التقارير

المنطقة الى اين..في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية؟!


 

محمود الهاشمي ||

 

قبل ان ندخل الى "المنطقة" ونقرأ تاثير نتائج الانتخابات الامريكية عليها لابد من ان ندخل الى امريكا ونقرأ  مدى تاثير هذه الانتخابات عليها، لا لاننا معنيون بشإنهم  الداخلي، ولكن لنرى الى اي حد ستنشغل الحكومة الجديدة بقيادة الديمقراطي "بايدن" بالداخل الامريكي بالشكل الذي لايمنحها هامشاً من الفرص للتدخلات الخارجية كما هو معهود في السياسة الامريكية ،وما عرف عنها بانها تملك تاثيرا  مباشر على الاقصى والادنى من الارض.

يقول الاستاذ الفخري في قسم العلوم السياسية بجامعة كولومبيا روبرت ليغفولد وفق قناة "telegram" الثانية لنادي فالداي "من حيث الدراماتيكية فان الوضع في امريكا اليوم يشبه الوضع في الاتحاد السوفيتي عام 1991.

والجميع يعلم كيف كان حال الاتحاد السوفيتي وكيف انشغل بالداخل وانتهى ما انتهى عليه من انهيار وشتات !!.

القراءات السريعة للواقع الامريكي يؤكد ان البلد الذي كل  عمره "500" عام  آيل الى الذهاب الى الخلف والانقسام الى نصفين "شمالا وجنوبا" والدليل اول جملة وردت لـ "بايدن" بعد اعلان فوزه "سنعمل من اجل وحدة البلد"  ولا نظن  اننا سمعنا مثل هذه العبارة من قبل مسؤول امريكي!

الانتخابات الامريكية الاخيرة "2020" الوحيدة في تاريخ البلد التي تجعلنا نعتقد بالفرق بين المرشحين سواء كان جمهوريا او ديمقراطياً.

الواقع الامريكي سيجعل الرئيس الجديد ينشغل بالداخل كثيراً، فان ايا من المسائل السسياسية "المهمة" لا تحل كما لايمكن للطابع السياسي ان يتغير بين ليلة وضحاها كما يؤكد خبراء امريكيون.

انشغال الادارة الامريكية بالداخل سيجعلها تتعامل ب(حذر) مع الخارج ولابد من اختيار الاكفاء من ذوي الدبلوماسية العالية في وزارة الخارجية واللذين ستكون مهمتهم عدم الاثارة وفقدان المبادرة والتريث حتى يتوفر الاجماع حيث من المتوقع ان تكون حكومة "بايدن" متنوعة سياسياً واجتماعياً ودينياً، في هذا نقول ان على دول المنطقة ان تتحرك لتستفيد من "الصدمة" التي يمر بها "اصدقاء امريكا" لان التاخير في ذلك سيوفر فرصة لهم لتشكيل تكتل يعوضون فيه عن "الحماية الامريكية" بما يتوفر لديهم من المال والتاثير والاعلام والقوة العسكرية.

 هذه المرة سوف لا تكون عملية" تداول السلطة" في الولايات المتحدة وفق السياقات القديمة، بل سوف يستمر ترامب باستخدام الاليات القانونية للتشكيك بنزاهة الانتخابات، كما سيبقى ترامب يلقي خطاباته "الحماسية" على انصاره حتى لا يفقدهم، وباختصار قد تطول مدة تسليم السلطة كما لا نستبعد ان يكون للسلطة في امريكا "راسان" الجنس الابيض الغربي بات لايطيق الملونين وبالعكس.

هذه المرحلة "تبادل السلطة" فيها هامش كبير من الوقت لدول المنطقة المتضررة من السياسة الامريكية الخارجية لان ترتب اوضاعها وتدخل في منازل هادئة لانتزاع حريتها وصناعة مستقبلها.

لا ننسى ان جميع دول العالم المتضررة من السياسة الامريكية سواء كانت شعوبا وحكومات تراقب نتائج الانتخابات الامريكية عن كثب، وان امريكا اللاتينية ذات الطابع والسمة "اليسارية" اكثر القارات رغبة في التحرر من السطوة الامريكية، و مازالت شعوبها تزين صدورهم صور ابطال التحرر مثل "جيفارا" و "بوليفار" وغيرهم، فيما تبقى المكسيك بطابعها اليساري ايضا ترغب بالهروب من القبضة الامريكية وماكان في امريكا و امريكا اللاتينية والوسطى وافريقيا وحتى اوروبا كائن في منطقتنا ايضا.

 بشكل عام فان المنطقة تاثرت كثيرا بسياسة "ترامب" دعنا نقف عند اول محطة في المنطقة وهي الجمهورية الاسلامية.

وهذه المحطة هي الاكثر عنادا وصمودا وصبرا  وتضرراً من السياسة الامريكية، و تحتاج الى دراسة مستفيضة عنوانها "ايران و هزيمة امريكا" فلو انهارت ايران اسوة بدول كثيرة قد انهارت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لوفرت فرصة لامريكا واسرائيل وعملائهم بالمنطقة ان يتمددوا اكثر لكن ايران بعمقها الاستراتيجي المقاوم جعلت امريكا في اوقات عديدة في موضع الدفاع اكثر من الهجوم كما وفرت فرصة للدول مثل روسيا والصين وفنزويلا وكوبا وبوليفيا والهند وباكستان ان تنهض سريعا، لذا وباختصار شديد فان امريكا ستفاوض ايران في ملفات كثيرة و ليس في "الملف النووي " كما يعتقد كثيرون، لان التفاوض مع ايران ليس في جغرافيتها فقط وانما في عمقها الاستراتيجي الذي فيه تفاصيل تفاوض كثيرة، في افغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين ومناطق اخرى ، وكذلك باخذ النظر في قوتها العسكرية والاقتصادية وثرواتها المادية والبشرية وموقعهاوسواء فاوضت ادارة بايدن ايران بشكل مباشر او استخدمت "غض الطرف" فقد علا كعبها على امريكا وعملائها واول الدول التي ستتمرد على العقوبات الامريكية على ايران هي الدول الاوروبية.

صحيح ان العراقيين حتى الان منزعجون  من مقترح بايدن سابقا لتقسيم العراق الى "ثلاثة اقاليم" ولكن باعتقادنا ان ذلك يبقى مجرد مقترح "مجمد " فلا ظروف العراق الداخلية والاقليمية تساعد على ذلك ولا هنالك من دواع لاثارة مشاعر العراقيين، ثم ان قلق التقسيم في الولايات المتحدة سيجعلها لا تحظ على مثل هذه المشاريع.

 في الوقت الذي تم فيه الاعلان عن فوز "بايدن" بالانتخابات الرئاسية تكون "الهدنة المشروطة" بين "المقاومة" والولايات المتحدة قد تجاوزت نصف المدة المحددة لها والتي لم يتبق منها الا القليل، وبذا فان اي مجازفة لادارة بايدن في الوضع العراقي ستكون هذه "المعادلة" قائمة بان العراق ليس فقط حكومة واحزاب سياسية انما معادل اخر اسمه "المقاومة" وما في ذلك من تداعيات على جميع الافكار والمشاريع المستقبلية، اما في ما يخص بقاء القوات الاجنبية من عدمها بالعراق، فان الانسحاب الامريكي الكامل من العراق، تم في عهد الديمقراطيين ايام ادارة اوباما وان بقي ب(التوافق) جزء منها ، فهي في "المنطقه الميتة"، لتنسحب بعد حين ودون "جلبة" والتفاوض مع المقاومة كفيل بحل هذا الملف، في ذات الوقت ان على الاحزاب السياسية بالعراق ترتيب اوراقها لاعادة انتاج العراق بعيدا عن التدخل الامريكي.

 في لبنان اهم مشكلة يواجهها اللبنانيون ان فئات سياسية وطائفية ربطت مصيرها بالتمام بمصير الولايات المتحدة او الغرب، حتى كان سبب تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية مرده الى الانتهاء من الانتخابات الامريكية، وهذا الامر رغم سلبيته الواضحة الا ان الواقع الداخلي الامريكي الذي فضحه الاعلام الامريكي نفسه، وفوز "بايدن" وما في ذلك من تداعيات على السياسة الخارجية سيجعل اللبنانيون يذهبون الى الثوابت ومنها "حزب الله" كونه الضامن الوحيد لمصير لبنان والى سيادته وامكانية تاهيله للمرحلة المقبلة.

في سوريا الاوضاع اكثر صعوبة لذا فان اي حالة انفراج على لبنان او ايران او

روسيا او العراق سيجعلها اكثر قوة ومنعة ونشاطا ،خاصة وانها مازالت تحافظ  على حكومتها المركزية ومؤسساتها الاخرى ،وان اتصال الرئيس الروسي عبر الفديو بالرئيس الاسد بعد يوم من فوز بايدن يعني الكثير فقد طمأنه على عودة اللاجئين ووحدة وسلامة سوريا وعلى تسوية طويلة الامد وبذا فان الموقف التركي وانسحابه مرهون برفع الدعم الاميركي للاكراد السوريين وللارهاب وامكانية عودة سيطرة سوريا على ثروة النفط .ناهيك ان اسرائيل سوف لاتعمل على الاقل بالوقت الحالي الى استفزاز سوريا او فلسطين او لبنان وسترسل رسائل اعلامية لسيناريوهات غير واقعية وكذلك فان الحكومة السورية ستجمد اي نشاط امني ضد اسرائيل الى حين.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك