التقارير

جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي: على واشنطن احترام سيادة العراق والوفاء بالتزاماتها


 

فهد الجبوري ||

 

من المقرر أن تنطلق في الأيام المقبلة الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة ، وهي المباحثات الأولى التي تعقد بين البلدين في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة .

وكانت الجولة الأولى من الحوار قد عقدت في حزيران/يونيو الماضي والتي كانت عبر الدائرة الإلكترونية ، وتم خلالها بحث قضايا التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد ، وكان موضوع انسحاب القوات الأمريكية حاضرا، في ضوء القرار الذي صدر عن مجلس النواب العراقي في ٥ كانون الثاني ٢٠٢٠ ، والذي طالب بانسحاب القوات الأجنبية من العراق ، وكذلك في ضوء الإرادة الشعبية التي تجسدت في المظاهرات المليونية التي طالبت بخروج هذه القوات .

وقد جاءت كل تلك التطورات بسبب الأعمال العدائية التي قامت بها القوات الأمريكية لاسيما قصفها لمواقع تابعة للحشد الشعبي ، هذه القوة الوطنية التي ساهمت بشكل كبير في دحر  تنظيم داعش الإرهابي الى جانب القوات العراقية المسلحة ، وكذلك بسبب جريمتها النكراء في استهداف وقتل قائدي النصر الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس .

كل ذلك شكل خرقا فاضحا لسيادة العراق ، البلد الذي كان أحد المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة ، ولكرامة شعبه وقواته التي كان لها شرف دحر وهزيمة الإرهاب .

وإذا أردنا تقييم هذا الحوار ، لابد أن نضعه في سياقاته الصحيحة ، والتأكد من مدى تطابقه مع مصالح العراق ، وقد رأينا أنه منذ الجولة الأولى من هذا الحوار  لم يتغير أي شئ على أرض الواقع ، حيث مازالت الولايات المتحدة ترفض سحب قواتها ، وما زالت تماطل في ذلك كثيرا ، متذرعة بأن تنظيم داعش ما زال يشكل تهديدا على العراق ، أو أنها تزعم أن وجودها هو بطلب من الحكومة العراقية ، متجاهلة قرار مجلس النواب العراقي في هذا الخصوص والذي تم التصويت عليه بالأغلبية .

لذلك فإن نجاح الجولة الجديدة من الحوار  يعتمد بشكل أساسي على مدى جدية الحكومة العراقية في تنفيذ الرغبة الشعبية بخروج القوات الأجنبية من البلاد ، والتعامل بندية مع الجانب الأمريكي على أسس احترام السيادة ، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للعراق .

وعلى الوفد العراقي المفاوض أن يطالب الحكومة الأمريكية بتنفيذ التزاماتها إزاء العراق والتي نصت عليها اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين في عام ٢٠٠٨ ، والتي ترتب على الجانب الأمريكي جملة التزامات ينبغي الوفاء بها ومنها اعترافها بحق الحكومة العراقية في أن تطلب خروج القوات الأمريكية في أي وقت ، وكذلك أي تعاون ثنائي بين البلدين يجب أن يبنى على أساس الاحترام الكامل للسيادة وفق أهداف ومبادئ الأمم المتحدة .

وبالتالي فإن إقامة علاقات تعاون وصداقة بين العراق ودول العالم في المجالات الاقتصادية والعلمية والصحية وغيرها ضروري ومهم شرط أن لايمس ذلك بالسيادة الوطنية ولا بالمصالح العليا للشعب العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك