حازم أحمد ||
((إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)) النمل 30-31.
الجمهورية الإسلامية التي تُمثل العمق الستراتيجي لمحور المقاومة تُخرِج الأسطول الرابع الأميركي من الخدمة عمليًا.
وصلت الناقلات الإيرانية الخمس بإسطولها إلى فنزويلا حاملةً المشتقات النفطية والمواد الاحتياطية لتُصلح مصافي النفط، ومعها الخبراء، إذ سبق أن سيرت إيران رحلات جوية تابعة لشركة (ماهان إير- Mahan Air) وهي شركة طيران إيرانية، وحطّت في ولاية (فالكون الفنزويلية) وهي تحمل معدات وخبراء من إيران لإعادة تشغيل مجمع (مصفاة باراغوانا) في فنزويلا، والتي تُعَدُّ مِن أكبر مصافي التكرير في العالم.
واكتملت الصفقةُ؛ إذ حصلت إيران على تسعة أطنان من الذهب الفنزويلي قيمتها خمسمئة مليون دولار؛ وهذا يعني أنّ الصفقة أكبر من هذا الأسطول للمشتقات النفطية.
أميركا لديها سبعة أساطيل بَحرية عسكرية في الخدمة فعليًا، الأساطيل التي كانت في مرمى التحدي والاقتدار لمحور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية في عملية مسار الناقلات هي:
أولًا- الأسطول الخامس الأميركي، الذي مقره في (البحرين - المنامة)، ومسؤوليته تُغطّي الخليج الفارسي، وأجزاء من المحيط الهندي، وبحر العرب، والبحر الأحمر.
هي في الواقع حركة إيرانية متعددة؛ مضغوطة العدد إنفجارية الهدف؛ فهي كسَرَت الحزام الأمني الأقرب عليها الذي يفرضه هذا الأسطول، والذي فعلته إيران هو العبور بفخر واقتدار من المناطق والمضايق الواقعة ضمن واجبات الأسطول الخامس وهي:
أ- الخليج الفارسي - مضيق هرمز.
ب- شمال بحر العرب من جنوب إيران الذي تدخله بعد خروجها من مضيق هرمز.
ج- مضيق باب المندب؛ بوابة الدخول في البحر الأحمر، الذي تدخله الناقلات الإيرانية بعد بحر العرب.
د- المرور في البحر الأحمر.
هـ- العبور من قناة السويس.
من خلال هذه الحركة هُزِم الأسطول الخامس الأميركي والتزم الصمت تجنّبًا لأي مواجهة؛ لأنه سيكون الرهينة حتمًا، وهكذا حال الأساطيل الأخرى.
ثانيًا- الأسطول السادس الذي يتمركز موقعه الرئيس في (إيطاليا - نابولي)، ومسؤوليته تُغطّي: البحر المتوسط، وأوروبا، وإفريقيا.
أسطول ناقلات الجمهورية الإسلامية عندما عبر قناة السويس في البحر الأحمر؛ فإنه دخل البحر المتوسط الذي يقع ضمن واجبات الأسطول السادس الأميركي، ثم تعبر الناقلات من خلال (مضيق جبل طارق) بين المغرب في شمال إفريقيا وبين إسبانيا، في نهاية غرب المتوسط؛ ولم يجرؤ الأسطول السادس الأميركي على منعها.
ثالثًا- الأسطول الرابع الأميركي، الذي يقع مقره الرئيس في (ولاية فلوريدا الأميركية)، وتُغطّي مسؤوليته جنوبي المحيط الأطلسي، والبحر الكاريبي، وما يحيط بأميركا الوسطى، وأميركا الجنوبية.
الخطوة الجبارة التي حققتها إيران؛ والتي تُعَدُّ مِن أعظم إنجازات القرن حتى الآن هي إخراج الأسطول الرابع من الخدمة عمليًا (جوًا وبحرًا)، لأنّ أميركا تفرض العقوبات على شركة الطيران الإيرانية (Mahan) وتفرض العقوبات والحصار على النفط الإيراني والفنزويلي ومشتقاته!
الناقلات الإيرانية عبرت على أنف الأسطول الرابع الأميركي المسؤول عن حماية مصالحها في جنوب الأطلسي، ومسؤول عن تطبيق قوانين القرصنة الأميركية (Letter of Marque) في البحر الكاريبي والأطلسي، المحمية بالمحكمة الأدميرالية الأميركية (Court of Admiralty).
الطائرات الإيرانية (المحظورة) تشقّ الأجواء نحو فنزويلا، والسفن الإيرانية؛ تشقّ البحار والمحيطات نحو فنزويلا، عابرةً من مضيق جبل طارق، إلى الأطلسي، لتدخل البحر الكاريبي؛ والأسطول الرابع الأميركي يتراجع إلى كرسيّه المدولب؛ فيدخل الموت السَّريري!
رابعًا- الحركة الجبّارة للجمهورية الإسلامية هذه ستكون عاملًا حقيقيًا يجعل من (قانون قيصر) الأميركي أنْ يولَد ميِّتًا، هذا القانون الخبيث الذي تريد أميركا فرضه على الدولة السورية لخنقها من الاتّجاهات كلها!
عملية كسر الحصارات بوجه أميركا وإذلالها ستتسع لتشمل كسر الحصارات على سورية ولبنان واليمن. وننتظر تلاحمًا من دول القارة اللاتينية الأصيلة، وهذا الدور الإيراني هو ضمن الثلاثي الكبار الذين قرروا طرد الوجود الأميركي من قارة آسيا، وتهشيم حصاراتها التي فرضتها على دول وشعوب العالم وهم: إيران، روسيا، الصين التي تكفَّلَت بطرد الأسطول السابع الأميركي، وفعلًا فقدت أميركا أكثر من (80%) من حجم ميزانها العسكري الستراتيجي هناك.
هذه الخطوات تُعَدُّ ملامح النظام العالمي الجديد؛ الذي يجب أن يكون ضمن تغييراته (مجلس الأمن الدولي) فلا معنى أنْ لا تكون إيران عضوًا دائمًا فيه تدافع عن حقوق المستضعفين وتنصرهم وتمنع الحصارات الفردية بحقهم، وكذلك من أساسات النجاح للنظام الجديد هو نقل مبنى الأمم المتحدة من أميركا التي تقمع الحريات وتسلب الحقوق ولم ينجُ منها حتى الشعب الأميركي نفسه.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha