مصادر كردية أكدت أن عشرات العائلات في مدينة عين العرب (كوباني)، والتي تعرضت لدمار كبير جراء هجوم شنه تنظيم "داعش" على المدينة عام 2014، اعتنقوا الديانة المسيحية وبدأوا يستعدون لإعادة إحياء الكنائس التي طالها الدمار، وبينها كنائس أرمنية.
المصادر ذاتها أكدت أيضاً أن معظم العائلات التي اعتنقت الديانة المسيحية بدأ أفرادها يمارسون الطقوس الدينية في منازلهم بسبب عدم وجود كنائس جاهزة في المدينة. وأوضح المصدر أنّ هذا الانتقال قوبل بانتقادات بسيطة من قبل رجال الدين الإسلامي في المدينة، والذين أبدوا مرونة كبيرة في التعامل مع الأمر، وفق المصادر، في وقت تجاهلت فيه القيادة السياسية الكردية هذه التحولات بشكل كامل.
ولم يقتصر الأمر على مدينة عين العرب، بل وصل أيضاً إلى مدينة عفرين الكردية التي تشهد نشاطاً كبيراً للحملات التبشيرية البروتستانتية.
الكاتب الكردي مصطفى عبدي أشار في مقال نشره في أحد المواقع الكردية إلى أن حملات تبشيرية بروتستانتية استهدفت مراكز الإيواء التي نزحت إليها العائلات من كوباني إبان هجوم تنظيم "داعش".
ونقل الكاتب الكردي في مقالته عن قائد لإحدى الحملات، ويدعى "آكيد آكاي" بأن عمله "نابع من وحي الكتاب المقدس حينما أرشدنا اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها"، موضحاً بأنه "مرسل من الكنيسة البروتستانية وهو يتكلم الكردية بطلاقة، إلى جانب العربية والتركية، ويقول إنه من أصول كردية وعائلته مسلمة، ولكنه وجد في يسوع الخلاص فاعتنق المسيحية منذ الصغر وعاش في الكنيسة في أزمير فيما أهله بقوا في سوريا".
بدوره، ذكر مصدر سوري كرديأن معظم هذه الحملات تقودها كنائس بروتستانتية أميركية، وهي تلقى ترحيباً كبيراً من الأهالي ومن القيادة الكردية في "الإدارة الذاتية" نظراً للجانب الإغاثي الذي تقدمه للأهالي.
وتضاربت الآراء في الشارع الكردي حول السبب الرئيسي لهذه الظاهرة، ففي وقت رأى فيه البعض أن السبب يعود إلى "ردة فعل الأهالي على سلوك تنظيم داعش"، ذكر آخرون أن نشاط الحملات التبشيرية كان له الأثر الأكبر. وذكرت بعض المصادر أن معظم الأشخاص الذين اعتنقوا الديانة المسيحية هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاماً.
وفي ظل صعوبة إجراء إحصاء دقيق لعدد العائلات والأشخاص الذين انتقلوا من الديانة الإسلامية إلى الديانة المسيحية، يبقى تحديد أثر هذه الظاهرة على النسب الدينية للأكراد أمراً صعباً، خصوصاً أن هذه الحملات لم تستهدف المسلمين فقط بل استهدفت الأكراد من مختلف الأديان والطوائف غير المسيحية، منها على سبيل المثال الإيزيديين، سواء في سوريا أو في شمال العراق، حسبما أكدت مصادر كردية.
يشار إلى أنه تم افتتاح مكتبة إنجيلية في مدينة عين العرب (كوباني) مطلع العام الحالي، وتضم المكتبة نحو 500 نسخة من الكتاب المقدس بمختلف اللغات، العربية والكردية والتركية.
https://telegram.me/buratha