التقارير

’أطعم الفم تستحي العين’ شعار الحملات الانتخابية في الكويت

1934 2016-11-14

كل الطرق جائزة للحصول على مقعد في البرلمان الكويتي، فالمرشحون يبالغون في استضافة المواطنين في خيام فاخرة حيث تقدّم إليهم أجود أصناف الطعام والغلال والحلويات، حتى أصبحت أهم من البرنامج الانتخابي للمرشح والخطب الرنانة التي تفقد بريقها مباشرة بعد انتهاء التصويت؛ فالولائم أصبحت عادة انتخابية في الكويت دأب عليها السياسيون منذ سنوات.

لا يفكر المرشحون الكويتيون للانتخابات البرلمانية فيمن سيمنحونهم أصواتهم، في 26 نوفمبر الجاري، ببطون خاوية، إذ يحاول 454 مرشحا بينهم 15 امرأة في الدوائر الانتخابية الخمس، جذب الناخبين إلى تجمعات انتخابية جيدة التنظيم، عن طريق لوحات كبيرة تحمل وجوها باسمة وتنتشر في الشوارع، ومكبرات صوت تنطلق منها خطب نارية، وولائم فاخرة يدعى إليها الناخبون لكسب أصواتهم.

ومع اقتراب كل حملة انتخابية تطفو على السطح قضية المال السياسي، وهي ليست خصوصية كويتية، ولكنها ظاهرة عالمية تنتشر خاصة في العالم الثالث. الحملة الانتخابية على الطريقة الكويتية تنعش المطاعم في أنحاء البلاد طوال فترة ما قبل انتخابات البرلمان الجديد.

قال ناصر محمد وهو صاحب مطعم يتلقى في الوقت الحالي من مرشحين بمناطق مجاورة طلبيات كل ليلة، يتكون كل منها من ثلاث شطائر كبيرة من الشاورمة، يبلغ سعر القطعة 50 دينارا كويتيا (170 دولارا أميركيا) “بفضل موسم الانتخابات انخفض عدد الزبائن المباشرين، غير أن خدمة التوصيل الخارجي صارت عالية”.

وعلى غرار مناطق أخرى في الشرق الأوسط يلعب الطعام دورا رئيسيا في الحياة الاجتماعية بالكويت في إطار تقليد حسن الضيافة، ولذلك فمن شبه المستحيل أن تحضر حدثا ما يخلو من الطعام في أي يوم من الأيام. وتنوه جميع الدعوات للمشاركة في الاجتماعات الانتخابية إلى أن الطعام سيكون متاحا.

المرشحون القبليون يحرصون على إبلاغ الضيوف بأن اللحم المطبوخ هو لحم خراف محلية، لا لحم خراف مستوردة رخيصة. وكتبت إحدى الناشطات على صفحات التواصل الاجتماعي قائلة “الطعام هو جزء أساسي في هذه المناسبة الانتخابية، لكي يعود الناس إلى منازلهم سعداء ممتلئي البطون”.

وأضافت “اطعم الفم تستحي العين .. هي عبارة محلية تعني أنك إذا أطعمت شخصا سيخجل من أن يخذلك. كل المرشحين يريدون منك شيئا واحدا… أن تصوت لهم”. وخلال التجمعات الانتخابية تشاهد عمال المطاعم يحملون صواني عليها زجاجات مياه معدنية وأكواب الشاي والعصائر الطازجة، يطوفون بها على حشد يستمع إلى المرشح الذي يقوم بشرح رؤيته لمستقبل الكويت.

بعد ذلك يقصد المئات من الرجال والنساء إلى أقسام منفصلة في خيام مكيفة الهواء، حيث تكون بانتظارهم وليمة من أطباق لحم الأغنام (الإوزي) والأرز والسلطات والفواكه المستوردة والحلوى. يتكرر هذا المشهد في أنحاء الكويت، حيث تهدي أضواء المصابيح العملاقة الناس وسط ظلام الليل إلى الولائم التي تقام في الهواء الطلق.

ويصرّ المرشحون على أن الناس لا يأتون من أجل الطعام، وإنما للاستماع إلى المشاريع الانتخابية والتعرف على خطط مكافحة الفساد الإداري وإدخال الإصلاحات الاقتصادية التي تحتاجها البلاد.

وتشارك الآلاف من الكويتيات في الوقت الحالي في تلك الولائم الليلية إلى جانب الرجال. ويسمح لهن بالتصويت والترشح في هذه الانتخابات بعدما حصلن على هذا الحق في عام 2005.

صحيفة "العرب" نُشر في 2016/11/12 العدد: 10453 ص 20

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك