التقارير

من الوعد المشؤوم (بلفور) الى صفقة القرن (ترامب)..المقدمات والدوافع السياسية. 


منتصر الجلي 

 

 

إلى القارئ الكريم إلى أخي المواطن العربي إلى فلسطين وألآمها، إلى الباحث عن الحقيقة إليك احرف التاريخ تبعث من مرقدها لتحكي لنا حقيقة الاستعمار الصهيوني للعربية والمنطقة وعلى رأسها فلسطين...

تلك فلسطين أرض الأنبياء ومهد الحضارات ومهبط الوحي ورسالات الله، في الحقيقة يظل التاريخ حلقة وصل بين الأحداث وقوالبها ومآسيها من هناك  من القبة الخضراء ، من النواة الأولى للشؤوم الذي دنّس فلسطين بوعد الاحتلال...

نعم ذلك هو وعد بلفور واليوم نحن أمام صفقة القرن يتسائل الجيل في ألفية العشرين عن هذا الوعد نصه ومقدماته ؟

وكيف جاء المحتل اليهودي الصهيوني للبقعة المباركة ليدنسها؟

جاءت الدوافع السياسية للوعد المشؤوم على فلسطين بماسمي بوعد" بلفور " فمن يستقرئ التاريخ يجد الاختلاف حول التفسير الحقيقي الذي جعل من وزير الخارجية  البريطاني "آرثر جيمس بلفور " من تشرين الثاني عام 1917 يطلق وعده الذي سمي بأسمه لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين " حيث اعتبر حينها بلفور تلك الوثيقة جات من جانب إنساني

في حين باحثون عرب رفضوا هذا التبرير مؤكدين أن بلفور لم يكن يفكر في مآساة اليهود بل رفض التدخل لدى الروس لمنع اضطهاد اليهود

في حين اعتبرت إسرائيل أن الوعد مكافأة للباحث "حاييم وايزمان " لخدمته بريطانيا باكتشافات علمية أثناء الحرب العالمية الأولى، أما "لويد جورج" رئيس الحكومة التي أصدرت الوعد فقد برره في كتابه " الحقيقة حول معاهدات الصلح " بعدة عوامل منها مايتعلق بسباق بريطاني مع ألمانيا حول كسب اليهود إلى جانبهم

في حين رأت بعض الصحف البريطانية حينها أنه على أساس إيجاد قاعدة صهيونية في فلسطين لحماية مصالح بريطانيا في المنطقة يضاف إلى ذلك الظروف والحقبة الزمنية التي مهدت من واقع المنطقة وتفكك الدولة العثمانية كذلك الحرب العالمية الثانية واللقاءت السرية التي عقدت بين الحكومة البريطانية وزعماء الحركة الصهيونية للوصول إلى اتفاق فلسطين لليهود

كذلك ابرز تلك الدوافع الاستراتيجية الاستعمارية في اتفاقيات سايكس بيكو ١٩٢٠ وسان ريمو ١٩١٦ التي قضت بتقسيم المنطقة العربية لتوجد كيانات ضعيفة هزيلة خاضعة للاستعمار الفرنسي والبريطاني آن ذاك

هي نفسها استراتيجية الاستعمار في ألفية العشرين التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الإسرائيلي خصوصا مع بدايات يناير الجاري الذي زادت حدة توترات المعركة بين الدول العربية الحرة والمناهضة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي في مواجهة هذا المشروع على كل الاتجاهات والأصعدة خصوصا بعد الفشل الذريع الذي لحق بالمنظومة الأمريكية العالمية سواء سياسيا أم اقتصاديا واهمها عسكريا إثر تعرض القواعد الأمريكية لضربات اليد الحيدرية الإيرانية والمليونية العراقية لطرد القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل استنادا لرأي الشعب الذي برز في المليونية الثانية وقرار البرلمان العراقي لخروج أمريكا بشكلها الكامل والعلني مع توحد البصر لدى شعوب المقاومة إلى نظرية واحدة هي طرد أمريكا من المنطقة وعلى سطح المواجهة مع العدو الأمريكي للأمة وتغطية للفشل الذريع الذي لحق بالرئيس الأمريكي المجرم ترامب ودنو الانتخابات الأمريكية وسعيه لتقديم خطوط عريضة للجمهوري الأمريكي يذهب الى الإعلان عن صفقة القرن التي هي بحد ذاتها ستؤول صفعة في وجه الإدارة الأمريكية

مع استبشار وتفاؤل كبير على قبح الكيان الإسرائيلي ممثلة برئيس حكومته المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو،  كذلك الدول المتواطئة للاحتلال والتي أضاعت القضية الفلسطينية منذ ١٠٠ عام ممثلة تلك الدويلات بالخليج العربي على رأسها المملكة العربية السعودية توجه وسياسة وتطبيع ومواقف ومسار موحد مع كيان الاحتلال دون خجل منه أمام الشعوب العربية كل ذلك ليضيع القضية الفلسطينية في تودد منه للأمريكي والإسرائيلي....

لا نقلل من خطورة صفقة القرن ولكن علينا أن ندرك أنها لم تأتي من صندوق الجانب الأمريكي والإسرائيلي فقط بل أتت أيضا من ألتقاء المصالح بين الدول الاستعمارية والدول الخاضعة من الجانب العربي التي قدمت كل الدعم والتسهيلات لتتم الصفقة على شكلها الجديد بدون حرج يذكر وأمام الخيبة الأمريكية خصوصا في ظل واقع يشهد ثورة شعبية وصحوة عربية إسلامية بقيادات محور المقاومة ممثلة بالجمهورية  الإسلامية الإيرانية التي اصبحت رقما صعبا على العدو وعملائه تجاوزه بسهولة كذلك العدوان على اليمن والصحوة الشعبية والتقدم الكبير لحركة أنصارالله اليمنية على التحالف العدواني على الشعب اليمني وتطور منظومته العسكرية بشقيها الصاروخي والدفاعي فقد باتت السعودية في مستنقع لا تحسد عليه لذا ترى صفقة القرن صفعة للمحور الكبير المناهض...

مع كل هذا المشهد الظاهر دهاليز الواقع والمتغيرات مليئة بالمفاجآت على مستوى المنطقة بعد توحد المعركة واحتدام قطبيها محور مناهض للمشروع الامريكي والمستعمر الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهما في المنطقة

( فل يرتقبوا إنا مرتقبون )

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك