متابعة ـ عمار الجادر
الموقف في العراق بعد استقالة السيد عادل عبد المهدي يسير بشكل درامي فجذور الأزمة الوزارية في العراق يمكن حصرها بمشكلتين. الأولى هو أن العراق يدير عجلته السياسية اميون لازال المجتمع الدولي يعتبرهم حديثي عهد بقيادة دولة لها موقعها الحساس في منطقة الشرق الاوسط رغم مرور ١٧عام على وجودهم في السلطة.
اما الثانية فهي المصالح الامريكية في العراق التي من أجلها أزالت أكبر نظام عميل لها في تاريخ الشرق الاوسط، اخذ العراق إلى المجهول بحروب دمرت كل بناه التحتية التى بناها أو التي تلك ورثها من أنظمة سابقة، رغم انه كان متوشحا صوريا بملحفة العداء لامريكا الذي انطلى على شعوب المنطقة. فأمريكا ليس لها شأن في من سيكون رئيسا لوزراء العراق بقدر من هو الآتي الذي سوف يضمن مصالحها مقابل الثقل السياسي والجغرافي والتاريخي لإيران في المنطقة وفي العراق. فهي باتت تخطط لتجعل فتيل الصدام مع ايران يشتعل في العراق بداية، ومن ثم يكون هناك المبرر لها (امريكا) ولحلفائها الزحف على إيران لضربها في الداخل من دون نجدتها من الصين أو روسيا.
في هذه الضربة إيران والحق يقال باتت لديها الخبرة في ان تاكل الطعم من خارج المصيدة السياسية وتشرب عليه الماء من دون أن تنجر الى نزاع اقليمي وهذا ما يحيرالإدارة الأمريكية.
ليس من المخفي اذا قلنا ان امريكا بادارة ترامب تعد لضرب إيران أو تشلها سياسيا وهذا ما كان مقدار له سيكون في الولاية الثانية . إلا أن تفشي وباء الكورونا وتراجع الاقتصاد الوطني الامريكي أضعف فرصة حصول ترامب لولاية ثانية. فالمرشح الديمقراطي جو بايدن بات الأوفر حظا منه في الانتخابات القادمة اذ يتقدم حاليا عليه بستة ٦ نقاط مما أعطى القناعة لدى الناخب الأمريكي ان ترامب ليس رجل أزمة بعد تفشي وباء الكورونا الذي بات يحصد أرواح الأمريكيين والادارة عاجزة عن إيقافه كما فعلت الصين. فكيف به ان يكون رجل لإدارة دولة في حالة حرب التي ربما ستكون عالمية، اذا كانت إدارته مشلولة أمام وباء.
ما يطغي على السياسة الأمريكية في المنطقة هي كيفية توجيه ضربة لإيران تكون نتائجها انهاء او تأجيل بناء طريق الحرير في شرق اسيا والشرق الأوسط لعشرة أو خمسة عشر سنة قادمة يستعيد خلالها الاقتصاد الامريكي عافيته ومن ثم تعود امريكا بعد ذلك القطب الأوحد للعالم بعد ان ترتب نفسها اقتصاديا. وهذا سوف ما لايحدث بسبب بوادر الانحدار في القوة الأمريكية نحو الضعف وظهور قوى عالمية وهذا ما بات واضحا لحلفائها اذ هم لا يريدون دخول مغامرة أمريكية غير مضمونة النتائج مزامنة لصعود قوة الثنائي الصيني الروسي. الذي يقرأ التاريخ جيدا يرى أن الأيام التي نعيشها تخبر بداية تلاشي القوة الأمريكية الذي يشابه بداية الضعف الذي دب في القارة العجوز اوربا لتكون اقتصاديا قوية ما لم تدخل حرب او بالمقولة العراقية بالعة ريكها اذا ماكو مشاكل.
السيد عدنان الزرفي هو رئيس الوزراء المكلف الذي ربما سوف تمرر كابينته الوزارية تحت قبة البرلمان نتيجة الخلاف الشيعي والشكوك التي تحوم حوله كونه يحمل الجنسية الامريكية. ولكن السؤال اذا رفضت كابينته فمن القادم بعده. الجواب بكل تأكيد بيد القوى نفسها التي تقود الشارع الشيعي.
https://telegram.me/buratha