✍ د.محمد العبادي ||
تعتبر السلطة القضائية في ايران أحد السلطات الثلاث التي تعمل بوظائفها القانونية من دون تأثير السلطتين التنفيذية والتشريعية عليها.
القوة القضائية في ايران كبيرة بتشكيلاتها المتعددة وبملاكها حيث يبلغ تعداد افرادها حاليا أكثر من ( ٩٠ ) الف شخص .
وهي سلطة مستقلة ، وتدافع عن الحقوق الفردية والاجتماعية ، لانها مسؤولة عن احقاق الحقوق العامة ،ومسؤولة عن تحقيق العدالة ونشرها .
ان وظيفة القضاء الإيراني لا تقتصر على الفصل بين الخصومات ، أو تسوية الدعاوى القضائية ، بل تتعدى الى مراقبة التنفيذ السليم للقانون من قبل الجميع حكومة وشعبا .
وايضا من وظائف السلطة القضائية؛ الكشف عن الجرائم ، وملاحقة المجرمين معاقبتهم، وليس ( محاباة المجرمين وتكريمهم ) ! . ليس هذا فحسب بل ان السلطة القضائية في ايران تقوم بتقديم المقترحات اللازمة ، واتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون وقوع الجريمة كما هو في الجرائم الإلكترونية حيث يتم تنبيه الناس واعلامهم بالقانون حتى يتجنبوا ارتكاب المخالفة .
ان مسؤولية القضاء كبيرة وخطيرة ولذا يتحمل رئيسها مهاما حساسة مثل تنصيب القضاة المنصفين وأصحاب الكفاءة أو عزل القضاة غير المناسبين.
لقد حاربت السلطة القضائية الفساد الحكومي ، لانها تعمل وفق مبدأ استقلال القضاء ، أو مبدأ التفكيك بين السلطات الثلاث ، ولذا عملت بوظيفتها القانونية واعتقلت حتى شقيق رئيس الجمهورية السيد ( فريدون ) ، وقامت بمؤاخذته ومحاسبته قانونيا وقضائيا ، واعتقلت نائب رئيس الجمهورية السابق محمد رضا رحيمي ، وآخرين من المسؤولين لوجود تخلفات مالية وقانونية بذمتهم .
ان القضاء يقوم بذلك ، لانه سلطة المستقلة ويقوم بواحدة من وظائفه وهي (التحقيق في الأصول المالية للمسؤولين ) .
ان السلطة القضائية حاسبت نفسها ونظفت بيتها أيضا، ودققت وحققت في ملفات المسؤولين في السلطة القضائية وعزلت ( ٢٥ ) قاضيا لفسادهم، بل إنها الان تحاكم أحد المعاونين الكبار في القوة القضائية وهو ( أكبر طبري) بتهمة غسيل الاموال، وتعاطي الرشاوي وغير ذلك.
ان محاربة الفساد والجريمة هي مسؤولية اخلاقية وقانونية تقع على عاتق السلطة القضائية ، وقد انبرى القضاء الايراني لهذه المسؤولية بقوة من أجل تحقيق العدالة والأمن في المجتمع ، ولامكان للمجاملات والمحسوبيات والتأثيرات السياسية في غض الطرف عن الفاسدين والمجرمين ، وطي ملفاتهم أو تأجيلها ووضعها على رفوف النسيان . نعم ( اياك أعني واسمعي ياجارة ) .
https://telegram.me/buratha