أسعد تركي سواري ||
تحت مبرر الإنتماء والروابط والتقاليد العشائرية بعض من عشائر الجنوب تذهب معزية بالمقبور سلطان هاشم الذي سحق على رؤوسهم في الانتفاضة الشعبانية ،
إن تفكير هؤلاء القوم كتفكير الشمر بن ذي الجوشن الذي ذهب إلى العباس بن أبي طالب (ع) يعرض عليه الأمان في ليلة العاشر من محرم بهدف زعزعة موقف موقف الإمام الحسين (ع) وشق صفوفه ، إذ خاطبه بذات الذريعة العشائرية لهولاء القوم ، وقال له أنت إبن أختنا ونحن أخوالك وقد أخذت لك الأمان من الأمير وتعرفون إجابة العباس (ع) ااذي تقطعت أوصاله وما ترك إمامه ومبادئه ،
يبدو أن نزعة الجاهلية لا زالت متأصلة ومستحكمة في هؤلاء القوم ، لأنه لو كانوا يعتقدون حقا بالرسالة المحمدية لفهموا أن الإسلام ميز بين أبي طالب والحمزة عليهما السلام بوصفهما نبراسا ومتراسا للدين وبين أبي لهب الذي نزلت فيه سورة كاملة حكمت عليه أنه سيصلى نارا ذات لهب ، مع أن الثلاثة من بيت واحد هو بيت عيد المطلب وجميعهم أعمام النبي صلوات الله تعالى عليه وآله ،
ولهؤلاء الذين يبررون خنوعهم وجبنهم وخستهم ورذالتهم نقول إن من أصول الدين الولاء لمحمد وآل محمد والتبروء من أعداهم ، ولا ينفع الولاء من دون التبري ، وإلا فإن جميع كفار قريش يرجعون إلى صلب واحد من الناحية العشائرية ، وعلى رأسهم البيت الأموي الذي قتل العترة المحمدية الطاهرة ،
أما على مستوى المواقف فالمقبور سلطان هاشم موسوم بالخيانة من ثلاث جهات ، إذ خان شعبه حينما ضربه في الأنفال وفي الإنتفاضة الشعبانية ، وخان وطنه حينما قبل بإتفاقية الذل والهوان وتنازل عن حقول ومساحات شاسعة من البصرة حفاظا على بقاء النظام في خيمة صفوان ، و أخيرا خان نظامه الصدامي بعد أن تعاون مع الإحتلال الأميركي في سقوط النظام ، وذلك بإعترافه شخصيا كما في الفديو الذي سأرافقه الآن ويطلب فيه من الأميركان الوفاء بوعودهم له ، وعلى لسان القائد العسكري المرافق لنورمان تشواسكوف في خيمة صفوان ،
إن القوم الذين يمجدون ويعزون بهولاء الخونة الأراذل لهم من سنخهم ، فشبيه المرء منجذب إليه ، أكتب هذه الكلمات وبعتصر قلبي ألما وحسرة على الإزدواجية والنفاق ومستوى الجهل والرذيلة المتجذرة في نفوس هولاء القوم ، ولم أشأ أن أرفع قدر الخائن المقبور بالكتابة عن رحيله إلى جهنم غير مأسوف عليه ، ولكن المسؤولية الشرعية والوطنية تحتم على كل واع وطني غيور أن يرتقي بوعي الأمة وبفرز الساحات والمعسكرات بين الحق والباطل ، وإلا ضاعت المعايير الشرعية و الوطنية والأخلاقية ،
فالحياد خيانة للأمة ، بالمناسبة حدث مشابه قبل أيام مات رئيس اللجنة الأمنية في الشعبة الحزبية الصدامية في مدينة الشعلة وقد غادرها بعد سقوط النظام ، والصاعقة التي نزلت على رأسي أن الشخص الذي نشر نعيا في صفحته الشخصية في الفيسبوك هو نفس الشخص الذي آواني لمدة يوم وليلة في منزله بعد إعدام أخي وإعتقال والدي وملاحقتي ، وكانوا يخشون علي من هذا المقبور الذين قدموا التعازي فيه لأنه في نفس الفرع الذي يسكنون فيه ، أيها الأحبة نحن أمام أزمة في الوعي والأخلاق و ينبغي لمفكري الأمة مواجهتها لوضع حد للنفاق والإزدواجية في نفوس المجتمع وهي المنطلق السليم ونقطة الشروع اللازمة للإصلاح السياسي ، فإن أي نخبة سياسية ستتصدى للقيادة مستقبلا ما هي إلا نتاج هذا الوعي المنحرف للمجتمع .
https://telegram.me/buratha