تعرض العراق مثل اكثر دول العالم إلى تفشي وباء كورونا فيه . لقد تصاعدت معدلات الإصابات والوفيات بالفيروس المنحوس بشكل ملحوظ ، حيث بلغت نسبة الإصابات الى حوالي (٧٣) ألف إصابة، فيما تجاوز عدد الوفيات (٣٠٠٠) شخص . ايران هي الأخرى تعاني من زيادة وتيرة عدد الإصابات والوفيات وقد تجاوز عدد الإصابات فيها عتبة (٢٠٠ ) ألف إصابة ، وقد خاضت تجربة في مواجهة الفيروس رغم ظروف الحصار . ايران لديها نظام صحي متطور ، وعملت بشكل جهادي وثوري في مكافحة كورونا ،وتطوعت أكثر من جهة رسمية وغير رسمية بالتصدي لهذا الوباء ، بحيث قامت فرق البسيج والحرس الثوري والفرق المدنية برش المطهرات والمعقمات الطبية في الأماكن العامة وفي الدوائر الرسمية لمساعدة وزارة الصحة في عملها، وايضا تعاونت الوزارات الأخرى من اجل احتواء الفيروس وعملوا بالارشادات الطبية كل بحسبه ، وقامت كثير من معامل الأدوية والتجهيزات الطبية بصناعة أنواع الكمامات والمعقمات والالبسة الطبية وأجهزة تشخيص الفيروس بوقت قياسي لا يتجاوز الثواني أو الدقائق المعدودة ، وقد شارك في هذه الأعمال حتى وزارة الدفاع بحسب حدود مسؤوليتها وامكاناتها حيث تقوم بصناعة (٧٥٠) ألف كمامة يوميا ، مضافا إلى انتاج الألبسة الطبية ، وأجهزة تشخيص الفيروس . وانتدبت وزارة الصحة الايرانية أكثر من ( ٢٦ ) مختبرا طبيا لتشخيص الفيروس وانتاج الامصال اللازمة لمكافحته . وقد شاهدنا الكوادر الطبية تعمل بفدائية وايثار في الوقوف بوجه الوباء ومعالجة المصابين به . وعليه فقد اكتسبت ايران خبرة في مكافحة كورونا ، وأبدت استعدادها لتقديم خبرتها وإرسال كوادرها الطبية المختصة إلى دول الجوار ومنها العراق ، وبناء عليه ففي تاريخ ٢٠٢٠/٦/٢٠ م ارسل محمد المياحي محافظ واسط كتاب الى اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية يطلب فيه تسهيل دخول الوفود الطبية الايرانية من اجل مواجهة جائحة كورونا . ايران لم تتأخر وسارعت في تلبية الطلب المذكور ، وقدمت قائمة بالفريق الطبي الموفد ، وايضا أرسلت بعد (٦) أيام من الطلب المذكور ، كميات من الأوكسجين الطبي لمساعدة المصابين حيث أرسلت( ١٠ ) صهاريج محملة بالأوكسجين الطبي عبر منفذ ( الشلامچه ) علی ان یتم توزیع هذه الكميات إلى واسط والديوانية والبصرة والناصرية ، وكانت ايران قد ارسلت أيضا كميات كبيرة من المعدات والتجهيزات الطبية إلى العراق . وقدم اسعد العيداني محافظ البصرة شكره وتقديره لهذه المبادرة الإنسانية والخطوة التضامنية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية لمساعدة الشعب العراقي . ويبدو أن هناك مبادرات أخرى ستقدمها ايران في الايام القادمة ومنها إرسال أربعة آلاف اسطوانة اوكسجين طبي لمحافظة البصرة ناهيك عن باقي المحافظات . ان هذه المبادرات الإنسانية والتعاون الطبي فيما بين العراق وإيران تكشف عن عمق العلاقة التاريخية الوثيقة فيما بين البلدين الجارين والتي سعى الأعداء إلى تلويثها بالاشاعات المغرضة، لكن هذه العلاقة الاصيلة كانت ولازالت وستبقى فوق مستوى الاثارات التي يخلقها الأعداء .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha