فهد الجبوري
لم يشهد التاريخ الأمريكي رئيسا غبيا ومتقلبا ومزاجيا ومتناقضا مثل الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي أوصله اليمين المسيحي المتطرف الى سدة الحكم بالرغم من عدم تمتعه بالمواصفات التي ينبغي توفرها بالشخصية التي تصل الى البيت الأبيض .
وهناك أمثلة كثيرة على تخبط ترامب وتقلبه في ميدان السياسة الخارجية ، وبسبب قراراته ومواقفه المتناقصة ألحق دمارا كبيرا بمصداقية الولايات المتحدة على المستوى العالمي ، حتى أن أقرب حلفاء أمريكا باتوا يضيقون ذرعا من سياسات ترامب المتخبطه والمتناقضة .
انسحاب ادارة ترامب من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتنصلها من التزاماتها فيما يخص قضايا دولية أخرى كلها نماذج واضحة على هذه السياسات ، وقد جاء كتاب المستشار الأمريكي السابق للأمن القومي جون بولتون ليكشف المزيد من تناقضات وتقلبات ترامب في السياسة الخارجية مؤكدا أن كل مواقف وقرارات ترامب لا تحركها مصالح الولايات المتحدة ، وإنما حسابات إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية.
مواقف ترامب المتقلبة إزاء فنزويلا خير شاهد على فشل ترامب وادارته ، فقد أعلن ترامب في مقابلة الأحد ٢١ يونيو /حزيران انه سيدرس لقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، وقلل من أهمية القرار الذي اتخذه في وقت سابق بالاعتراف بزعيم المعارضة خوان غويادو رئيسا "شرعيا" للبلاد .
وكان ترامب قد هدد بالتدخل العسكري في فنزويلا في خضم الأزمة السياسية في هذا البلد وقال في لقاء مع شبكة CBS الأمريكية في فبراير/شباط الماضي ان التدخل العسكري في فنزويلا قيد الدراسة مشيرا الى أن مادورو طلب لقاءه لكنه رفض معتبرا "ان الوقت قد مضى ولم يعد ذلك متاحا لأن عملية التغيير قد بدأت".
كما ان ادارته عرضت مكافأة قدرها ١٥ مليون دولار لقاء أي معلومات تتيح إعتقال مادورو ، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ولم تفلح الضغوطات الكبيرة التي مارستها ادارة ترامب على فنزويلا ومنها الحصار الاقتصادي ودعم المعارضين في تحقيق أهدافها ، بل هناك شعور متزايد بالإحباط جراء اخفاق هذه الإدارة وفشلها في الإطاحة بمادورو الذي نجح في تحدي الغطرسة الأمريكية وإجبار البيت الأبيض على التراجع .
إن تراجع ترامب عن قراراته السابقة إزاء فنزويلا واستعداده للقاء الرئيس الفنزويلي ليس فقط قد أسقطت الأكاذيب التي ساقتها ادارته ضد فنزويلا ، وإنما أكدت فشل العقوبات الاقتصادية واجراءات حصار الدول وتجويع الشعوب وهذا نراه واضحا في فشل العقوبات الأمريكية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نجحت وفي تحد كبير لإدارة ترامب ان توصل المساعدات الإنسانية الى الشعب الفنزويلي ، كما أن ما يسمى " بقانون قيصر " الذي يفرض عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية على سوريا سيلقى نفس المصير لان إرادة الشعوب دائما هي الأقوى
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha