علي الربيعي
نتائج الانتخابات البريطانية كانت احلى الأمَّرَيْن للمواطن البريطاني. اذ كان موضوع البركزت (BREXIT) هو مادة الانتخابات التي سيطرت على تفكير الناخب البريطاني لمن يعطي صوته، سواء المؤيد أو المعارض البركزت، والتي ركز عليها بذكاء حزب المحافظين في الوقت الذي لم يجعلها حزب العمال من أولويات دعايته الانتخابية بل ذهب أبعد أن ركز على الصحة وتأميم بعض المؤسسات الخاصة الحيوية وزيادة الضرائب وهي القشة التي قسمت ظهر البعير وجعلت من جريمي كوربن عبارة عن نسخة من رئيس حزب العمال اليساري الفكر مايكل فوت الذي فشل فشلا ذريعا في انتخابات 1983.
حزب العمال لم يستفيد من تجربة انتخابات 2017 ولم يلتفت الى الناخب الاسكتلندي الذي اعطى صوته لصالح حزب اسكتلندا الوطني SNP (الذي يعد حزب المحافظين بنسخته الاسكتلندية ). اذ استطاع الحزب الاسكتلندي الوطني من الزحف على دوائر انتخابية واخذها من حزب العمال بعد ان كانت اسكتلاند هي قلاع منيعة له (لحزب العمال).
المؤيد لحزب العمال ادرك ان جريمي كوربن جعله امام خيارات ووعود معلقة اسهلها لا يمكنه تنفيذها إذا وصل إلى السلطة لمحدودية الموارد المالية البريطانية ولعدم رغبة المواطن البريطاني ببعضها مثل زيادة الضرائب وتأميم بعض الصناعات. كذلك ادرك الناخب البريطاني ان جريمي كوربن هو غير بوريس جونسون (الذي انتخبه البريطانيون على مضض) اذ استطاع الاخير في حملته الإنتخابية العزف بجدارة على الوتر المعلق وهو الخروج من الإتحاد الأوربي الذي اشغلت قضيته حيزا من تفكير الشارع البريطاني على مدى ثلاث سنوات اذ كان النمو الاقتصادي البريطاني يحبو بوتيرة بطيئة. لذا كان موضوع حسم الخروج من الإتحاد الأوربي على يد المحافظين الأثر بقضم الأصوات المؤيدة للعمال ودفعها اما لصالح المحافظين وبالنهاية لبوريس جونسون أو لصالح حزب البركزت الذي قال زعيمه نايجل فراج لقد استطعنا حرمان حزب العمال من أصوات كانت مؤكدا تصب في صالح جريمي كوربن. وبذلك خسر العمال الانتخابات واستطاع المحافظين الخروج منها بأغلبية 63 صوتا في الوقت الذي كان يحتاج إلى أغلبية 28 صوتا فقط.
https://telegram.me/buratha