التقارير

القوّات المشتركة تقتل مئات الارهابيين في جزيرة الخالديّة يختبئون في شبكة أنفاق سرّيّة


من شأن المواجهات الساخنة التي تخوضها القوات المشتركة في جزيرة الخالدية تقديم أجوبة مقنعة عن سرعة تحرير الفلوجة قبل أكثر من شهر.

فقد تمكنت القوات مؤخراً من قتل عدد كبير من الارهابيين الذين فروا من الفلوجة الى جزيرة الخالدية، واختفوا في ظروف أثارت الكثير من التكهنات.

وحتى اللحظة تواجه القوات الأمنية في "الجزيرة" الرابطة بين الفلوجة والرمادي، خطر ارهابيي داعش الذين يتخفون في أنفاق وخنادق تمتدّ لمسافات بعيدة، وتقوم بمباغتة القطعات العسكرية بين حين وآخر.

وحتى الآن، فإن المنطقة تشهد تسلل الارهابيين عبر نهر الفرات من مناطق صحراوية، في محاولات متكررة لاستعادة جزيرة الخالدية بعد أُسبوعين من بدء عمليات عسكرية لتطهيرها.

وأثار التحرير السريع للفلوجة، نهاية حزيران الماضي، تساؤلات عن حجم تنظيم داعش الارهابي في المدينة التي خضعت لسيطرته لمدة عامين.

وكان مسؤول محلي قد كشف  بعد أيام من استعادة المدينة، عن استهداف الطيران العراقي والتحالف، لمئات السيارت التابعة لداعش الارهابي، بعد خروجها في ظروف غامضة من الفلوجة باتجاه الصحراء. وأكد المسؤول أن الطائرات دمرت نصف الرتل، الذي قدره بـ450 عجلة. وتضاربت الانباء حول حجم الرتل وعدد الارهابيين داخله.

وسعى ارهابيو داعش، بحسب روايات مسؤولين في الفلوجة، للوصول الى النقطة التي كانت قد شهدت ولادته في العراق فيما يسمى بـ(وادي حوران).

وكان قائد طيران الجيش الفريق أول حامد المالكي، في مؤتمر صحفي نشره موقع وزارة الدفاع، قد تحدث عن رتل مكون من 700 سيارة كان يتحرك على مسافة طولها 11كم، مؤكدا تدمير 130 سيارة.

ونفى العبادي نفيا قاطعا ادعاءات البعض بالسماح لإرهابيين بالخروج من الفلوجة ووجود حوار معهم، عاداً هذا الأمر "جريمة بحق الشعب العراقي والنازحين والمقاتلين".

 

الجزيرة ملاذ لداعش

ويقول غسان العيثاوي، أحد قيادات الحشد العشائري المتواجدين في جزيرة الخالدية، إن "داعش حوّل الجزيرة الى ملاذ آمن لمن فرّ من الفلوجة وعجز عن الهروب الى مناطق أعالي الفرات بسبب الطوق العسكري الذي فرضته الفرقة العاشرة التابعة للجيش العراقي".

ولفت العيثاوي، أمس، الى أن "جزيرة الخالدية منطقة شاسعة ووعرة، وفيها بساتين كثيفة"، معتبراً أنها "ساعدت على اختباء المسلحين داخلها". وتحدث عن مفاجأة القوات الامنية بقتل عدد كبير من المسلحين وصلت الى مئات عدة.

وكان اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، قائد عمليات الانبار،  قد أعلن مؤخرا أن العمليات العسكرية لتطهير جزيرة الخالدية أسفرت عن مقتل نحو 650 إرهابياً من تنظيم داعش، أغلبهم من الانتحاريين الذين يرفضون الاستسلام.

وقال المحلاوي في تصريحات صحفية، إنّ "القطعات العسكرية تمكنت خلال تلك العملية من العثور على 480 عبوة ناسفة تمت معالجتها، فضلاً عن تفكيك العشرات من المنازل الملغمة".

وكان قائد عمليات الانبار قد أعلن، مطلع آب الحالي، انطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على جزيرة الخالدية الواقعة على مسافة 23 كم الى الشرق من الرمادي.

ويؤكد العيثاوي أن "أغلب الارهابيين الذين تم قتلهم من جنسيات عربية وأجنبية بالاضافة الى ارهابيين محليين من أبناء عشائر تلك المناطق".

 

الأنفاق والمتسلّلون

وتتولى المسؤولية في المنطقة كل من الفرقة العاشرة والشرطة الاتحادية الى جانب الفوج التكتيكي التابع لشرطة الانبار والحشد العشائري. وتتحذر هذه القوات المشتركة بحذر شديد في تطهير باقي الجيوب في الجزيرة.

ويقول القيادي في حشد العشائر "نخشى من المسلحين الذي يختبئون تحت الارض إذ حفر التنظيم عدداً من الأنفاق الطويلة".

وكانت مصادر محلية قد  كشفت، مؤخراً، أن أحد الذين تولّى شق الانفاق لصالح داعش في جزيرة الخالدية، وقع في قبضة القوات الأمنية وقام بإرشادها الى أماكن الأنفاق.

واستخدم داعش سلسلة من الأنفاق داخل الأحياء السكنية في الفلوجة والرمادي، لتسهيل تنقّل مسلّحيه عبرها، ومنع كشفها للطيران العراقي.

وبالإضافة إلى شبكة الأنفاق السرّية، فإن المتسللين من جزيرة الخالدية الى الصحراء بات أمراً يثير قلق القوات الامنية. ويحاول المتسللون البحث عن موطئ لهم من خلال التنقل عبر نهر الفرات.

وكشف العيثاوي ان مساء يوم الجمعة شهد تسلل عدد من انتحاريي داعش الى الجزيرة. لكنه قال إن "القوات المشتركة والحشد العشائري استطاعوا قتل 5 منهم، ولاتزال هناك عمليات تمشيط بين المنازل والبساتين للبحث عن البقية".

وكانت مصادر محلية في الموصل،  قد كشفت مؤخراً عن إعدام تنظيم "داعش" ثمانية من عناصره الفارّين من معارك جزيرة الخالدية بواسطة غاز الطبخ.

ووصل الفارّون عبر طريق الجزيرة الممتدة بين الخالدية والموصل، بعد ان هربوا من العمليات العسكرية في شرق الرمادي. وأغلب المعدومين من جنسيات عربية وأجنبية. وتم تنفيذ الإعدام أمام أنظار المارّة في مدينة الموصل.

 

الطريق إلى القائم

وأمام القوات العراقية مجموعة من "الجزر" الممتدة من الرمادي حتى حديثة. وعلى الرغم من أنّ ذلك المحور يضم بعض القرى المتناثرة، لكنها تقع في مناطق شاسعة ومفتوحة، وستحتاج الى جهد عسكري وبشري كبيرين. بحسب قيادات ميدانية.

ولايزال ارهابيو داعش يسيطرون على مدن: راوة، عانة، والقائم، في غرب الانبار، فيما كانت قوات التحالف قد استمرت بقصف (الدولاب) لنحو 25 يوماً، قبل ان تدخلها القوات العراقية الشهر الماضي.

ويتوقع عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الانبار، ان تبدأ عمليات تحرير تلك المناطق بعد تأمين "جزيرة الخالدية".

وقال الفهداوي أمس، إن "قرار تحرير مناطق غرب الانبار، تتعلق بتقديرات القيادة العسكرية". لكنه تمنى أن تبدأ العمليات بأسرع وقت وأن يسبقها قطع الحدود بين سوريا والعراق.

ويتخذ داعش الارهابي من قضاء القائم مركزاً رئيساً للقيادة والسيطرة في العراق، لجهة قرب المدينة من الحدود السورية، وانحسار ضربات سلاح الجيش العراقي والأجنبي عنها.

وكان التحالف الدولي قد نفذ نهاية 2014 ضربة جوية على ناحية رمانة التابعة للقائم، استهدفت اجتماعاً لقيادات كبيرة من داعش. وتسربت أنباء عن إصابة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي كان مشاركاً في الاجتماع.

وحينها لم يتم تأكيد خبر مقتل البغدادي، إلا أن مواقع وحسابات مناصرة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تبادلت "تعازي غامضة"، ودعوات إلى الصبر.

وسيطر التنظيم الارهابي على مناطق غرب الانبار في صيف 2014، بعد تدفق مسلحيه عبر الحدود السورية، ما دفع القوات العراقية الى الانسحاب من تلك المدن.

من.. وائل نعمة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك