التقارير

المرجعية وانتفاضة تشرين (5-6) عدم اجبار الاخرين على التظاهر والاعتصام


د. صلاح عبد الرزاق

 

عدم إجبار الآخرين على التظاهر

رافقت التظاهرات ظواهر وسلوكيات مخالفة للأعراف الديمقراطية مثل منع دوام الموظفين والطلاب عبر إغلاق الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية للبنين والبنات. وبادرت مجموعات من المتظاهرين إلى إجبار العاملين فيها على الخروج، وكتابة (مغلق بأمر الشعب) على أبواب وواجهات تلك الأبنية. إن منع الدوام وإجبار الموظفين والطلاب على الذهاب إلى ساحات التظاهر يؤدي إلى ضرر أخلاقي ومعنوي في إكراه مواطن على فعل أمر لا يريده . وهذا مخالف للدستور ( المادة 42) التي تضمن حرية الفكر والضمير والعقيدة لكل فرد، و(المادة 44) التي تضمن للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن داخل العراق وخارجه، و(المادة 46) التي تمنع تقييد ممارسة أي من الحقوق والحريات الواردة في الدستور.

إن إغلاق الجامعات والمدارس يسبب الخلل في العملية التربوية والتعليمية ، وعدم تمكن الطلاب من إكمال المناهج الدراسية . فتضيع الجهود ، وتقل فرص النجاح في الامتحانات، فتزداد نسبة الرسوب أكثر مما هي عليه في المحافظات الوسطى والجنوبية . من جانب آخر اشتكى أولياء الطلاب بأن تعطيل الدراسة سيكلفهم أموالاً إضافية على الدروس وتعويض ما فات أبناءهم من دروس.

إن إغلاق الدوائر الحكومية وإجبار الموظفين على عدم الدوام يعني تعطيل مصالح الناس ومعاملاتهم ، وبالتالي قد تسبب خسائر مالية أو ماشكل في مجالات عديدة.

إن غلق الطرق والشوارع منع من تنقل المواطنين والسيارات من مكان إلى آخر سواء لمراجعة دائرة أو مستشفى أو سوق أو أي نشاط آخر ، وبالتالي تعطل مصالح الناس بشكل غير مقبول إطلاقاً. وقد حدثت حوادث مؤسفة منها تلك السيدة التي احترقت سيارتها بعد سيرها على إطار محترق ، فاحترقت السيارة بسرعة، وفيها طفلة صغيرة، فيما تمكنت السيدة من إنقاذ نفسها وطفلها الآخر. وكذلك تلك السيدة المريضة التي كانت مع ذويها بطريقها إلى المستشفى في حالة طارئة. وبسبب إغلاق الطريق ، وتوقف حركة السيارات ، ففارقت الحياة لتأخرها عن الوصول إلى المستشفى وإنقاذها.

لذلك حرصت المرجعية على أهمية سير العملية التربوية ومصالح المواطنين. ففي خطبة جمعة كربلاء في 8 تشرين الثاني 2019 أشارت المرجعية إلى أهمية مراعاة حرية المواطن في مشاركته من عدمها في التظاهرات . فهذا يمثل حقه وحريته ، ولا يجبره أحد على فعل أمر لا يريده. فقالت (إن التظاهر السلمي حق لكل عراقي بالغ كامل، به يعبّر عن رأيه ويطالب بحقه، فمن شاء شارك فيه ومن لم يشأ لم يشارك، وليس لأحد أن يلزم غيره بما يرتئيه، ولا يليق أن تكون المشاركة أو عدم المشاركة مثاراً لتبادل الاتهامات بين المواطنين عند الاختلاف في الرأي، بل ينبغي أن يحترم كلٌ رأي الآخر ويعذره فيما يختاره).

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك