في الوقت الذي يقدم ابطال الحشد الشعبي ارواحهم ثمنا لتحرير حرائر العراق وارض العراق ومقدساته ، من عصابات “داعش” ، نرى وللاسف الشديد ، بعض الاشخاص المحسوبين على الدولة العراقية ، يتهجمون وبشكل سافر على الحشد ، في محاولة يائسة لانقاذ رفاقهم “الدواعش” ، المحاصرين في الموصل وتلعفر.
جميع وكالات الانباء والفضائيات العالمية نقلت خبر الانتصار الذي حققته قوات الحشد الشعبي ، والمتمثل باحكام الطوق على “الدواعش” في الموصل ، والاقتراب من بلدة تلعفر الواقعة على الطريق بين الموصل والرقة المدينتين الرئيسيتين اللتين مازالت “داعش” تسيطر عليهما في العراق وسوريا.
السيطرة على تلعفر ، الواقعة على بعد 60 كيلومترا غربي الموصل ، يعني قطع كل الاتصالات وخطوط الامداد ل”داعش” بين الموصل والرقة ، الامر الذي سيسهل عملية تحرير الموصل ، وكذلك تحرير الرقة ، والاهم من كل ذلك تحرير اهل تلعفر الذين ذاقوا الامرين على يد العصابات “الداعشية”.
الملفت ان هناك طابورا “داعشيا” داخل الدولة العراقية ، ما انفكت عناصره تنتقد كل تحرك عراقي ، من الجيش او قوات الامن او الشرطة العراقية او البيشمركة او الحشد الشعبي ، لتحرير الارض من “الدواعش” ، وتشن حروبا نفسية وبمساعدة وسائل اعلام خليجية وتركية ، عبر اشاعة اخبار عارية عن الصحة ، مثل وقوع انتهاكات من قبل القوات المسلحة العراقية ضد الاهالي ، او محاولات تغيير الديمغرافية الخاصة بالمناطق المحررة ، بينما لاذت هذه الاصوات المنكرة بصمت المقابر خلال العامين الماضين ، عندما كانت “داعش” تنتهك كل الحرمات وبشكل بشع في هذه المناطق.
من بين “دواعش” السياسة المندسين في هيكلية الدولة العراقية ، المدعو نور الدين قبلان ، نائب رئيس مجلس محافظة نينوى عن تلعفر ، قبلان هذا حصر مهمته هذه الايام في التشويش على انتصارات الحشد الشعبي ، انتقاما للهزائم التي تكبدتها “داعش” ، منذ انطلاق عمليات “قادمون يا نينوى” ، حيث اصبح ضيف وكالات الانباء والفضائيات ، ليعلن عبر منابرها ، عن وجود تهديدات من قبل الحشد الشعبي ضد اهالي تلعفر ، ويؤكد وبصريح العبارة ان اهالي تلعفر يفضلون “داعش” على الحشد الشعبي.
قبلان وفي تصريح لوكالة رويترز للانباء يوم الاربعاء 23 تشرين الثاني / نفمبر ، اعلن ان عشرات الآلاف من المدنيين من تلعفر فروا منها مع اقتراب مقاتلي الحشد الشعبي، وان بعضهم يتوجه إلى مناطق أبعد واقعة تحت سيطرة “داعش” في سوريا !!.
ولم يفت قبلان الاشارة الى “السلوك الانساني لداعش”!! ، الذي بدأ مساء يوم الأحد 20 تشرين الثاني / نوفمبر ، السماح للاهالي بالمغادرة ، بعد أن قام الحشد الشعبي بقصف مناطق من تلعفر ردا على إطلاق قذائف مورتر من قبل “داعش” على مواقع وحدات الحشد الشعبي في المطار جنوبي المدينة!.
بات واضحا ان الطابور الذي يمثله قبلان هو طابور تركي “داعشي” مزدوج ، فمواقف وتصريحات امثال قبلان من السياسيين العراقيين “الدواعش” ، هي اجترار لما يقوله الرئيس التركي اردوغان “سلطان الدواعش” ، ازاء ما يجري في الموصل وتحديدا في تلعفر ، فهذه المواقف تعكس روحا طائفية ، فالعراقيون يعلمون جيدا ان نسبة كبيرة من اهالي تلعفر كانوا من الشيعة التركمان ، الذين فروا من تلعفر بعد دخول “داعش” اليها ، بينما لم يرتد جفن لاردوغان ازاء التطهير العراقي والطائفي الذي مارسته “داعش” في تلعفر ، ولم يتذكر قرابته من التركمان الشيعة ، كما يتذكر اليوم هذه القرابة من التركمان السنة!!، ولم يهدد قط ومنذ اكثر من عامين بالتدخل في تلعفر وانقاذ اهلها السنة من “داعش” ، كما يهدد اليوم بالتدخل اذا ما دخل الحشد الشعبي العراقي تلعفر.
الغريب ان امثال قبلان ، الذين يعتقدون ان العراقيين سذج الى درجة سيصدقون كل ما يقوله عن نزوح الالاف من تلعفر هربا من الحشد الشعبي صوب “الدواعش” ، فالعراقيون يعرفون جيدا استنادا الى تقارير الأمم المتحدة والفضائيات المحايدة وشهود العيان ، ان أكثر من 68 الفا من النازحين من المناطق المحيطة بالموصل انتقلوا إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية ومن بينها قوات الحشد الشعبي ، بعد أن تركوا قراهم وبلداتهم.
العراقيون يعرفون ايضا ، على ضوء تلك المصادر وشهود العيان من اهالي المناطق التي تشهد قاتلا بين عصابات “داعش” والقوات العراقية ، ان آلاف الأشخاص من اهالي تلك المناطق هم الان رهائن بيد “داعش” تستغلهم كدروع بشرية.
بالاضافة الى ذلك نقلت وكالات انباء عالمية ومنها رويترز نقلا عن سكان وجماعات وصفتها بالحقوقية ، ان “داعش” قامت في بعض الحالات بفصل الرجال الذين هم في عمر يسمح لهم بالقتال عن تلك المجموعات من الناس ثم قتلتهم دون محاكمة.
امام هذه الحقائق الدامغة التي تنقلها وكالات الانباء والفضائيات عما يجري اليوم في الموصل من فظائع على يد “داعش” ، نرى امثال قبلان ، من المندسين في هيكلية الدولة ، يقلبون الحقائق راسا على عقب لمصلحة “داعش” ، وانتقاما من الحشد الشعبي.
الكوارث التي تحل بالعراق والعراقيين لايمكن ربطها بمسلحي “داعش” فقط ، بل بسياسي “داعش” ، فالمجموعة الاولى معروفة للشعب العراقي ويمكن رصدها والتعامل معها بشكل شفاف وواضح ، بينما المجموعة الثانية ، مندسة في الدولة ، بسبب نظام المحاصصة الطائفية ، ولولاها لما ظهر مسلحو”داعش” في المشهد العراقي ، لذا على الحكومة والبرلمان والنخب والاعلام العراقي ، ان يوضحوا للشعب خطورة “دواعش” السياسة ، والتعامل معهم بما تقتضيه المصلحة العراقية العليا ، دون اعتناء بالضجيج الاعلامي الطائفي ، كما على مجلس النواب ان يصادق فورا على قانون الحشد الشعبي ، ليكون ظهيرا امينا للجيش ، وحصنا حصينا للشعب ، على رغم انف الحاقدين والتكفيريين.
https://telegram.me/buratha