سجل العراق لليوم الثالث على التوالي، انخفاضا في أعداد المصابين بفيروس كورونا، فضلا عن ارتفاع عدد حالات التعافي التي تجاوزت 700، وسط تفاؤل أبداه مسؤولون عراقيون حول احتواء الوباء في حال التزام المواطنين بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، الثلاثاء، تسجيل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا، في أدنى حصيلة منذ أسابيع، وارتفاع حالات التعافي إلى 766، بينما تراجع معدل الوفيات ليستقر منذ أول من أمس الأحد، عند 78 وفاة، أغلبهم مسنون أو مصابون تأخروا في الإبلاغ عن حالاتهم.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، عدنان نوار، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "العراق يتجه نحو السيطرة على الوباء، لكن المخاوف ما زالت قائمة، ولهذا يجب مواصلة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها خلية الأزمة الحكومية"، مبينا أن "أنظمة صحية متطورة وقعت في مشاكل كبيرة خلال مواجهة كورونا، والعراق يعاني القطاع الصحي فيه من نقص عدد المستشفيات، وغياب المستلزمات الصحية، لكنه قادر على تجاوز الأزمة من خلال سلسلة الإجراءات الوقائية التي اتخذت في بداية انتشار الوباء".
وأضاف نوار أن "الإصابات التي سجلت في العراق، كان غالبيتها لقادمين من إيران، أو دول أوروبية، وكان لإجراءات العزل والإغلاق أثرها في السيطرة على الأرقام مقارنة بدول أخرى، فضلا عن التزام المواطنين بتطبيق حظر التجوال والحجر المنزلي. إذا حافظ العراق على انخفاض الأرقام حتى نهاية الشهر الحالي، فسيكون قد سيطر بشكل كامل على الوباء".
من جانبه، أكد مدير الصحة العامة في دائرة صحة بغداد، نازك الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "العراق لديه سجل طويل من التعامل مع الأوبئة، وهذا سبب في استيعاب القطاع الصحي للوباء، كما أن النظام الغذائي في العراق لعب دورا مهما في تعزيز مناعة المواطنين الذين التزموا بقرار حظر التجول. لو أن العراق لم يتخذ الإجراءات الوقائية بشكل استباقي لفقد السيطرة على الوباء، وانهار النظام الصحي بشكل كامل".
وقال عضو خلية الأزمة في البرلمان العراقي، حسن خلاطي، لـ"العربي الجديد"، إن "السيطرة على الوباء تعود إلى عاملين، الأول هو الإجراءات الوقائية الاحترازية، والثاني وعي المواطن العراقي في التعامل مع الفيروس الخطير الذي استهانت به بعض شعوب العالم قبل أن يهددها بقوة".
وبين خلاطي أن "العراق يعد من الدول الناجحة في مواجهة فيروس كورونا، وسنعلن قريبا الانتصار الكامل على الوباء رغم الإمكانيات البسيطة للقطاع الصحي والبنية التحتية. يبقى وعي المواطن هو العامل الرئيسي في إنقاذ البلاد".
وفي وقت سابق، حدد وزير الصحة العراقي، جعفر صادق علاوي، موعداً محتملاً لزوال خطر فيروس كورونا، قائلا لمحطة تلفزيون محلية، إن "العراق حقق نجاحا في مواجهة الوباء، لكنه ما زال خطيراً، وهو يفاجئنا ويتطور. أقدر معاناة المواطنين بسبب حظر التجوال والإجراءات الوقائية الأخرى، والمطلوب منهم الصبر حتى منتصف مايو/أيار المقبل، أو بداية يونيو/حزيران، ونعتقد أن العراقيين سيضطرون للبقاء في بيوتهم خلال شهر رمضان لأن الخطر ما زال مستمراً".
https://telegram.me/buratha