التقارير

الدستور الدائم وانتصار ارادة العراقيين

2066 2018-10-15

عادل الجبوري

   في مثل هذا اليوم، وقبل ثلاثة عشر عاما، توجه ملايين العراقيين الى صناديق الاقتراع للادلاء برأيهم حول مشروع الدستور العراقي الدائم، ليقول الغالبية العظمى منهم "نعم".

   وكانت دلالات ومعاني تلك الـ"نعم" كبيرة، فقد اشرت بكل وضوح الى ان العراقيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم تواقين الى دولة المؤسسات، والى بناء نظام سياسي تعددي قائم على اساس الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، بعد عقود من الظلم والاستبداد والقسوة والقمع والتسلط والعنف بأبشع وافضع صوره واشكاله.

   واشرت تلك الـ"نعم" الى ان حكم الحزب الواحد، وحكم العائلة والعشيرة والفرد ولى الى غير رجعة، ولم يعد هناك شيء اسمه القائد الرمز او القائد الضرورة، وما الى ذلك من المصطلحات والتعابير التي لم يعد اي عراقي يطيق سماعها او التعاطى معها.

   واشرت تلك الـ"نعم" الى حقيقة ان ارادة الخير هي التي تنتصر وتسود في النهاية على ارادة الشر، وانه لايصح في نهاية المطاف الا الصحيح.

   لقد خرج الملايين من العراقيين في صبيحة الخامس عشر من شهر تشرين الاول-اكتوبر من عام 2005، وكان الارهاب في ذروته يضرب مختلف مفاصل الحياة العراقية، وكانت الاوضاع السياسية ارتباطا بالاوضاع الامنية تمتاز بالاضطراب والفوضى، وكان ذلك الخروج المليوني قد مثل بحد ذاته رسالة عميقة في مدلولاتها.

   وكانت تلك رسالة التحدي ومواجهة كل الاجندات والمشاريع التخريبية والتدميرية، والمحاولات والمساعي المحمومة التي اريد من ورائها اعادة عجلة الزمن الى الوراء، اي الى ما قبل التاسع من نيسان-ابريل 2003، وقد نجح العراقيون بمجابهة كل التحديات والمخاطر والاجندات والمشاريع التخريبية والتدميرية، وقطعوا اشواطا طويلة في مشروع بناء دولتهم، ولعل التصويت على مشروع الدستور الدائم كان الخطوة-المهمة- ان لم تكن الاولى-في هذا الطريق.

   واليوم وبعد مرور ثلاثة عشر عاما، وحصول متغيرات وتحولات سياسية وامنية واقتصادية على قدر كبيرة من الاهمية بفضل تضحيات وشجاعة واخلاص الناس الخيرين والشرفاء من ابناء هذا الوطن بمختلف عناوينهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم، فأن المحافظة على ما تحقق، ومواصلة الطريق نحو الامام يتطلب مزيدا من الاندكاك في المشروع الوطني، ويتطلب احترام الدستور الذي يمثل ارادة العراقيين، والتقيد والالتزام به، مع اهمية المراجعة المستمرة له وتعديل ما يتطلب تعديله وفق السياقات الدستور المقرة فيه، وعلى ضوء ارادة ورضى الشعب العراقي.

  ان نقطة القوة الرئيسية في المشروع الوطني هي الدستور الدائم، وان هذا الاخير يعد بمثابة العمود الفقري لجسد النظام السياسي الديمقراطي في العراق.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك