منذ أشهر والموصليون مترددون بشأن بقاء ذوي تنظيم داعش الارهابي من طردهم، عائلات كاملة ما زالت تسكن في الموصل، ابناءها منضوين داخل التنظيم وكانوا من اعتى العناصر المحليين بطشا في سكان المدينة.
تحررت الموصل بعد حكم لداعش الارهابي بالحديد والنار دام نحو ثلاث سنوات، أعدم فيه التنظيم الالاف وعاقب غيرهم بسبب مخالفة الناس لشريعة التنظيم التي يدعي الأخير تطبيقها وفق الديانة الاسلامية.
هجر المسيحيون وسبي الايزديون وقتل الشيعة ولقى السنة أشد انواع البطش، فكان الكثير من الموصليين يرون ان العدالة القانونية هي التي يجب ان تسود للانتقام من التنظيم.
ورغم ان لا أحكام صدرت تجاه السكان من ذوي داعش في الموصل بالترحيل بخلاف بلدة القيارة الواقعة جنوب الموصل التي طردتهم في وقت سابق من صيف العام الجاري، لكن هجمات نفذت فجر اليوم الاربعاء، طالت منازل لعناصر التنظيم في عدة أحياء فقيرة جنوب شرقي الموصل.
وجنوب شرق الموصل منطقة كبيرة تضم احياء سومر والوحدة والانتصار والتحرير ومناطق اخرى تعتبر معقلا بارزا لمتشددي التنظيم والتنظيمات الارهابية الاخرى منذ 2004 عندما شهدت الموصل ظهور تلك التنظيمات.
مسؤول امني في قيادة شرطة الموصل أبلغ "الغد برس" وقوع نحو عشرة هجمات حتى اليوم بدأت منذ الأمس على منازل تعود للتنظيم، حيث رمى عناصر مجهولون القنابل على المنازل التي يسكنها ذوي الارهابيين.
وقال المسؤول إن "الشرطة ترى وجوب محاسبة الارهابيين وذويهم وفق القانون وليس وفق قيام مجهولين بمحاسبتهم لان الشرطة ترى أن من يدير هذه الامور هي السلطات الامنية والقضائية وفي حال انتشار هذه الحالة فأن الفوضى ستسود الموصل وستعود الى نفس الاوضاع التي كانت تعيشها في أيام “داعش” والقاعدة وغيرهما".
وأضاف أن "قيادة العمليات والشرطة اتفقتا على أن يتم التعامل مع الامر واعتقال اي اشخاص يثيرون القلاقل في المدينة"، مؤكدا "لا أحد يريد ان تحدث فوضى هنا".
وقال الناشط الموصلي خليل العلاف لـ"الغد برس" إن "اهل الموصل تغيرت نظرتهم، في السابق كانوا لا يتدخلون في اي شيء خصوصا القضايا الأمنية ولكنهم اليوم باتوا اكثر تعصبا من قبل".
وأضاف العلاف، أن "اغلب عوائل داعش هم ليسوا من الموصليين الاصليين وإنما اشخاص قدموا من أطراف المدينة وعموم نينوى، وهذا ما يفسر عدم خوفهم على الموصل او ما يجري فيها فهم اصلا ليسوا منها".
وأكد مصدر مسؤول في الحكومة المحلية لـ"الغد برس"، على أن "مصادر ابلغتهم بأن المنفذين لتلك العمليات على ارتباط بجماعة "م" التي تعني مقاومة، حيث أنها بالرغم من أنها لم تكن موجودة منذ تحرير الموصل لكن المصادر أشارت إلى علاقتهم بذلك".
وتابع أن "جماعة "م" ترتبط بشكل او بآخر بمحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي رغم عدم اعلانهم عن ذلك، واكتفت بالقول إنها نفذت عدة عمليات في الموصل خلال سيطرة داعش ونشرت بعض الصور لكتابات على الجدران، لكن عند تحرير المدينة اختفت تلك الجماعة".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات لكن مصادر طبية اشارت الى وصول نحو 13 مصابا بينهم نساء بعضهم مصابين بالخوف من تلك الهجمات.
https://telegram.me/buratha