متابعة ـ عمار الجادر ||
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا وحدة الدراسات والتقارير “3”
يتزايد استخدام الأفراد لشبكات التواصل الاجتماعي بشكل أكبر خصوصاً بعد انتشار وباء كورونا في كل أنحاء العالم. مما جعل “داعش” يري هذا الوباء فرصه لتنشيط وجودهم مرة أخري علي منصات التواصل الاجتماعي(فيسبوك، واتساب، تويتر) بالإضافة لاستخدام تطبيقات جديدة لتجنيد الشباب واستقطابهم.
· تنامى حسابات داعش على منصات التواصل الاجتماعى
كشف مركز الإعلام الرقمي (DMC) وفقا لـ”العربية” فى 22 أبريل 2020عن تنامي وازدياد أعداد حسابات أعضاء التنظيم وأنصاره على مواقع التواصل، وخصوصاً الفيسبوك. فبعد غياب نسبي عادت شبكات إعلام داعش للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعا والأقل أمنا. وتمكن التنظيم مجددا من توظيف أدوات الإعلام من تصوير وإخراج فني لمقاطع فيديو جديدة وبمدة زمنية قليلة حتى يسهل تحميلها. واتضح أن الماكنة الإعلامية لتنظيم “داعش” لا تزال تحتفظ بمكتبة ضخمة مليئة بموارد التكنولوجيا والخطب والبلاغات ووسائل التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات.
وكشفت التحقيقات، عن زيادة في أعداد حسابات أعضاء تنظيم “داعش” وأنصارهم على منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا “الفيسبوك” وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 16 أبريل 2020 . وإن “هذه العودة جاءت خلال الأشهر الماضية التي رافقت أزمة جائحة كورونا وأدت الى تأخير استجابة دعم الفيسبوك لطلبات حذف الحسابات”. وأضافت أن “أعضاء تنظيم داعش ومن يساندونهم استغلوا الفرصة وبدأوا بإنشاء حسابات جديدة أو إعادة تفعيل حسابات قديمة، وقاموا بنشر عملياتهم الإرهابية والترويج لها عبر المنصة”.
· توسيع تنظيم “داعش” لقاعدة مؤيديه
يبرز استخدام الجماعات المتطرفة كـ”القاعدة وداعش” لمنصات التواصل الإجتماعى، فى ازدحام منصّات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”اليوتيوب” بالأخبار الكاذبة عن وباء كورونا، ومن ذلك إغراق تلك المنصات بالحديث عن الأمور الدينية، بما يعزّز فرضيات ودعاوى التّنظيمات المتطرفة، ويخدم أيديولوجيتها من بيان أن هذه الجائحة هي عقوبة من الله للعصاة وفقا لـ”مرصد الأزهر” فى 4 مايو 2022. تقول “ريتا كاتز”، المديرة التنفيذية لمجموعة (سايت) للاستخبارات “من الناحية العملية، تظل الأوامر والتوجيهات المنبثقة عن هذه الجماعات هي نفسها: الاستمرار في مهاجمة العدو.
وجدت الجماعات المتطرفة في أوروبا في الوباء فرصة هامة للانطلاق مجدّدا في شن حملات دعائية لحشد القواعد وتأليبهم على الحكومات، لكن بطرق مختلفة رغم أنها ليست جديدة كتوظيف الألعاب الإلكترونية لنيل أهدافها الأيديولوجية. وبشأن هذه الإستراتيجية سلطت مجموعة “صوفان” الدولية للاستشارات الإستراتيجية والاستخباراتية الضوء على تحركات بعض هذه الجماعات التي تصارع لاستثمار الوباء وجعله أداة لتوسيع قاعدة المؤيدين. ويشدد التقرير على أنه لطالما استخدم المتطرفون العنيفون الألعاب عبر الإنترنت حيث يجتمع ملايين من الأشخاص يوميا، كآلية لتجنيد أعضاء جدد وتقديم روايات بديلة للجماهير البعيدة وفقا لـ”العرب اللندنية” فى 29 أبريل 2020 .
· منصات جديدة لداعش على الإنترنت
الذئب المنفرد : أكد باحثون أن “منصة “الذئب المنفرد” الموالية لداعش دعت إلى استخدام أنماط جديدة منها (القتل بالسم، والدخان، والأسهم المسمومة، والصعق الكهربائي)، وتم طرح ملصقات أخرى في أعقاب مقتل البغدادي تدعو إلى استخدام (البالونات الحارقة)، واستخدام (المناطيد) لعمليات المسح بالقرب من المناطق العسكرية، وتوظيفه في عمليات النقل والاختباء والهجرة وتطوير إمكانياته عن طريق التحكم فيه عن بعد وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 2 فبراير 2020.
تام تام الروسي وبي.سي.أم الصيني وساوند كلاود : وهما بدائل جديدة وأمنه لتمرير “داعش” خطابات جهادية مستفيدة من وجود ثغرات في الرقابة الفنية لبث خطابات الكراهية والحث على العنف. وكان داعش استخدم تطبيق تام تام ليعلن عبره عن مسؤوليته عن هجوم جسر لندن. وتتميز المنصة الصينية بجودة شبكتها وسهولة استخدامها، وفتح الباب أمام إنشاء مدونات يصل الأعضاء فيها إلى أكثر من(100) ألف شخص كما يصعب فك تشفيرها.وتحولت منصة “ساوند كلاود” إلى منصة بديلة وآمنة لتنظيم “داعش” في الغرب لنشر خطاباتها المتشددة وفقا لـ”العرب اللندنية” فى 18 ديسمبر 2019.
· عمليات إرهابية وسط أزمة كورونا
قام طالب لجوء سوداني يبلغ من العمر(33) عاما في 4 إبريل 2020 وفقاً لـ”سبوتينك” بمهاجمة عدد من المارة بسكين في منطقة “رومان سور إيزير” جنوب شرق فرنسا ،وأسفر عن مقتل شخصين وجرح (7 ) وأعتقلته الشرطة، و وصف “كريستوف كاستانير” هذا الهجوم بـ “الاعتداء الإرهابي”. كما نفذ رجل ارتدى حزاما ناسفا مزيف من مقاتلي تبنّى تنظيم “داعش” في 3 فبراير 2020 وفقاً لـ “فرانس 24” هجوماً في منطقة “ستريثام” جنوب لندن التي أسفرت عن إصابة شخصين في لندن قبل أن ترديه الشرطة البريطانية. وذكر تنظيم “داعش” أنه نفذ الهجوم استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي ضد التنظيم.
· التقييم
تحول الإرهاب من العمليات العشوائية التى ترتكز على العنصر البشري إلى عالم السيبر الفضائي. يمكننا أن ندلل بعدد من العمليات الإرهابية الداعشية التي جرت في أوروبا، والتي كانت نتاج تواصل لشبكات الإرهابيين بعضهم ببعض من غير حاجة إلى لقاءات شخصية، ومن دون سابق معرفة. فعلى سبيل المثال كشفت نتائج التحقيقات التي جرت في فرنسا بعد حادثة مسرح “الباتاكلان” ، إن الإرهابيين قد استخدموا في التواصل بينهم بعض الألعاب المتاحة على شبكة الإنترنت، وقد نجحوا في خداع أجهزة الأمن الفرنسية والأوربية عبر تجنبهم استخدام طرق التواصل أو الاتصال المعروفة وفقا لـ”اندبندنت عربية” فى 16 فبراير 2020.
ويقول “ديفيد غليبرت” الباحث المتخصص في الإرهاب الرقمي بجامعة ليستر البريطانية، إن داعش واجه حصارا قويا بعد النشاط الكبير للفرق الأمنية بموقعي التواصل التقليديين فيسبوك وتويتر، بسبب الضغط الذي فرضته الحكومات الأوروبية والمجتمع الدولي عليهما لسد الثغرات أمام حراك المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح أن داعش عاجز الآن، ويواجه الكثير من التحديات الميدانية والافتراضية، ما جعل فرق التنظيم الخاصة بمنصات التواصل تتجه نحو وضع شروط جديدة تتناسب مع الخطاب الإعلامي لداعش وتدعم قدراته على الإدارة والتجنيد على الإنترنت.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha