د. صلاح عبد الرزاق
عدم الاعتداء على القوات الأمنية
بهدف حماية المتظاهرين ، وممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي والتظاهر ، فقد حرصت المرجعية على توفير كل السبل في تحقيق هذا الهدف دون خوف من اعتداء أو غيره. لذلك كررت خطابها إلى الحكومة وإلى القوات الأمنية بضرورة الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.
- في خطبة جمعة كربلاء في 4 تشرين الأول 2019 حذرت المرجعية من استخدام القوة ضد المتظاهرين بقولها (نأمل أن يعي الجميع التداعيات الخطيرة لاستخدام العنف والعنف المضاد في الحركة الاحتجاجية الجارية فيتفادون ذلك في كل الأحوال).
- في خطبة جمعة كربلاء في 11 تشرين الأول 2019 نددت المرجعية ب (تصاعد أعمال العنف بصورة غير مسبوقة ، واستهداف أعداد متزايدة من المتظاهرين بإطلاق النار عليهم ).
- في خطبة جمعة كربلاء في 25 تشرين الأول 2019 ذكّرت المرجعية (القوات الأمنية بأن التظاهر السلمي بما لا يخلّ بالنظام العام حق كفله الدستور للمواطنين، فعليهم أن يوفّروا الحماية الكاملة للمتظاهرين في الساحات والشوارع المخصصة لحضورهم، ويتفادوا الانجرار إلى الاصطدام بهم، بل يتحلّوا بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل معهم، في الوقت الذي يؤدون فيه واجبهم في اطار تطبيق القانون وحفظ النظام العام بعدم السماح بالفوضى والتعدي على المنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة).
- في خطبة جمعة كربلاء في 1 تشرين الثاني 2019 أشارت المرجعية إلى (اصطدامات جديدة مؤلمة ومؤسفة بين الأحبة المتظاهرين والمعتصمين وبين رجال الأمن وغيرهم، وقد أسفرت عن سفك مزيدٍ من الدماء البريئة وتعرض أعداد كبيرة من الجانبين لإصابات مختلفة، وتزامن ذلك مع الاعتداء بالحرق والنهب على العديد من الممتلكات العامة والخاصة).
- ( انّ الدماء الزكية التي سالت خلال الأسابيع الماضية غالية علينا جميعاً ومن الضروري العمل على منع إراقة المزيد منها، وعدم السماح ابداً بانزلاق البلد الى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حلّ الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله).
- ( إنّ المرجعية الدينية تجدد التأكيد على موقفها المعروف من إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين وكل أنواع العنف غير المبرر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدّد على الجهات المعنية بعدم الزجّ بالقوات القتالية بأيّ من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلمية، خشية الانجرار إلى مزيد من العنف).
- في خطبة جمعة كربلاء في 8 تشرين الثاني 2019 ألقت المرجعية بمسؤولية المحافظة على المتظاهرين على القوات الأمنية بقولها (إنّ المحافظة على سلمية الاحتجاجات بمختلف أشكالها تحظى بأهمية كبيرة، والمسؤولية الكبرى في ذلك تقع على عاتق القوات الأمنية بأن يتجنبوا استخدام العنف ـ ولا سيما العنف المفرط ـ في التعامل مع المحتجين السلميين فانه مما لا مسوغ له ويؤدي الى عواقب وخيمة، وقد لوحظ أن معظم المشاركين في الاحتجاجات يراعون سلميتها ويتجنّبون عن التعرض للقوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة، فينبغي توجيه القلّة التي لا تزال تتعرض لها بالكفّ عن ذلك، ليبقى مشهد الاحتجاجات نقياً من كل ما يشينه).
- في خطبة جمعة كربلاء في 15 تشرين الثاني 2019 حذرت المرجعية المتظاهرين من الاعتداء على القوات الأمنية وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وعبرت عن ( ادانة الاعتداء على القوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة. ويجب ملاحقة ومحاسبة كل من تورّط في شيء من هذه الاعمال ـ المحرّمة شرعاً والمخالفة للقانون ـ وفق الاجراءات القضائية ولا يجوز التساهل في ذلك).
- من جانب آخر سعت المرجعية إلى تعديل الصورة التي رافقت نقدها للقوات الأمنية سابقاً ، وأنها لن تنسى ما قدموه سابقاً في مواجهة الارهاب ، أو دورهم في حفظ الأمن للمجتمع، وأنه لا يجب الانتقاص من القوات الأمنية في كل الأحوال ، وقالت ( إنّ اعزتنا في القوات المسلحة ومن التحق بهم في محاربة الارهاب الداعشي والدفاع عن العراق شعباً وأرضاً ومقدسات لهم فضل كبير على الجميع ولا سيما من هم مرابطون الى اليوم على الحدود وما يتبعها من المواقع الحساسة، فلا ينبغي أن ننسى فضلهم ولا يجوز أن يبلغ مسامعهم أي كلمة تنتقص من قدر تضحياتهم الجسيمة، بل اذا كان يتيسر اليوم اقامة المظاهرات والاعتصامات السلمية بعيداً عن أذى الارهابيين فإنما هو بفضل اولئك الرجال الأبطال، فلهم كل الاحترام والتقدير).
- في خطبة جمعة كربلاء في 6 كانون الأول 2019 دعت المرجعية إلى (إن مساندة القوات الأمنية واحترامها وتعزيز معنوياتها وتشجيعها على القيام بدورها في حفظ الأمن والاستقرار على الوجه المطلوب واجب الجميع، فإنه لا غنى عن هؤلاء الاعزة في تفادي الفوضى والإخلال بالنظام العام، وقد لاحظ الجميع ما حلّ ببعض المناطق لما لم تستطع القوات الأمنية القيام بما يتوقع منها في هذا الصدد).
- أشادت المرجعية بدور رجال العشائر الذي لبوا نداء المرجعية بتمييز صفوف المتظاهرين عن المندسين والمخربين ، وضرورة وقف العنف وعمليات حرق الأبنية والمحلات. فكانت عشائر الناصرية قد خرجت إلى الشوارع لفرض الأمن والنظام. الأمر الذي أدى إلى هدوء الأوضاع بعد أيام دامية، فقدمت المرجعية شكرها إليهم بقولها ( هبّ رجال العشائر الكرام فقاموا بدور مشهود في حماية السلم الاهلي ومنع الفوضى والخراب، فلهم كل الشكر والتقدير على ذلك، ولكن ينبغي العمل على أن ترجع الامور الى سياقها الطبيعي في جميع المناطق من تحمل القوى الأمنية الرسمية مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحكومية وممتلكات المواطنين من اعتداءات المخربين، مع التزامها بالتصرف بمهنية تامة في التعامل مع كل الاعمال الاحتجاجية لئلا تتكرر مآسي الاسابيع الماضية).
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha