التقارير

بــــــــــــــــين الســـــــــــــــطور..المقصود في خطاب المرجعية

2166 02:58:14 2016-01-24

واثق الجابري


تدخلت المرجعية بشكل مباشر؛ بسلطتها الروحية، وهيبتها العقلانية ومصداقية قولها مع غايتها؛ لتثبت قدرتها وكونها ليس طارئة على الواقع العراقي؛ لمعالجة التراجع والإنكسارات والفشل، وفراغ وهوة وحاجة ماسة الى معالجات..
من منزل بسيط متواضع، تمتلأ الكلمات بالوطنية، والنقاط على الحروف مشهد متأزم، لتطلق كلمة نور تُضيء الطريق وتحدد البوصلة؛ بما يخدم مصلحة جميع مواطنية.
لعبت المرجعية دوراً كبير في الحياة السياسية العراقية، ومنذ 2003 كان لها خطوات واضحة التأثير من إصرارها على كتابة الدستور بأيادي عراقية، الى تصاعد مطالب التغير ومواجهة عدوان داعش البربري وأدراك أهمية الجهاد الكفائي؛ للدفاع عن العراقيين بمختلف طوائفهم ودياناتهم وقومياتهم.
يتجلى لمُتابع خطب المرجعية؛ أنها قراءة الواقع بعين المتبصر بجدارة، وتشخيص أخطاء النخبة السياسية بعلم ودراية دون إنحياز، وتأثيرها المذهل في فتوى الجهاد الكفائي، ووقفت تحمل مصباح نجاة يُدلُّ طريق الصواب؛ وسط ظلمات حالكة بمغالطات الساسة، ولم يك كلامها منطوي على مصالح ذاتية ولا شعارات ودعايات، ولها القوة على توجيه المجتمع نحو بوصلة المواطنة، والإشارة الى مكامن الخلل؛ بعيداً عن التضليل. 
دعوات المرجعية لسنوات لم تخرج من أُطر الدولة المدنية،، ولم تمل لطرف دون غيره، وشخصت بتسلسل وتواتر وتعالى خطابها؛ من إنتخاب الأصلح، ثم التغيير وبعدها لمحاربة الإرهاب واليوم تدعو للإصلاح، وفي كل مواقفها وضعت الإرهاب بموازاة الفساد، وأشركت الشعب في صناعة قراره، وأعطته خطوط الإعتماد على نفسه، ويبلورة التجارب دون ركون لتجارب فاشلة، أو ينجر للأشاعات، وحذرت النخبة السياسية والكتاب والمحللين السياسين؛ من إطلاق الإتهامات جزافاً، ورأت أن أهم معاول هدم الدولة، هي تلك الأصوات النشاز، التي بُح صوت المرجعية بمخاطبها ولم تستجيب.
إن المرجعية أثبتت أنها صمام أمان الدولة المدنية، ولم تترك مجالاً للشكل بمواقفها الوطنية المعتدلة، التي تقرب أطراف تواجه التقسيم والتمزق والحرب الطائفية، ووجدوا السيد السيستاني؛ رجلاً حكيماً وأنه أمة برجل ورجل قيادة الحرب للسلام، وفي أخر خطاب للمرجعية قالت: "وقد بُحّت اصواتنا بلا جدوى؛ من تكرار دعوة الاطراف المعنية من مختلف المكونات؛ الى رعاية السِلم الاهلي والتعايش السلمي؛ بين أبناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة". 
حكمة المرجعية؛ خلصت العراقيين من كوارث حتمية، وخطابها فرض تغيير مسار عمل سياسي قاد الى الهاوية، وأعاد هيكلية دولة شرذمتها الصراعات السياسية.
يمتلك العراق مقومات الدولة القوية اقتصادياً وثروات باطن الأرض وظاهرها، وأهدرها سوء إدارة الحكومات السابقة، وفسادها المالي والإداري؛ بغياب وعي مَنْ ملكوا زمام الأمر، ولم ينبذوا الخلافات الشخصية، وسعوا لمصالح فئوية مناطقية، ويبدوا أن بعض النخبة السياسية، ما زالت لا تفهم أنها من أغرق عراق؛ أنقذته مرجعية من اخفاقاتهم؛ فهل تراهن بعض الأطراف على كلل الخطابات، أو أن آذانها أطرشها المال الحرام، ولا تفهم أنها المقصود في خطاب المرجعية؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك