وجه الكاتب والمؤرخ البريطاني الشهير مارك كرتيس، الثلاثاء،انتقادات لاذعة على سياسة السعودية الداعمة للعصابات الاجرامية في منطقة الشرق الاوسط، وحربها الغاشمة على اليمن، فيما وصف تلك السياسة بـ”الغبية”.
واشار كرتيس في تصريح صحفي الى جرائم بني سعود المستمرة في اليمن قال، ان “الحكام السعوديين الاغبياء قد بلغوا حد الجنون في حربهم مع اليمن”، مشيرا الى ان “الوسائل الاعلام الغربية والعربية تعكس الحالة بشكل غريب وتلتزم الصمت على إجرام بني سعود وعبثهم في منطقة الشرق الأوسط الذي بلغ حد الدمار بأحراقهم الأخضر واليابس”، واصفا “سياسة الكيان السعودي بالغبية”.
يشار الى ان وكالة “بلومبورغ” الأمريكية قد نشرت في وقت سابق، تقريرها السنوي تحت عنوان “دليل المتشائم” كشفت فيه عن حجم فزع المراقبين السعوديين الكبير ورسمهم صورة اقتصادية كارثية قاتمة للسعودية جراء استمرار حربها العدوانية على اليمن، مبينة أنها ستكبدها فاتورة باهظة التكاليف وتقود الرياض الى مربع ازمات اقتصادية خانقة، وفرار المستثمرين والأمراء من المملكة وسط تعاظم كبير لمظاهر السخط الشعبي لدى المواطنين السعوديين جراء تدهور مستويات المعيشة في بلد الذهب الأسود وحتى خصخصة مؤسسات قطاع النفط، ومنها شركة “أرامكو” ورفع الضرائب وتخفيض قيمة العملة الوطنية؛ لن تمكنها من مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية الحادة بسبب تكاليف الحرب على اليمن الباهضة.
خبراء اقتصاديون وعسكريون غربيون يرون في الأرتفاع الكبير لتكلفة الحرب السعودية على اليمن والفشل الميداني من أهم عوامل زعزعة الحالة النفسية لحكام الرياض والأستقرار في مملكة الرمال، مشيرين الى أن تكلفة العدوان على اليمن والذي على وشك أن ينهي عامه الثاني وراح ضحيته عشرات آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، تجاوزت الترليون و500 مليار دولار.
الخبراء استندوا في تحليلهم هذا على تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية وبعد ستة أشهر من العدوان، قالت فيه أن 725 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب، أنفقها الكيان السعودي لقتل أطفال ونساء اليمن، وتدمير بناهم التحتية خلال أشهر قليلة، وربما مثلها أو أكثر لقتل السوريين وتدمير بلادهم على مدى ما يقرب من خمس سنوات، متسائلين: إذا ما هي التكلفة الحقيقية لهذه الحرب غير المبررة على الميزانية السعودية بعد حوالي 23 شهراً، بعد الخسائر التي تحملها تحالفهم في العدة والعتاد حيث تم تدمير سبع فرقاطات وإسقاط عدة طائرات حربية سعودية واماراتية وسودانية ومصرية ومغربية، ومقتل أكثر من (10) آلاف عسكري سعودي من الجيش والحرس الوطني الى جانب الآلاف من القوات الاماراتية والسودانية والمرتزقة الأفارقة الذين تتسابق الرياض وأبوظبي على جذبهم للقتال في اليمن ؟!.
“فورين بوليسي” اشارت في تقريرها الى بعض التفاصيل الدقيقة، إذ تحدثت عن تكاليف بارجتين حربيتين أميركيتين تتبعهما ست فرقاطات مرافقة، موضحة أن إجمالي تكاليف البارجتين مع توابعهما بلغ المليارات؛ وتكاليف نفقات قمرين صناعيين للأغراض العسكرية، بلغ مليار و800 مليون دولار؛ وتكلفة طائرة الأواكس 250 ألف دولار في الساعة، أي 6 ملايين دولار يومياً، ما يعادل 180 مليون دولار شهرياً، أي مليار و80 مليون دولار، ثم تنفيذ الطيران السعودي مايقرب من 35 ألف غارة بواسطة 150 طائرة، ألقت خلالها 140 ألف صاروخ على أهداف معظمها مدنية وآهلة بالسكان بإجمالي 46 مليار دولار، وصفقات الأسلحة السعودية من أمريكا بأكثر من 150 مليار دولار بعد خسارتها لأكثر من 300 دبابة كل ذلك خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب على اليمن.
https://telegram.me/buratha