✍ د.محمد العبادي ||
قبل كل شيء اتحدث عن ايران بهذا الموضوع وغيره من اجل ان نعرف قدرات جيراننا ، وان نستفيد من درس الاعتماد على الذات ودرس التحدي الكبير .
ان ايران دولة كبيرة وتقدر نسبة السكان فيها بحوالي (٨٢) مليون نسمة ، ويبلغ تعداد محافظاتها (٣١) محافظة ، اما عدد الاقضية والنواحي فيها فيبلغ حوالي ٤٣٤ قضاء وناحية ، ناهيك عن عدد القرى والذي يبلغ أكثر من (٦١) ألف قرية .
ايران تعتبر ان قوتها الحقيقية هي في إرادتها وفي استقلالها ، وهي مدركة جيدا أنها تملك فكر وحضارة بقوة منطقها على خلاف أعدائها الذين يفتقرون إلى ذلك وأخذوا يمررون مشاريعهم بمنطق القوة .
ان طول السواحل الايرانية على الخليج يقدر طولها (٩٩٠ ) كيلو متر ، وتوجد ثلاث محافظات جنوبية قريبة من السواحل الغربية لايران على الخليج هي خوزستان وبوشهر وهرمزگان وتتبعها كثير من الاقضية والمدن وحسبنا ان نشير إلى أن محافظة بوشهر فيها عشرة اقضية تابعة لها .
ايران وفي سنة ٢٠١٤م أعلنت وعلى لسان قائد القوة الجو فضائية للحرس الثوري العميد حاجي زاده ؛ أعلن ان ايران تملك مدن صاروخية تحت الأرض وبعمق (٥٠٠) متر تحت الأرض، وقد بث التلفزيون الإيراني وفي أكثر من قناة إخبارية مشاهد لإحدى تلك المدن الصاروخية .
التلفزيون الايراني في أثناء اللقاء مع العميد حاجي زاده نشر ما قاله حول وجود تلك المدن الصاروخية في جميع محافظات ايران وقال تنتشر المدن الصاروخية في كل مدننا وكثير من اقضيتنا .
ان هذا لا يعني أن ايران تحتكم إلى السلاح في علاقاتها ، بل يعني أن ايران قد استفادت من دروس الحرب حينما تركت تحت رحمة القصف للنظام البعثي السابق واعتمدت على نفسها وخبراتها المحلية ، وعرفت ايران أنها عرضة للابتزاز والتهديد ولذا لجأت إلى تقوية قدراتها العسكرية .
أعداء ايران لا يرغبون ان تخرج دولة ما عن طاعتهم والتبعية لهم ، ولذا كثيرا ما هددوا بالحل العسكري ولما رأوا أن ذلك بعيد المنال لجأوا إلى الحصار الاقتصادي لاضعافها وتأليب شعبها عليها .
يوم أمس الأحد الموافق ٢٠٢٠/٧/٥ م ، قال العميد تنگسیري قائد القوة البحرية للحرس : ( كل سواحلنا مسلحة وأن جميع الساحل الجنوبي مسلح بأنواع الاسلحة ، ولدينا مدن صاروخية تحت الأرض ومدن صاروخية عائمة مجهزة بصواريخ ساحل بحر وغيره) .
لقد سبقت الصين في فكرة وضع الصواريخ تحت الأرض حيث حفرت الصين إنفاق طويلة تقدر ( ٥٠٠٠) كيلو متر للحفاظ على صواريخها ، لكن فكرة العمق الآمن تحت الأرض ل (٥٠٠) متر هي فكرة ايرانية خالصة ابتدعها القسم الهندسي التابع للحرس الثوري الإيراني ، وربما في المستقبل القريب يتم اقتباس هذه الفكرة وتطبيقها في بلاد أخرى.
ان هذه المدن الصاروخية قد تم التوصل إلى فكرة إنشائها بعد جلسات وساعات طويلة ، وقد أخذ في الحسبان حتى دراسة موقعها الآمن ، وعدم استطاعة الأعداء من اختراقها ولو باعتى الاسلحة ؛ على سبيل المثال ان ايران نظرت إلى قدرات أعدائها الفعلية وما يمكن أن يصلوا اليه في تدمير التحصينات ومن ثم قاموا ببناء مايعجز الأعداء عن الوصول إليه في الحال والاستقبال .
نعم ايران تعرف مسبقا ان هناك قنابل مخصصة لاختراق الملاجيء والتحصينات الكونكريتية وعليه تم بناء مدن ومخازن لا تستطيع النفوذ إليها تلك الاسلحة؛ فمثلا لدى أمريكا قنابل GBU-57 يبلغ وزنها أكثر من (١٣ ) طن وتعتبر واحدة من اثقل واحدث القنابل ، لكنها مع قدرتها التدميرية لا تستطيع النفوذ لأكثر من (٦٠) مترا في الأرض الصخرية .
وعلى هذا لا يمكن لأعداء ايران ان يصلوا حتى إلى ربع المسافة في عمق الأرض التي حفظوا فيها صواريخهم واسلحتهم .
لقد تقدمت ايران كثيرا في تقوية بنيتها العسكرية الدفاعية ، وهذا هو مايغيظ أعدائها.
ان المسؤولين في ايران يقولون ان قدراتنا هي قدرات هجومية من الناحية التكتيكية ، ودفاعية من الناحية الاستراتيجية ، ويرافق تلك القدرات اشراف معلوماتي واستخباراتي فهم يرصدون كل مايلج في الخليج ومايخرج منه ، وتتجاوز قدراتهم الحدود الساحلية للخليج وتتعداها الى بحر عمان وما بعده .
https://telegram.me/buratha