هل يعيد التاريخ نفسه مجدداً وهل سيعود الاتحاد الوطني الكردستاني الى سابق عهده واتفاقه الاستراتيجي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ام انه سيقوم بدوره المفترض في مسك العصا من النصف والابقاء على علاقاته وتحالفه الاخير مع حركة التغيير، كاساس لاية اصلاحات او مساعٍ لتطبيع الاوضاع السياسية، هذا التساؤل وغيره بات حديث الاوساط السياسية والنخب والمراقبين في الاقليم، بعد المأزق الحقيقي والعقبات التي تواجه الجولة الجديدة من المباحثات بين الاطراف الكردستانية التي توقفت قبل اكثر من عام .
فبات يأتي في مقدمتها تراجع الحزب الديمقراطي عن استعداده للتخلي عن منصب رئيس الاقليم، واصراره على استبدال رئيس البرلمان قبيل البدء بتفعيل مبادرة بارزاني التي اعتمدت كأساس لتطبيع الاوضاع السياسية.
الاتحاد الوطني الكردستاني تمكن وبعد مخاض عسير من رفض الاغراءات التي قدمها له الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يستغل الخلافات بين جناحي الاتحاد لارغامه على القبول بشروطه للحل السياسي، والتي يمكن ان تعيد نظام المناصفة في تقاسم المناصب بين الحزبين اذا ما تم اعتماده، فضلاً عن انه قد يصل الى حد التفرد بادارة شؤون الاقليم، اذا ما تمسكت الاطراف الاخرى بشروطها التي تتضمن عدم التجديد لرئيس الاقليم الحالي مسعود بارزاني كرئيس للاقليم.
مراقبون عدوا في تصريحات للصباح الجديد الاتحاد الوطني ببيضة القبان وان بامكانه جمع جميع الاطراف من دون استثناء على طاولة الحوار اذا ما تمسك بموقفه الرافض للتفرد والهيمنة واقصاء الشركاء في العملية السياسية، مؤكدين ان الكرة الان في ملعب الاتحاد الوطني فهل سيلعبها باتجاه الديمقراطي الكردستاني شريكه السابق والحالي وغريمه التقليدي الحزب الديمقراطي الكردستاني، ام نحو خصمه السابق وحليفه الحالي حركة التغيير.
القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني فريد اسسرد اعلن في تصريح ان الاتحاد الوطني سيعقد قبل نهاية الاسبوع الجاري اجتماعاً مهمًا لمكتبه السياسي والمجلس القيادي لتحديد موقفه من المقترحات التي تلقاها من الحزب الديمقراطي، مؤكدًا ان الاتحاد انهى الجدل الذي كان قائماً حول طبيعة علاقته ومدى استعداده للاتفاق مع الديمقراطي او التغيير على حساب الطرف الاخر.
اسسرد اضاف ان الغالبية العظمى من قيادات وملاكات الاتحاد ترفض وبشدة توقيع اية اتفاقات مع الديمقراطي يكون على حساب الغاء دور ومكانة الاحزاب الاخرى وتحديداً حركة التغيير، واضاف ان المكتب السياسي سيقرر خلال اجتماعه المرتقب موقفه النهائي من شكل وآلية معالجة المشكلات السياسية والاقتصادية في الاقليم، كما سيناقش موقف الاتحاد تجاه العلاقة بين اربيل وبغداد والسبل الكفيلة بمعالجة المسائل العالقة.
في غضون ذلك وبينما اكد المتحدث باسم حركة التغيير شورش حاجي ان الحركة لن تقبل مجدداً تحت اية ظروف بعودة بارزاني لرئاسة الاقليم، نظرًا لاستكمال فترة ولايته الاولى والثانية وتجديدها لاكثر من مرة، اعلن رئيس برلمان كردستان يوسف محمد ان جميع المؤشرات تدل على الابقاء واستمرار الانقلاب الذي قام به الحزب الديمقراطي على الشرعية في الاقليم، لافتاً الى ان الديمقراطي تراجع عن وعوده بتغيير الرئاسات الثلاث في الاقليم.
محمد اضاف خلال لقائه بنائب السفير الالماني في العراق اوليفر شناكنبيرك في السليمانية ان الازمات السياسية والاقتصادية في الاقليم تحتاج الى معالجات جذرية غير ترقيعية، معلنة موافقة حركة التغيير على تغيير الرئاسات الثلاث في الاقليم، الا انه تدارك « المعطيات تشير الى ان الحل يسير باتجاه استمرار الانقلاب على برلمان الاقليم وليس الذهاب نحو تغيير الرئاسات الثلاث بحزمة واحدة.
وكانت مصادر مطلعة على سير جولتي المباحثات التي جرت بين الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني ان الديمقراطي طرح عدة سناريوهات على الاتحاد الوطني لاعادة تفعيل عمل برلمان الاقليم المعطل منذ نحو عام ونصف العام، ليختار احدها والتي تتضمن اعادة عمل البرلمان مع تغيير هيئة رئاسته او استبدال منصب رئيس البرلمان ونائب رئيس حكومة الاقليم بين الاتحاد والتغيير او ان تحتفظ حركة التغيير بمنصب رئيس البرلمان على ان تغير رئيسه بشخص آخر.
واضافت ان الحزب الديمقراطي قالها صراحة لاعضاء الوفد التفاوضي للاتحاد الوطني بانه يرغب باعادة توقيع الاتفاق الاستراتيجي السابق مع الاتحاد الوطني وفقاً للمعطيات الراهنة، بما يحفظ مكانة ودور الاتحاد وثقله في مؤسسات الاقليم، بدوره قال اعضاء الوفد التفاوضي للاتحاد انهم سيتدارسون ال سيردون على بعد اجتماع المكتب السياسي الذي سيعقد قبيل نهاية الاسبوع الجاري في السليمانية، والذي سيترأسه النائب الاول للامين العام كوسرت رسول علي ويغيب عنه النائب الثاني برهم صالح، نظراً لتعمق الخلافات بين جناح مركز القرار الذي اسسه وجناح عضو المكتب السياسي السيدة هيرو ابراهيم احمد عقيلة الرئيس جلال طالباني.
https://telegram.me/buratha