✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 العالم. الحُر يشهد تطوراً درامتيكياً في تقدُم التكنولوجيا الرقمية والصناعات الثقيلة،
**بينما الأمبراطوريات المهيمنَة التي دخلت عالم المنافسة في السوق الآسيوي والأفريقي واللاتيني بدأت تتشَقَق وتَتَفكَك وتتصدَّع من الداخل، حتى بتنا متيقنين من أفول نجم بعضها خلال العقود القادمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية المهددة بالتقسيم ومن المتوقع حصول متغيرات دولية كبيرة قد تسبقها أو تترافق معها صراعات دموية قاسية قد تتسبب بزوال بعض الأنظمَة كالكيان الصهيوني الذي إستشعر الخطر مبكراً وأن تقسيم دُوَل أخرىَ بات قاب قوسين أو أدنىَ وقد تترك آثاراً بالغه في المجتمع البشري البالغ قرابة أل ٩ مليار نسمة.
🔰 أول المتنبهين لهذا الأمر كان الكيان الصهيوني المُقَرَّب جداً من دائرة صنع القرار الدولي الخفية التي تقف خلف كل ما يجري على وجه المعمورة الذي إستنزف كل الطاقات من أجل السيطرة على العالم لكنه باءَ بالفشل جرَّاء صعود الصين ونشوء محوَر المقاومة التي تتزعمه طهران وإمتلاك بيونغ يانغ سلاح نووي فتاك هددَ أميركا وحلفائها في بحر الصين وشبه الجزيرة الكورية.
**فأصبحَ هذا الكيان على دراية واسعة بكافة التحولات الحاصلة على الساحة الدوليَة وأهمها تصاعد درجة حرارة العداء لليهود على المستوى الإسلامي والمسيحي على حدٍ سَواء، وأهمها العداء المسلح المتمثل بالجمهورية الإسلامية وحركات المقاومة إنطلاقاً من فلسطين مروراً بلبنان وسورية والعراق وصولاً إلى اليمَن وإيران الذي بدءَ يمثل تهديداً وجودياً له،
**ناهيك عن باقي الدوَل الأخرىَ التي تلفظ الكيان اللقيط وبعيدة كل البُعد عن فكرة التطبيع معه.
🔰 من هنا كان لا بُد للكيان الصهيوني ومَن يقف خلفه الإنتقال إلى مشروع آخر أكثر ثقه وضمانة وأشمل من كافة المشاريع السابقة التي أثبتت فشلها كالعولمَة الفاشلة ونظام العقوبات الفيدرالي الأميركي، والتهديد الدائم بإستخدام القوة العسكرية والتدخل في شؤون الدُوَل.
والتي لَم تكن إلَّا محطة من مرحلة إنتقالية إلى مرحلة أخرىَ محفوفة بالمخاطر.
** عَمَدت إسرائيل خلال ٤٢ عام إلى إتباع سياسة عقد الإتفاقيات المنفردة مع الدول العربية والتطبيع معها، وزرع الفِتَن والإغتيالات والقيام بحروب خاطفة غالباً ما كانت تنتهي برضوخ الخصوم لها، لكن ما لبثت الأمور إن تبدلَت وأصبحت في غير صالحها بعدما أصبحت حركات المقاومة التي تناصبها العداء في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله في لبنان ذات قدرات وإمكانيات هائلة وذات تصميم لم تكن لتتوقعه تل أبيب شكَّلَ لها عنصر مفاجئة كبير تحولَ إلى هاجس وقلق،
وتأكدت مخاوفها أكثر فأكثَر بعدما أجبرها حزب الله على الإنسحاب من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠، وبعدما خاضت معه مواجهات عسكرية عام ٢٠٠٦ وإنتهت بهزيمتها هزيمة نكراء.
🔰 من هنا كان لا بُد من التطبيع والذهاب نحو تنفيذ مخطط آخر تستطيع قوَىَ الشر الخفية الماسونية والصهيونية من إعادة التموضع والإمساك على الأقل بثلثي البشرية عن طريق ما تداولته بعض الأوساط بالمشروع الإبراهيمي الذي يدعو الى توحيد الأديان الثلاث تحت إسم الإبراهيميين والذي أكدته زيارة البابا فرنسيس للعراق مؤخراً ولمدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام.
🔰 يعمل الصهاينة على قدمٍ وساق من أجل تدمير الدين الإسلامي ومحاربة الشيعه اللذين يشكلون بعقيدتهم الجعفرية خطراً كبيراً على وجود الوهابية والصهيونية وكيانها الغاصب،
من هنا كانت زيارة البابا والتطبيع الخليجي الصهيوني، ومحاولات تقليم أظافر حزب الله، وتطويع إيران لكنهم فشلوا وأصبح جُل إهتمامهم ينصَبّْ على لملمَة أطراف النيران التي تشتعل بأطرافهم،
🔰 السعودية منشغلة بالتفتيش عن مَن يستطيع إقناع السيد عبدالملك الحوثي بوقف الهجمات على مرافق تصدير النفط والمطارات والمنشئات العسكرية، في الوقت الذي يتعمد الأميركيين إدارة الظهر للرياض فكانت موسكو الملاذ والأمل علها تستطيع المَون على حزب الله بأن يقبل أن يطلب من الحوثيون وقف عملياتهم بمقابل تسهيلات لتشكيل الحكومة داخل لبنان والموافقة على عودة سوريا الى الجامعه العربية!
** لكن للعارف بعقلية حزب الله كيف يفكر يفهم جيداً أنه لا يمكنه القبول بمثل تلك الطروحات بتاتاً، وأن أي صفقه يمكن القبول بها لن تكون على حساب الشعب اليمني، إنما يجب أن تشمل رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحُدَيدَة وإطلاق كافة السفن وناقلات النفط المحتجزة حتى تتم تسوية الوضع السعودي، بعد الموافقة على هذه الشروط يمكن لحزب الله التحدث مع السيد عبدالملك الحوثي ويتم توقيع اتفاق قد يشمل لبنان.
إذاً وفد حزب الله إلى موسكو سيحمل معه توصيات حازمة بهذا الخصوص رغم تأكيد الحزب أن الزيارة متفق عليها منذ شهور؟
🔰 اليمن سيحقق شروطه وسينتصر وسيصبح كرباج الخليج شاء مَن شاء وأبى مَن أبىَ،
والولايات المتحدة لن تستطيع فرض إبراهيمية نتانياهو على العرب المخلصين وسينتهي بها الأمر إلى التفكك ولو بعد عقود.
✍️ * د. إسماعيل النجار، لبنان ـ بيروت
10/3/2021
https://telegram.me/buratha