فهد الجبوري||
ما يميز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن غيره من الرؤساء الأمريكيين الذين دخلوا البيت الأبيض قبله هو مزاجيته ونرجسيته وتكبره ووقاحة لسانه وفشله في التفاهم أو الانسجام مع من يعينهم في المناصب العليا في البلاد ، وبسبب هذا الأسلوب الفظ اضطر العديد من المسؤولين الكبار في إدارته الى الاستقالة ونذكر منهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي مايكل فلين وديفيد شولكن وزير شؤون قدامى المحاربين وستيف بانون مدير ومخطط حملته الانتخابية عام ٢٠١٦ ،
وجون بولتون مستشار الأمن القومي وهو من الصقور في الحزب الجمهوري ومن المتطرفين والمحرضين على شن الحرب على الجمهورية الإسلامية وتغيير الأنظمة في فنزويلا وكوريا الشمالية وكوبا والدول الأخرى التي ترفض الهيمنة الأمريكية على العالم .
ولكن صقورية بولتون وجهوزيته لتنفيذ كل ما يطلبه منه رئيسه ترامب وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ودعم الكيان الصهيوني بلا حدود لم تشفع له ووجد نفسه مضطرا لتقديم استقالته بعد أن خدم في البيت الأبيض من أبريل/نيسان ٢٠١٨ وحتى سبتمبر /أيلول ٢٠١٩.
مزاجية ترامب وعنجهيته وتقلب مزاجه هي التي دفعت الصقر الجمهوري بولتون للاستقالة وترك منصبه الرفيع .
ويبدو انه خطط للانتقام من ترامب على طريقته الخاصة حيث أعلن بعد خروجه من البيت الأبيض أنه سيؤلف كتابا عن الفترة التي قضاها كمستشار للأمن القومي ، وقد مضى قدما في مشروعه هذا بالرغم من التحذيرات التي تلقاها من ترامب نفسه ومن البيت الأبيض .
الكتاب الذي يحمل عنوان "المكان الذي حدث فيه ذلك٠٠٠٠ مذكرات البيت الأبيض " سيصدر يوم ٢٣يونيو/ حزيران الجاري .
وهذا الأمر قد أثار غضب ترامب حتى أن إدارته رفعت الثلاثاء ١٦ يونيو/حزيران دعوى قضائية لمنع بولتون من نشر الكتاب بدعوى أن بولتون لم يحز على موافقة على النص بأكمله مما يضعه في انتهاك واضح للاتفاقات التي وقع عليها كشرط لتوظيفه ، ولاطلاعه على معلومات سرية للغاية.
وهذا ما يتخوف منه ترامب لأن الكتاب سوف يستخدم من قبل الديمقراطيين في حملتهم المناهضة لترامب ، ويوفر لهم معلومات ومواقف موثقة تضر بوضع ترامب في الانتخابات القادمة .
وكانت دار النشر الأمريكية "سايمون وشوستر " التي طبعت الكتاب قد أعلنت يوم ١٢ يونيو /حزيران أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون قرر تحدي البيت الأبيض ونشر مذكراته التي يكشف فيها ما يعتبره تجاوزات ارتكبها الرئيس ترامب تتعدى قضية أوكرانيا لتشمل سياسته الخارجية بالكامل . وأشارت الى أن بولتون سيصف في مذكراته عملية اتخاذ القرار المتناقضة والمشتتة لترامب .
ولا ننسى أيضا المنفعة المادية التي سيحصل عليها بولتون من كتابه هذا بالإضافة الى الشهرة وهما مسألتان أساسيتان في الصعود الى مراكز أرفع في المستقبل .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha