المرجح أن يتراجعوا أو يستسلموا ، ومن المحتمل جدا أن يواصلوا هجومهم على مأرب ، واكتساح المناطق المتهاوية ، والقضاء على السلطة الضعيفة التي نصبتها السعودية في الرياض برئاسةعبد ربه منصور .

ويوم الأربعاء أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن ايران تدعم خطة سلام من شأنها إنهاء الحصار والعنف .

إن الإعلان السعودي جاء بسبب موقفها الضعيف بعد انهيار التحالف العربي الذي دعم حملتها ، وتلاشي التأييد الدولي لهذه الحرب الغادرة على حدودها الجنوبية .

وعالميا ، ومنذ العام ٢٠١٥ ، أعطت الولايات المتحدة تحت ادارة اوباما السعوديين الضوء الأخضر  للبدء في شن هجمات جوية ضد الحوثيين الذين اجتاحوا العاصمة في أيلول ٢٠١٤ ، ولاحقا وسعوا من نطاق سيطرتهم على معظم سكان اليمن .

وتحت ذريعة مواجهة التوسع الإيراني في هذا الجزء الاستراتيجي من الجزيرة العربية ، قامت السعودية بشن حرب اليمن في ٢٥ مارس ٢٠١٥.

وبعد ذلك ، استمر الرئيس ترامب في تقديم الدعم للسعوديين ، دون أن يشجعهم على ايجاد حل دبلوماسي للصراع .

ومع مجيء ادارة بايدن للحكم ، وجد السعوديون أنفسهم بدون غطاء دولي ، ومع ارتفاع الأصوات عاليا في واشنطن بأن تكون احدى دعائم سياسة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط هي إنهاء الحرب في اليمن ، وإعادة التفاوض مع ايران ، الداعم الرئيسي للحوثيين ، حول برنامجها النووي .

واقليميا ، فإن الحليف الأساسي للسعودية ، دولة الإمارات ، قد انسحبت من الحرب ، لكنها مازالت تحتفظ بمعقل قوي على الساحل الذي يضمن توسعها البحري على طول الطريق المؤدي الى القرن الأفريقي .

وإن رعايتها لليمنيين الجنوبيين قد أحيا المشروع القديم بفصل منطقة الساحل الجنوبي عن اليمن الموحد .

إن التدخل الإماراتي قد أنتج كانتونا مستقلا تابعا لها .

السعودية اعتمدت على مصر والباكستان ، ولكن كلاهما كان مترددا في الانغماس بحرب برية ، تاركين السعوديين القتال في حرب بدون قدرات حقيقية بالرغم من قوتها الجوية المتطورة ، بفضل التجهيز المستمر من الحكومات الغربية ، وخاصة امريكا  وبريطانيا .

إن هذا الضعف وعزلة السعودية يتناقض مع الحوثيين المتمكنين ، الذين ألغت واشنطن تصنيفهم كمنظمة ارهابية . وقد ضاعف الحوثيون من هجماتهم بالطائرات المسيرة ضد المراكز الاقتصادية الحيوية في السعودية خلال الأشهر الأخيرة ، مستهدفين المنشآت النفطية والمطارات ، وقد كانوا سريعيين في فهم الموقف السعودي الضعيف.

إن الاستراتيجية الهجومية الأولى للسعودية التي كانت تسعى لضمان حدودها الجنوبية ، والوقوف بوجه النفوذ الإيراني ، بقيت غير منجزة.

إن ما يسمى " عقيدة سلمان ٢٠١٥ " ، وهي عبارة عن استعراض العضلات ، بهدف التأثير على الرأي العام المحلي في السعودية والذي كان مرتابا من صعود بن الملك الى المواقع العليا في الحكومة ، قد تعثرت في اليمن.

وكان محمد بن سلمان الذي أصبح وليا للعهد ووزيرا للدفاع بحاجة الى نصر سريع في اليمن والذي سيمنحه شرعية جديدة كمنقذ وقائد عسكري ، وقد فشل في تحقيق ذلك ، وعلى العكس ، فقد ترك وحيدا يستجدي من الحوثيين قبول مقترحه للسلام ، والذي لا يحقق الغرض الكافي في تخفيف معاناة اليمنيين وطموحهم في إنهاء الحرب الأهلية.

هذه الحرب الأهلية لم تكن حتمية ، ولكن التدخل العسكري الخارجي من قبل السعودية والإمارات لم يفضي الى احياء مشروع اليمن الموحد الديمقراطي ، ولم يضمن حصول فرصة ليمنين مستقرين ، واحد في الشمال والآخر في الجنوب ، والذي كان هو الحال تأريخيا .

إن التدخل الخارجي والهجمات الجوية قد أدت الى ظهور عدة كانتونات وميليشيات مسلحة تسيطر على مناطق واسعة ، تتنافس وتتعاون في نفس الوقت لجعل اليمن الموحد شبه مستحيل ، ناهيك عن مستقبل واعد للتعايش في ظل حكومة ديمقراطية.

واليوم يواجه اليمن كارثة إنسانية واقتصادية كبيرة جدا لم يشاهد مثلها خلال العقود الماضية.

وطبقا للأمم المتحدة ، فإن حوالي ١٦ مليون يمني يعيشون في ظروف المجاعة ، مع ٢،٥ مليون طفل يعانون من سوء التغذية .

إن البنى التحتية الفقيرة في اليمن قد تم تدميرها الى الحد الذي بجعل عملية اعادة الإعمار طويلة جدا وباهضة التكاليف .

إن التاريخ سوف يسجل أن الملك سلمان وابنه قد دمرا بلدا وشعبا وثروات ، وبدون بذل جهد جدي للمساهمة في اعادة إعمار اليمن ، فإن البلد سوف ينحدر الى عدة عقود من الفوضى والتعاسة .

واذا توقفت الحرب بدون برنامج مفصل لإعادة الإعمار ، فان هناك خطر فقدان الكثير لحياتهم ودخلهم .

إن اللاعبين المحليين قد لايرون فائدة عاجلة من وقف النار ، في غياب البدائل الحقيقية التي سوف تسمح لهم بالعيش والبقاء في بلد مدمر ، وقد فشل العرض السعودي في إعطاء تفاصيل عن كيفية استئناف السلام وإعادة البناء عندما تتوقف العمليات الجوية .

اليوم حرب اليمن قد أفرزت قوى جديدة يبدو أنها خارج قدرة وسعة السعودية ، البلد الذي ساهم في هذا الدمار ، للاحتواء أو ما هو نقيض ذلك .

ومع قطع المجتمع الدولي لشحنات المساعدات القادمة عبر البحر ، وتوقف برامج التنمية ، ومن هؤلاء الحكومة البريطانية ، فإن إمكانية السلام في اليمن لا تبدو وشيكة .

إنه يجب منح الأمم المتحدة تفويضا دوليا للبدء بمبادرة سلام جديدة يكون هدفها الأساسي سياسي واقتصادي .

سياسيا ، يجب تشجيع اليمنيين على احياء اللحظة التاريخية في العام ٢٠١١، عندما سعت جميع الأطراف والمجموعات الى الديمقراطية في " ساحات التغيير " في معظم المدن اليمنية.

واقتصاديا ، على المجتمع الدولي ، ومن ضمنه السعودية ، التعهد بالمساهمة في توفير الأموال من أجل البدء بالرحلة الطويلة نحو التعافي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك