التقارير

الحدود العراقية السورية والمخططات الأمريكية الستراتيجية  

1623 2020-04-16

متابعة ـ قاسم آل ماضي

 

ما يمر به العراق وسوريا من أزمات سياسية وأمنية وغير ذلك، أرسى بضلاله على العديد من الأحداث التي استغلها المحتل الأمريكي، ومنها ما يحدث على الحدود العراقية السورية في منطقة القائم "البوكمال"، والذي هو بيت القصيد لنا في مقالتنا هذه.

أمريكا لما رأت أن المنطقة المذكورة بدلاً من كونها حدوداً تفصل بين دولتين ذات سيادة، أصبحت وجوداً مكثفاً لألوية الحشد الشعبي، هذا الأمر جعل من أمريكا تعمل على تحويلها إلى جبهة صراع، باستهدافها المتكرر لقواعد الحشد الشعبي في القائم والبوكمال من قبل الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية.

السبب الرئيسي الذي جعل من المحتل يستهدف هذه المنطقة عسكرياً، هو الانتشار الكثيف لفصائل الحشد الشعبي، الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة إلى أبعاده وتشتيته، حيث ترى أنه يشكل جبهة رباعية من أربع دول (العراق وسوريا وإيران ولبنان)، مما يشكل خطراً على مصالحها.

من هنا تكرر العدوان الجوي في هذه المنطقة الحدودية، حيث كان الأمريكان يأملون أنسحاب هذه الفصائل من مواقعها وتسليمها بأجمعها للجيش العراقي، الذي لا ترى فيه أمريكا خطراً عليها بوجوده فيها، بقدر الخطر المترتب من انتشار فصائل الحشد الشعبي.

ولما لم يتحقق للمحتل ما كان يأمله من الضربات الجوية، عمل على تهدئة الأجواء فلم يعمد بالقيام بغارات جديدة، وسعى إلى عقد اتفاقية استراتيجية مع الحكومة العراقية.

فما هو الجديد الذي طرأ، ليغير المحتل من إجراءاته؟!

فألوية الحشد الشعبي ما زالت في مكانها المعهود لم تتحرك، وأسباب الخطر المحدق بأمريكا ما زالت قائمة لم تتغير ..

السبب الأقرب من حيث الواقع ومعطياته، يشير إلى أن المحتل الأمريكي لما رأى وحدة فصائل المقاومة ضده، مضافاً إلى الضربات التي تعرض لها في عدة مواقع تابعة له، اضطرته إلى أن يتبع سياسة أخرى..

فما هو بديهي وثابت أن أمريكا لا ترضخ ولا تستجيب للاتفاقيات السياسية، بقدر ما يرهبها العمل العسكري الموجه ضدها وضد مصالحها.

إلا أن المتوقع هو عدم الاستمرار في البقاء على هذا الوضع، فهو ما نستطيع تسميته بالهدوء الذي يسبق العاصفة.

ومن المؤكد أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي في هذا الوقت، بل ستسعى جاهدة للقيام بإجراءات عديدة، ولكنها ليست بالعسكرية، ومنها أنها قد تعمل على جعل انسحاب الوية الحشد الشعبي من المواقع المذكورة بتكثيف الطلبات الرسمية للحكومة بواسطة ممثليها أو مندوبيها في الحكومة العراقية، ومنها أنها ستعمل على زيادة عدد الإرهابيين المتسترين بمسميات رسمية أو شبه رسمية، بل حتى بمسماهم الحقيقي، مما يجعلهم يشكلون خطراً على الوية الحشد المنتشرة هناك، وبالتالي يجعلهم يسيطرون على بعض المواقع التي تؤمن للمحتل تنفيذ ما يرومه فيها، أو أنهم  يسعون إلى أن يصنعوا منها قضية رأي عام تنتهي بما يسعون إليه، أو من خلال إبرام عقد في الاتفاقية الستراتيجية المزمع عقدها في حزيران المقبل.

وفي حال لم يجدي لهم ما تقدم نفعاً، فحينها ستعلن حرباً لا تنطفيء إلا بترك أحد الأطراف لموقعه كليًا.

الخلاصة التي نريد أن نصل إليها، أن المنطقة المذكورة تمثل صراعًا حاداً، ستجعل من المحتل الأمريكي يسعى جاهداً لإخلائها من فصائل الحشد الشعبي، لإزالة الخطر المتوقع منها، والذي يعني بالتلازم تأمين قاعدته العسكرية ومصالحه الستراتيجية، ولغرض الاستفادة منها من قبل المحتل في صفقة القرن من جهة، ومن جهة لغرض جعلها منطلقًا لعملياته العسكرية البرية في المستقبل ضد بغداد أو دمشق.

ومن هنا ينبغي على فصائل الحشد الشعبي أن تستعد جيدًا لما هو آت في هذه المنطقة بالذات، ومن المؤكد أنهم سيكونون كما عهدناهم محققين أما النصر أو النصر ولا بديل عنه.

#للأشتراك معنا أضغط

https://t.me/todaylarq

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك