متابعة ـ فهد الجبوري ||
تقرير يكشف تهديد بالقتل ضد محققة الأمم المتحدة بشأن قضية خاشقجي من قبل مسؤول سعودي رفيع المستوى
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء ٢٣ مارس أن مسؤولا سعوديا رفيع المستوى قد أصدر ما فهم منه تهديدا بالقتل ضد المحققة المستقلة التابعة للأمم المتحدة أجنيس كالامارد ، بعد تحقيقها بقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي .
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان ، قالت المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة الخاصة بالتحقيق بجرائم القتل خارج نطاق القضاء أن أحد زملائها في الأمم المتحدة حذرها في يناير ٢٠٢٠بأن مسؤولا سعوديا رفيع المستوى قد هدد مرتين خلال اجتماع مع مسؤولين بارزين من الأمم المتحدة في جنيف في ذلك الشهر أنه على كالامارد أن " تكون حذرة " إذا لم يتم كبح جماحها من قبل الأمم المتحدة .
وعندما سئلت كيف تم فهم هذا التعليق من قبل زملائها في جنيف ، أجابت كالامارد بالقول : " تهديد بالموت . ذلك ما تم فهمه " .
وكانت كالامارد ، وهي فرنسية وخبيرة حقوق الإنسان ، والتي سوف تستلم هذا الشهر موقعها الجديد كأمينة عامة لمنظمة العفو الدولية ، أول مسؤولة تتولى علنا التحقيق في قضية مقتل جمال خاشقجي في العام ٢٠١٨، وقد أصدرت تقريرا مفصلا من ١٠٠ صفحة في حزيران ٢٠١٩ ، والذي خلص الى أن هناك " دليل معتبر " على أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، ومسؤولين سعوديين بارزين آخرين كانوا مسؤولين عن القتل ، ووصفت القتل بأنه " جريمة دولية " .
وقد أطلقت ادارة بايدن تقريرها حول القضية ، بعد رفع السرية عنه ، والذي خلص الى أن الأمير محمد قد صادق ووافق على عملية القتل .
وقد قامت الغاردين بشكل مستقل بالتثبت والتأكد من رواية كالامارد التي حصلت في يناير من العام ٢٠٢٠.
وقالت ان تلك التهديدات قد أطلقت خلال اجتماع من مستوى رفيع جرى بين الدبلوماسيين السعوديين في جنيف ، وبعض المسؤولين السعوديين الزائرين ، ومسؤولي الأمم المتحدة في جنيف . وخلال الاجتماع وحسب ما نقل الى كالامارد ، وجه المسؤولون السعوديون نقدا لها على عملها بقضية مقتل خاشقجي ، مسجلين غضبهم حول تحقيقها والنتائج التي خرجت بها . كما أن المسؤولين السعوديين قد أثاروا مزاعم لا أساس لها من الصحة أنها قد تلقت أموالا من قطر ، وهي لازمة متكررة ضد منتقدي الحكومة السعودية .
وقالت كالامارد إن أحد المسؤولين السعوديين البارزين قد زعم انه قال انه تلقى اتصالات هاتفية من أشخاص كانوا مستعدين "للتعامل معها "
وعندما صدر عن المسؤولين الأمميين التنبيه والتحذير ، حاول بقية المسؤولين السعوديين الذين كانوا حاضرين الاجتماع طمأنتهم بأن لايأخذوا التعليق على محمل الجد .
وبعد ذلك غادر الفريق السعودي الغرفة ، ولكن كالامارد ، قد أبلغت أن المسؤول السعودي الزائر بقي في المؤخرة وكرر نفس التهديد الى وفد الأمم المتحدة الذين بقوا في الغرفة .
وتحديدا ، فقد قال المسؤول السعودي الزائر أنه يعرف أشخاصا أبدوا استعدادهم للقيام بهذا التحذير والتنبيه اذا لم تقوموا به أنتم .
وقالت كالامارد " أنه تم إبلاغي في وقتها ، وأنه تلك كانت احدى المناسبات التي كانت فيها الأمم المتحدة في الواقع قوية جدا حول تلك القضية . الناس الذين كانوا حاضرين قد قالوا للوفد السعودي بشكل واضح أن ما طرح كان غير مقبول بالمرة ، وأنه كان هناك توقعا أن ذلك الأمر لن يذهب أبعد من ذلك "
وفيما كانت كالامارد قد ناقشت في الماضي التهديدات التي تلقتها خلال عملها كمقرر خاصة ، ومنها من الرئيس الفليبيني رودريغو دوتيرتي ، فإن تفاصيل التهديد السعودي المزعوم ضدها قد تم الكشف عنه في الغاردين للمرة الأولى .
إن هذا التطور سوف يعزز من وجهة نظر خبراء حقوق الإنسان بأن الحكومة السعودية قد تصرفت بحصانة " الإفلات من العقوبة " في ضوء حادثة مقتل خاشقجي في العام ٢٠١٨ ، ومن بين ذلك حملات الاعتقال التعسفية التي طالت منتقدي الامير بن سلمان ، وكذلك الخصوم السياسيين المحتملين .
إن الحكومة السعودية لم ترد على طلبات الإيميل التي بعثتها الغاردين الى وزارة الخارجية السعودية ، والى السفارتين السعوديتين في لندن و واشنطن ، للتعليق على هذه التصريحات .
https://telegram.me/buratha