التقارير

هل يمكن أن يتحول التجمع "الرباعي" الى حلف من أجل احتواء الصين؟!


 

ترجمة واعداد ـ فهد الجبوري ||

 

في ضوء التطورات المتسارعة في ملف العلاقات الامريكية الصينية ، والفشل الذي انتهى اليه الاجتماع الأول المباشر بين الدبلوماسيين الامريكيين والصينيين مؤخرا في الاسكا، واحتمالات التصعيد في الاشهر المقبلة ، ما هي الخيارات المطروحة أمام الولايات المتحدة لمواجهة المارد الصيني الذي تؤكد جميع المؤشرات والمعطيات أنه سيشكل التحدي الأكبر لها في السنوات المقبلة، خصوصا في مجالات استراتيجية مهمة مثل التجارة الدولية، والتكنولوجيات الحساسة، والتنافس العسكري في منطقة بحر الصين الجنوبي .

واحدة من الوسائل المتاحة أمام واشنطن في الظروف الراهنة هي محاولة تجميع الحلفاء تحت عناوين مختلفة لمواجهة الصين بهدف محاصرتها ، والتضييق عليها للتراجع ، وتعديل سلوكها في مقاربتها للقضايا الدولية ، أو كحد أدنى حملها على تقديم بعض التنازلات تمهيدا لامكانية التوصل الى تفاهمات مشتركة في ظل نظام دولي متعدد الأقطاب ، وليس كما هو الحال الآن حيث تسعى واشنطن الى الاحتفاظ بموقعها الأول كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم .

وفي هذا السياق، نشر موقع ناشنونال انتيريست  The National Interest اليوم ٢١ مارس ٢٠٢١ مقالة حول مايسمى بالتحالف الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة ، اليابان، استراليا والهند .

وفيما يلي ترجمة لأهم الفقرات التي وردت في المقالة .

 تبدأ المقالة بطرح التساؤل التالي : الى أين يسير " تحالف الرباعية " هل أن الحوار الأمني الرباعي الأضلاع ، وهو تجمع فضفاض متشابه التفكير من دول تقع على المحيط الهندي وشواطئ الهادي ، هو تحالف عسكري في طور الانشاء ؟

قد يكون ذلك ربما ، ولكن مديات قوة هذا التحالف تعود الى حد كبير الى الصين الشيوعية ، البلد المستفز الذي جمع الشركاء المتباينين في المقام الأول .

إن هذا التجمع الرباعي يتألف من الهند، استراليا ، اليابان ، والولايات المتحدة . الولايات المتحدة تعمل كمحور لهذا الكونسورتيوم ، وإنها تشترك بتحالفات قريبة و طويلة الأمد مع اثنين من أعضائه وهما اليابان واستراليا مما يوفر أساسا دائما للتعاون في شرق وجنوب آسيا .

ولكن القضية المهمة التي تحتاج الى كلام ، هو كيفية ارتباط الهند بهذا التجمع الرباعي ، وهو البلد الذي ليس حريصا على الدخول في تشابكات تحالفية .

الأحداث الراهنة قد تعطي رؤية داخلية لمستقبل الرباعي ، في الوقت الراهن وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن يقوم بزيارة للهند في أول رحلة خارجية له ، وكان قد سافر قبل ذلك مع وزير الخارجية انتوني بلينكن الى طوكيو و سيئول . كما عقد أعضاء الرباعية قمة افتراضية في ١٢ مارس .

وعلى المستوى الثنائي ، ابرمت نيودلهي و واشنطن " معاهدات دفاعية تأسيسية " منذ العام ٢٠٢٠ تضع إجراءات لتعاون عسكري ثنائي له أشكال مختلفة، وهذه الاتفاقات ترسم الأرضية لمشاريع تخدم المصالح المتبادلة ، في حال اختار الشريكين العمل بها . وتلك هي أخبار مشجعة .

إن الاتفاقات الامريكية الهندية لا ترقى الى ما يصل الى التزام سياسي من أي نوع ، ناهيك عن حلف دفاع مشترك، إنها فقط تمنح الخيار للعمل المشترك ، وتعطي الشريكين حرية المناورة في الظروف الصعبة.  والتجمع الرباعي هو أقرب الى الوفاق القطبي من الناتو الآسيوي .

وطبقا للبروفيسور في جامعة هارفارد ستيفن والت ، هناك ثلاث مواد لاصقة هي التي تشكل التحالفات و الائتلافات و الشراكات : المصالح المشتركة، التهديدات على وجه الخصوص والمشتركات الاجتماعية والسياسية والثقافية بين الشركاء مثل اللغة المشتركة أو التراث والحوافز المادية أو المثبطات التي تستخدم من قبل الشريك المهيمن .

البروفيسور والت يسرد تلك المواد اللاصقة ، و بترتيب تنازلي من حيث الأهمية ولسبب وجيه . إذا المجتمعات ، تحت التهديد، من الطبيعي أن تبحث عن دعم خارجي ، خاصة إذا لا تتمكن من مواجهة التحديات اعتمادا على مواردها الخاصة. إنها تضع سببا مشتركا للبقاء على قيد الحياة، وإن البقاء هو الدافع الأساسي الأكبر للأفراد والمجتمعات.

والآن دعونا نستخدم مقاييس والت لقياس امكانيات نشوء هذا التحالف الرباعي ، وحسب ما تنبأ به فإن مصلحة مشتركة في احداث توازن مع الصين هو الذي أنتج عبر الوقت هذا الشكل من أشكال التعاون والتنظيم ، والصين من جانبها ساهمت في كيفية بروزه، حيث كلما كان سلوك الصين أكثر استبدادا ، كلما جعل التعاون بين الشركاء الأربعة أكثر قربا لمواجهة طموحاتها .

ليس من قبيل الصدفة أن ايقاع الاجتماعات والاتفاقات والتدريبات العسكرية قد ارتفع خلال السنوات الاخيرة  عندما اختارت الصين التصعيد والاساءة الى جيرانها في شرق آسيا ، والتجاوز في منطقة المحيط الهندي.

وهل تتمكن القيادة الصينية أن تجهض على هذا التجمع الرباعي من خلال الاعتدال في الأقوال والأفعال : ليس ذلك مؤكدا ، انها قد حصلت على تصويت وليس فيتو ، وإذا كان القرن الحادي والعشرين قد علم المنطقة شيئا ما فذلك هو انه لا يمكن الوثوق بالصين ، انها اعتادت أن تتبع دبلوماسية " الحرب الناعمة " وهي تطرح نفسها على أنها قوة عظمى في طور الصعود .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك