المراقب العراقي/ القسم السياسي...
في إطار التصعيد الذي تمارسه الإدارة الامريكية حيال التظاهرات في العراق، ومحاولاتها المستمرة لجرها الى صراع مفتوح، وسعيها الجاد الى تأزيم الموقف، واشعال فتيل الحرب، دخلت بريطانيا على خط الازمة بشكل مباشر، وتحدث سفيرها في العراق "ستيفن هيكي" عن دراسة بلده جميع الخيارات بعلاقته مع بغداد في حال استمرار ما اسماه بـ"العنف" على المتظاهرين.
وعلى الرغم من التصريح يأتي في وقت تشهد فيه ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات الجنوبية هدوءً نسبياً منذ عدة أيام، مع انخفاض واضح في المصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، الا ان التصريح تحدث عن ما اسماه بحالات "العنف" واستخدم لغة التهديد بقضية العلاقة مع بغداد، ويعطي ذلك دلالات على ان تلك الدول تهيئ لمشروع قد ينتهي باتخاذ موقف دولي وهو ما تجهد تلك الدول على تنفيذه لإضعاف العراق واجباره على الرضوخ لمخططاتها بحسب ما يراه مراقبون للشأن الساسي.
وبهذا الجانب يرى المحلل السياسي محمد الكحلاوي ان الجوكر الأمريكي هو اول من عمل على حرف التظاهرات التي انطلقت في بداياتها بمطالب مشروعة، وجاء ذلك الحراك بعد صفقة الصين والتعاون مع شركة سيمنز الألمانية.
وقال الكحلاوي في حديث خص به "المراقب العراقي" ان "دول الاستكبار تريد ان تبقي على العراق بوضعه الضعيف والمربك".
وأضاف ان " المرجعية الدينية عملت على تهدئة الأوضاع، وحالت دون جر التظاهرات الى ما تريده الجهات الخارجية".
ولفت الى ان "أمريكا وبريطانيا اججوا الراي العام العالمي ضد العراق في التسعينيات عندما روجوا الى وجود أسلحة دمار شامل ليبرروا احتلاله، واليوم ايضاً ادخلوا "جوكرهم" في التظاهرات لجرها الى معسكرهم وتازيم الوضع تأليب الراي العام الدولي".
وأشار الى ان "دول الاستكبار تريد ان ترجع العراق للمربع الأول، للسيطرة عليه واضعافه، الا ان العراقيين يدركون حجم هذا المخطط الذي يسعى الى تخريب البلد وتدميره".
من جانبه يرى المحلل السياسي حسين عباس ان بريطانيا وامريكا تريدان ان تجر ازمة التظاهرات الى صراع واقتتال داخلي، لكي يتم الاستفادة منه على صعيد بقاء مصالحهم وكذلك الإبقاء على القوات الامريكية في العراق.
وقال عباس في تصريح خص به "المراقب العراقي" ان "الدول الكبرى لا تريد الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وتسعى للإبقاء على حالة الفوضى والخراب فيها، اذ انها لم تمهل العراق سوى بضعة أشهر بعد هزيمة داعش حتى فتحت سيناريو ازمة التظاهرات".
وأضاف ان " التظاهرات المطلبية حق مشروع، ودعوات المتظاهرين بمحاربة الفساد وإصلاح النظام السياسي لا غبار عليها، لكن اللوبي الأمريكي والصهيوني والبريطاني يريد ان يصعد على تلك المطالب المشروعة، ويستغلها لإعادة هيمنته على البلاد".
وأشار الى ان "الوعي الجماهيري والالتفاف حول المرجعية، سيبطل جميع المخططات الهدامة الساعية الى خراب البلاد".
يشار الى ان عدد من المراقبين كانوا قد حذروا من سعي واشنطن لإرجاع العراق تحت البند السابع، في ظل تواصل زجها للمندسين في صفوف التظاهرات ومحاولاتها لاستمرار الازمة وخلق الاقتتال الداخلي.
https://telegram.me/buratha