تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى نتائج العمليات العسكرية ضد "داعش" في سوريا والعراق، مشيرة إلى تراجع التنظيم على الجبهتين.
جاء في مقال الصحيفة:
تمكنت القوات العراقية من تحقيق انعطاف جذري في معارك تحرير الموصل، حيث فرضت سيطرتها على منطقة وادي الحجر الواقعة غرب المدينة. كما أعلنت قناة السومرية أن أبا بكر البغدادي توجه بنداء إلى أنصاره، اعترف فيه بهزيمة التنظيم في العراق؛ داعيا مسلحيه إلى أن يكونوا جاهزين للانسحاب. ومن المحتمل جدا أن ينسحبوا باتجاه سوريا لخوض آخر معركة لهم ضد التحالف الدولي. علما أنهم حتى على الجبهة السورية تعرضوا لهزيمة نكراء على يد القوات الحكومية السورية، التي تمكنت من تحرير قسم كبير من مدينة تدمر.
القوات العراقية فرضت سيطرتها يوم أمس، 01/03/2017، على منطقة وادي الحجر الواقعة جنوب-غرب المدينة في الجانب الأيمن لنهر دجلة. كما أعلنت قيادة القوات العراقية عن فرض سيطرتها الكاملة على طريق باب الشام، الذي يربط الموصل بتلعفر ويفضي منها إلى سوريا. وبحسب الخبراء العسكريين، حققت القوات العراقية انعطافا جذريا في عملية تحرير الموصل، التي انطلقت يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ويذكر أن القوات العراقية أنجزت بنجاح المرحلة الأولى من عملية تحرير الموصل في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وبدأت في 19 فبراير/شباط الماضي المرحلة الثانية من العملية، التي تشمل تحرير الجانب الأيمن للمدينة، حيث تمكنت في الوقت الحاضر من فرض سيطرتها على حي المأمون وتل الريان ووادي الحجر.
وبحسب قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، فقد أصبحت منظومة التحصينات الدفاعية، التي أنشأها "داعش"، على وشك الانهيار التام، وأن "المسلحين وقادتهم يغادرون المدينة على عجل وهم في حالة الصدمة".
أما قائد القوات التحالف الدولي في سوريا والعراق الجنرال ستيفن تاونسند، فيقول إن زهاء 2000 مسلح لا يزالون في غرب المدينة يبدون مقاومة ونحن "ننتظر معارك عنيفة".
ولكن من النظر إلى كيفية انهيار تحصينات "داعش"، يظهر أن القيادة فقدت سيطرتها على الوضع في غرب الموصل. وليس واضحا تماما مصير زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي رغم أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أكد في حديث إلى التلفزيون الفرنسي، قائلا: "لقد قضينا على غالبية مساعديه. وعمليا لم يبق لديه أحد يمكنه الوثوق به. لذلك يحاول البقاء في الظل وهو عمليا لا يتصل بالمسلحين". في المقابل، أعلنت قناة السومرية، استنادا إلى مصدر في الأجهزة الأمنية العراقية، أن البغدادي جرح خلال الغارات الجوية على مدينة القائم في محافظة الأنبار، حيث كان يجتمع بالقادة الميدانيين.
وعادت "السومرية" لتعلن، يوم الأربعاء 1 مارس/آذار، أنه استنادا إلى مصادرها الخاصة، وجه البغدادي نداء إلى أنصاره يعترف فيه بهزيمة التنظيم في العراق ويدعوهم إلى التخفي في المناطق الوعرة. واقترح على المسلحين ذوي الأصول غير العربية العودة إلى بلدانهم أو الانتحار وسط تجمعات القوات العراقية.
يقول الباحث في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف: "بعد فقدان الموصل، عمليا لن يبقى للتنظيم نقاط ارتكاز في العراق. لذلك يبقى المخرج الوحيد لمسلحيه هو التوجه نحو عاصمة "دولة الخلافة" المزعومة في سوريا. وهناك في ضواحي مدينة الرقة سيخوضون آخر معركة لهم ضد قوات التحالف الدولي". وبحسب رأيه، فقد "بينت الأحداث الأخيرة في العراق وسوريا أن مسلحي "دولة الإسلامية" يقاتلون باستماتة. لذلك فإن احتضار التنظيم قد يستمر عدة أشهر"
https://telegram.me/buratha